مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية.. المخرجة أبولين تراوري: نعاني من الإرهاب وليس لدينا صناعة سينما
قالت المخرجة البوركينية أبولين تراوري عن علاقتها بـ مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية إن له مكانة خاصة جدا لديها، لأنها عندما حضرت منذ عامين لأول مرة وكانت في الدورة التي ظهرت بها جائحة كورونا واعتبرتها دورة غاية في الخصوصية، وأنه كان لديها فيلم يعرض بالمهرجان وحصلت عَلِي جائزة عن الفيلم، وأشارت إلي أنه تم معاملتهم معاملة الملوك من قبل إدارة المهرجان والمسؤولين وكانوا قلقين جدا عليهم بسبب جائحة كورونا خاصة بعد ما ظهرت أول حالة لكورونا بمدينة الأقصر.
وعبرت أبولين تراوريعن سعادتها بتكريمها من مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية خلال كلمتها في ندوة اقيمت اليوم السبت، ووجهت الشكر بشكل خاص لرئيس المهرجان سيد فؤاد َعلى دعمه للسينما الإفريقية وتكريمها، وقالت بأنه من الرائع أن يتم تكريم الشباب بجانب كبار السن وأن هذا شيء إيجابي وجميل بالنسبة لها .
وعن انطباعها عن السينما المصرية أكدت على حبها الشديد للسينما المصرية وأنها تعرفها جيدا، وأنها في كل عام بـ الفيسباكو تُعرض أفلام مصرية وتحرص عَلِي مشاهدتها، ودائما تعرف الأفلام المصرية من بطلات الأفلام لأنها تهتم بقضايا المرأة، ودائما ما تسعى لمعرفة كيف تكون المرأة في السينما المصرية.
وعن علاقتها بالنجم العالمي جيمي جان لوي وتعاونها معه، قالت أبولين إنها في بداية معرفتها به كانت تعرفه بشكل سطحي وأنها طلبت منه في أحد المهرجانات العمل معها ووافق، لكن التعاون لم يتم إلا بعد مرور 4 سنوات، وكانت قلقة جدا من أجره لأنه نجم عالمي، لكنه فاجئها بالموافقة بأجر قليل، وقامت وقتها بعمل بروفات مكثفة لأبطال الفيلم المبتدئين وكانت تحمسهم دائما بأن البطل سيكون جيمي جان لوي، فكانوا يبذلون قصارى جهدهم وبالفعل انبهر جيمي حينما بدأ التصوير معهم، وكان هذا بفضل البروفات المكثفة التي تحرص عليها دائما في كل أعمالها.
وبسؤالها عن أهم القضايا التي تناقشها أبولين عن المرأة، وهل يوجد في بوركينا فاسو ما يطلق عليها بسينما المرأة أجابت أبولين أنها لا تركز عَلى قضية معينة للمرأة، لكنها تهتم بوضعية المرأة في المجتمع وتتحدث عن نقاط ضعفها وقوتها وكيف تحارب وتناضل في مجتمعها، وأشارت أبولين إلى ان فيلمها الأخير كان يناقش فكرة المساواة بين الولد والبنت، من خلال أب وابنته الصغيرة التي تحاول أن تثبت لوالدها أن البنت لا تقل أهمية عن الولد، وأكدت أنهم في بوركينا فاسو يعانون من هذه الفكرة التي وجدتها أيضا في معظم المجتمعات العربية حيث يفضلون إنجاب الذكور عن الإناث.
وفي فيلمها الحدود ركزت من خلاله على مشاكل السيدات البائعات المتجولات في منطقة غرب إفريقيا التي يوجد بها قانون ينص عَلِي حرية العبور، وكيف تعاني هؤلاء السيدات من فساد المسؤولين الواقفين عَلِي الحدود ومن خلال هذا الفيلم أظهرت أبولين كفاح المرأة ومعاناتها.
وأشارت إلى أنه لا يوجد عندهم ما يسمي بصناعة سينما المرأة لكن عندهم أفلام تناقش هموم المرأة، وأنه مازال عندهم نقص في صناعة السينما عموما.
وعن اختيارها كسفيرة للمتاحف في بلدها، وهل وجدت أفكارًا جديدة باعتبارها في اهم منطقة أثرية بمصر وكيفية استفادتها بأفكار جديدة من مصر، أوضحت أبو لين بأنها لم تستطع الزيارة الماضية ان تزور متاحف الأقصر بسبب جائحة كورونا المفاجئة وتتمنى أن تجد الوقت المناسب هذه المرة لزيارة المتاحف الأثرية بمدينة الأقصر
وعن تصويرها لأفلامها خارج بوركينا فاسو أكدت أن لديها انتماء شديدا لإفريقيا، وأنهم في بلدها يلومونها عَلى أنها تصور أعمالها الفنية بالخارج رغم أنها في البداية كانت تصور بداخل البلاد ولكن بسبب وجود الإرهاب لجأت إلى التصوير خارج البلاد، وأشارت إلي أنها تتمنى أن يكون هناك عمل مشترك يجمعها بمصر وليس من المهم أن يكون بالسينما ولكن يمكن أن يكون هناك تعاون مشترك عَلى مستوى المتاحف.
وعن مشكلة التوزيع بإفريقيا قالت أبولين إن الأفلام دائما تحتاج إلى موزع ووكيل للبيع وأنهم لديهم مشكلة كبيرة في توزيع الفيلم الأفريقي لإنه حينما يعرض الفيلم في مهرجانات يختفي بعد ذلك ولا يشاهده أحد مرة أخرى، وأنه في الثمانينيات والتسعينات كان لديهم أكثر من 50 قاعة كانت مكشوفة ومليئة بالعروض ولكنها اختفت ولم يعد لديهم سوى قاعتين فقط، وأشارت إلي أنه في ظل التطور التكنولوجي أصبحت القرصنة شيء سهل والكل يستخدمها لمشاهدة الأفلام التي يريدها عبر الهاتف وأن هذا شيء مؤسف جدا.
سيد فؤاد: اخترنا تراوري لتكريمها لتميزها
وقال سيد فؤاد رئيس المهرجان عن تراوري: اختيارها جاء عَلى أساس تميزها وعطاءها الفني ولكي نخرج من حصر فكرة أن يكون التكريم مرتبط بكبار السن فقط، وأشار رئيس المهرجان إلى أن أبو لين حققت نتائج كبيرة ومتميزة ولديها مستقبل كبير وأن المهرجان سعيد بتكريمها في الدورة الحادية عشر، ودولة بوركينا فاسو لديها سينما متميزة جدا، وأن مهرجان الأقصر ومهرجان قرطاج هم أول من صنعوا مهرجان للسينما الأفريقية.
وكان رئيس المهرجان قد طرح مبادرة أن يتم عمل قاعه في كل دولة من دول إفريقيا يتم عرض الأفلام الأفريقية بها وهي مترجمة وبالتالي سيستطيع الجميع مشاهدة هذه الأفلام، وثمنت أبولين مبادرة السيناريست سيد فؤاد رئيس المهرجان وقالت بأنها مبادرة رائعة وتتمني أن تتحقق في أقرب وقت.