الجارديان: مصر أكبر مستورد للقمح.. والحرب تهدد الأمن الغذائي في الشرق الأوسط
مع اشتداد الحرب الروسية الأوكرانية، ودخولها فى الأسبوع الثاني على التوالي، ووسط حالة من عدم اليقين بشأن موعد انتهاء هذه الحرب، تزداد المخاوف في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية مع تضرر إمدادات القمح، مما قد يؤدي إلى سوء الوضع الاقتصادي.
ويتمثل التأثير السلبي للأزمة في استيراد عدة دول عربية للقمح سواء من روسيا، أول مصدر عالمي لهذه المادة الحيوية، أو من أوكرانيا التي تحتل المرتبة الرابعة دوليا، إلا أن النزاع بين البلدين يؤدي تلقائيا