صمودي بالأجهزة كان لطف من ربنا.. المصري المصاب بأوكرانيا يروي تفاصيل عبوره إلى بولندا | خاص
معجزة إني عايش لحد دلوقتي وبتكلم.. كانت تلك كلمات محمد سعد زايد، المصري المصاب بأوكرانيا، خلال رحلته من مكان القصف الروسي حتى عبوره الحدود البولندية مع زوجته وأطفاله ووالدة زوجته.
أيام صعبة منذ بداية اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، حيث كان زايد، هو المصري الوحيد المُصاب نتيجة القصف الروسي من الطائرات الحربية، وخضع بعدها إلى 3 عمليات خطيرة، ومع استمرار القصف الروسي في مدينة خاركوف التي كان يقيم فيها، وبالقرب من المستشفى، قرر المصري المصاب أن يخرج من المستشفى، ويعبر الحدود الأوكرانية هربًا من القصف الروسي وخوفًا على نفسه وأسرته من الحرب.
رحلة العبور من أوكرانيا حتى بولندا
كانت رحلة عبور محمد سعد زايد، نسبتها أكثر خطورة عن غيره من المصريين بأوكرانيا، فهو لم يُواجه فقط القصف الروسي، لكنه كان يتنقل بين الحدود ووسائل المواصلات وجسده يحمل أجهزة في جنبه اليسار واليمين، وجروح لا زالت غير مُلتئمة نتيجة العمليات التي خضع لها، حسب تعبيره، موضحا: أخدنا قطارًا من خاركوف إلى مدينة أخرى، وساعدني مواطنون أوكران، على تغيير الجرح وتعقيمه، حيث أن زوجته خضعت لولادة قيصرية، مما يجعل أيضًا حركتها غير سهلة.
وخلال رحلة العبور؛ تعرض القطار الذي صعد عليه محمد وأسرته إلى الضرب في مدينة كييف، وبعد وصولهم مدينة أخرى؛ انتظرتهم القوات الأوكرانية وساعدوه في أحد المستشفيات لتلقي العلاج اللازم من المضاد الحيوي، ومكان إقامة مريح، ومن ثم انتقل بعد عدد من الساعات إلى الحدود البولندية، متابعا: عدينا من الحدود البولندية بعربية، ودي كانت أصعب فترة عليا، بسبب الجرح والأجهزة اللي متركبة شمال ويمين والجرح في بطني.
وقال المصري المصاب بأوكرانيا في حديثه مع القاهرة 24، إن قرار خروجه من المستشفى لم يكن سهلًا، حيث أنه مضى هو وزوجته على إقرار بأن أي ضرر يحدث له سيكون على مسئوليتهما، مُشيرًا إلى أنه طوال رحلة العبور، ورغم مساعدة الغير له، إلا أن درجة الحرارة كانت في ارتفاع دائم، ونزيف مستمر، مردفا: صمودي في رحلة العبور بالأجهزة كان لطف وعناية من ربنا.
وأوضح المصري المصاب بأوكرانيا، أنه لم يرغب بمغادرة بولندا في الوقت الحالي، لكن كل ما يحتاجه الآن هو العلاج ومعرفة وضعه الصحي الذي جازف به، للهروب من القصف الروسي والذهاب إلى دولة أخرى بلا حرب أو خوف، لافتًا إلى أنه طوال الفترة الماضية لم يتلق رعاية صحية كاملة، بعد الخضوع لكل تلك العمليات، متابعا: كنت عايش على المياه والعصاير وخايف من النتايج السلبية، وعاوز أتعالج عشان أقدر أركب طيارة وأرجع مصر.
واستكمل المصري المصاب بأوكرانيا: ذهبت إلى أحد المستشفيات ببولندا، وقدموا لي الرعاية الصحية اللازمة والأدوية، مشيرا إلى أن هناك احتمالية للخضوع إلى عملية أخرى خلال الفترة المقبلة بسبب نقص الرعاية الصحية نتيجة العبور، قائلًا: قولتلهم مش هقدر أعمل عمليات تانية، والنهاردة هيعملولي إشاعة عشان نتأكد.
وأكد المصري المصاب بأوكرانيا، أن السفير المصري ببولندا على تواصل معه ويتابعه باستمرار، كما أنه نصحه العودة إلى مصر على متن إحدى الطائرات التي وفرتها الدولة المصرية للمصريين ببولندا، لكنه رفض، موضحًا: ضغط الطيارة أصعب من العربية، وخايف العمليات تتفتح، ومراتي والدة قيصري مش هتعرف، ومعانا طفلة من غير ورق، مختتما: أهم حاجة عندي اتعالج وأقدر أمشي وأتحرك عشان أقدر أركب الطيارة.