ذاكرة الأمثال.. الحاوي ماينساش موت ابنه والحية ماتنساش قطع ديلها
البعض يعتقد أن الأمثال مجرد أقوال يتم استدعاؤها للفكاهة والضحك، وذلك غير صحيح ومخالف تماما للحقيقة؛ لأن الأمثال تمثل هوية الأمم وجذورها الضاربة في عمق التاريخ، وتوقفنا الأمثال على تجاربالسالفين فنتعلم منها ونأخذ منها الدروس والعبر.
من الأمثال المتوارثة قولهم: اِلْحَاوِي مَا يِنْسَاشْ مُوتِ ابْنُهْ وِالْحَيَّهْ مَا تِنْسَاشْ قَطْعِ دِيلْهَا، وتفسير المثل أن حاويا قتلتْ حَيَّتُه ولده وأراد قتلها، فلم يدرك إلا ذَنَبَها فقطعه وفرت منه، ونشأت العداوة بينهما فلا هو ينسى قتل ولده ولا هي تنسى قطع ذنبها، وأصبح كلاهما يتحين الفرصة للفتك بالآخر.
يُضرَب في أن سبب العداوة لا يُنْسَى وإن قدم عهده، ومن أمثال التي تقال في هذا المعنى قولهم: كيفَ أُعَاوِدُك وهذا أثرُ فَأْسِك؟! وهو مما وضعوه على لسان حيَّة قتلت رجلًا، ثم تعاهدت مع أخيه على أن تعطيه كل يومين دينارًا ولا يقتلها فوفَّت له ووفَّى لها، ثم تَذَكَّر أخاه يومًا فضربها بفأسه فأخطأها، ووقعت الفأس فوق جحرها فأثرت فيه. وأراد بعد ذلك العود إلى ما كان عليه فأجابته بهذا المثل.
الحب ملاحق القدوس
ومن الأمثال أيضا قولهم اِلْحَبِّ مْلَاحِقِ الْقَدُوسْ والمقصود بالقدوس هنا هو القادوس القادوس وهو وعاء من الفَخَّار يرفع به الماء، ويستعمل القادوس أيضًا في الطواحين بأن يخرق من أسفله، ويوضع به الحَبُّ فينزل منه على الحجر لطحنه، وهو المقصود هنا، ويُضرَب المثل في الشيء يكثر ويتتابع، وقد يُرَادُ به العمل المتتابع يُكَلَّفُ به الشخص فيستغرقُ وقته.