الجمعة 22 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان.. دار الإفتاء تشرح الطريقة الصحيحة

حكم الاحتفال بليلة
دين وفتوى
حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان
الإثنين 07/مارس/2022 - 05:04 م

يبحث الكثير من المسلمين عن حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان، باعتبارها من الليالي المباركة التي لا يقل فيها عظيم الشأن عن ليلة القدر وليلة الإسراء والمعراج، فلكل ليلة من هذه الليالي سببا دينيا مقرونا بها ومذكورا في القرآن الكريم، حيث اقتران ليلة القدر بنزول القرآن، واقتران ليلة الإسراء والمعراج بصعود النبي إلى السماوات ورؤية الأنبياء، واقتران ليلة النصف من شعبان بتحويل قبلة المسلمين وتولية وجوههم نحو المسجد الحرام.

 

حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان 

البحث عن حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان ينُم عن رغبة الكثير من المسلمين في إحياء هذه الليلة بالطاعات من صيام وقيام وتلاوة قرآن، بل وتخصيص بعض الأعمال الصالحة للقيام بها في ليلة النصف من شعبان تحديدا دونًا عن غيرها من ليالي شعبان الأخرى.

 

وفيما يتعلق بـ حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان، فقد وردت الكثير من الأحاديث النبوية ضعيفة السند عن فضل هذه الليلة، وهو ما جعل البعض يخصها بعبادات معينة، وفي المقابل أجاز بعض جمهور العلم مشروعية الاحتفال بليلة النصف من شعبان، لأن الله يجزي عباده بالخير في أي وقت كان عملهم مع أفضلية العمل في بعض الأوقات التي صح عن رسول الله فضلها وأهمية العمل فيها.

 

وقال أهل العلم عنحكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان، إنها بدعة من البدع التي ما أنزل الله بها من سلطان، مستدلين بالحديث النبوي الشريف عن عائشة رضي الله عنها قال رسول الله صل الله عليه وسلم: "مَن أحْدَثَ في أمْرِنا هذا ما ليسَ منه فَهو رَدا" ولذلك يرى أهل العلم أن تخصيص ليلة النصف من شعبان للصيام من البدع لأنها قائمة على أحاديث ضعيفة لا ينبغي الاعتماد عليها.

 

واستمرارا لاستبيان حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان، فقد ورد حديث نبوي صحيح عن هذه الليلة، قال فيه رسول الله صل الله عليه وسلم: "يَطَّلِعُ اللهُ إلى خَلْقِه ليلَ النِّصْفِ من شعبانَ فيغفِرُ لجميعِ خلقِه إلا مُشْرِكٍ أو مُشاحِنٍ "وبالتالي فلم ترد في السنة النبوية أي شكل أو مظهر من مظاهر الاحتفال بليلة النصف من شعبان، وإنما كل ما يستحب فيها هو إزالة الخصومة والشحناء والبغضاء بين العباد.

حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان 

 

جواز الاحتفال بليلة النصف من شعبان

بالحديث عن حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان، يرغب بعض المسلمون في إحياء هذه الليلة بقراءة سورة يس 7 مرات، أو قراءة سورة القدر 41 مرة، أو قراءة سورة الشرح بعدد معين من المرات، بهدف قضاء الحوائج وتيسير الأمور، بينما يرغب آخرون في إحيائها بقيام الليل وصلاة التسابيح التي يكثر فيها المسلم من الأذكار المستحبة سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر بعدد 300 تسبيحة في 4 ركعات دون تشهد أوسط وبتسليمة واحدة.

 

وعن جواز الاحتفال بليلة النصف من شعبان، فقد أعلنت دار الإفتاء المصرية خلال تصريحات الدكتور علي جمعة مفتي الديار السابق مشروعية الاحتفال بالكيفية التي يفضلها المسلم سواء كانت في بيته أو في المسجد، لأن هذه الليلة المباركة من أيام الله التي يستحب التذكير بها وبفضلها في كل عام، بل ويستحب إحيائها بالتقرب من الله ولكن الشرط الوحيد في حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان في هذه الحالة هو عدم الوجوب وعدم تأثيم من لم يفعل.

 

وذكرت دار الإفتاء المصرية على موقعها الرسمي أنه يجوز للمسلم إحياء ليلة النصف من شعبان بقراءة سورة يس ثلاث مرات عقب صلاة المغرب جهرًا في جماعة كأحد أنواع العبادات المستحبة، فقد اتفق أهل العلم على ثواب قراءة سورة يس في مغفرة الذنوب وتكفير السيئات، فعن جندب رضي الله عنه قال: قال النبي صل الله عليه وسلم: «مَن قرَأ يس في ليلةٍ ابتغاءَ وجهِ اللهِ غُفِر له».

 

مشروعية الاحتفال بليلة النصف من شعبان

تختلف أوجه الاحتفال ليلة النصف من شعبان في الدول العربية الإسلامية، حيث تقتصر الاحتفالات في مصر على احتفال وزارة الأوقاف بتلاوة القرآن في أحد كبرى المساجد، وإلقاء بعض الدروس والعبر المستفادة من تحويل قبلة المسلمين في ذلك اليوم، وإلقاء بعض التواشيح والابتهالات الدينية، بينما تقام الاحتفالات في دول الخليج العربي بتوزيع الحلوى على الأطفال بما يطلق عليه حق الليلة.

 

وذهب أغلب جمهور العلم إلى كراهة الاحتفال بليلة النصف من شعبان، وتخصيصها للقيام أو الصيام أو بعض العبادات الأخرى، أو تخصيصها كذلك في توزيع الحلوى، والهدايا، وإلقاء الدروس والخطب الدينية، مستشهدين بقول صل الله عليه وسلم: (إياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة).

 

ولكل من يبحث عن مشروعية الاحتفال بليلة النصف من شعبان فعليه استفتاء قلبه بالقول الذي يعينه على التقرب من الله عز وجل، فإما أن يقيم هذه الليلة ويكثر فيها من الطاعات بالصلاة والأذكار والقيام والصيام خاصًة وإنها ضمن الأيام البيض يوم 15 شعبان، وإما أن يتعامل مع هذه الليلة كسائر أيام الشهر.

 

ولكن لا بد من مراعاة عدم الغفلة في كل أيام شهر شعبان، فهو من أقرب الشهور إلى قلب رسول الله وعندما سألوه قال:" ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم"، كما أن الطاعات وقت الغفلة لها عظيم الأجر ففي الوقت الذي ينشغل فيه بعض الناس بشراء مستلزمات شهر رمضان، سيكون انشغال الآخرون بالطاعات له عظيم الحسنات، وقد روي عن رسول الله:" العبادة في الهرج كهجرة إلي".

حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان 

 

كيفية الاحتفال بليلة النصف من شعبان

الشكل الأفضل لصفة أو كيفية الاحتفال بليلة النصف من شعبان هو الإكثار من الذكر والعبادة وليس الإكثار من الطعام وتوزيع الحلوى، فإظهار الفرح والسرور في أيام عيد الفطر وعيد الأضحى بتناول أشهى الطعام والشراب لا بأس به، وقد ثبت عن النبي صل الله عليه وسلم قوله: " أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل" حيث يضحي الناس ويأكلون من أضحيتهم، وكذلك في العيد الفطر لا بأس من إظهار الفرح بالإفطار بعد صيام شهر رمضان.

 

أما كيفية الاحتفال بليلة النصف من شعبان فستتمثل في كثرة الدعاء الجامع لأمر الدنيا والآخرة، مرورا بالصوم، وقراءة القرآن، والتصدق، وقيام الليل، وترك المشاحنة والخصام، لأن النبي صلى الله عليه وسلم بين أن الله يغفر للناس في تلك الليلة إلا المشاحن الذي خاصم أخاه أو قطع الرحم، وهي العبادات المباح فعلها في ليلة النصف من شعبان تحديدا تعظيما لشعائر الله وتذكيرا للناس بأيام الله المباركة.

 

واخيرًا بعد أن أوضحنا لكم جميع الآراء الدينية بشأن حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان ومشروعيتها، لا بد من التنويه بأن موعد ليلة النصف من شعبان 2022 ستحين هذا العلم ليلة الجمعة الموافقة بالتاريخ الهجري 14 شعبان 1443، وبالتاريخ الميلادي 17 مارس 2022، حيث يبدأ الاحتفال من المغرب حتى فجر يوم 15 شعبان، ويمكنكم الاطلاع على دعاء ليلة النصف من شعبان.

 

تابع مواقعنا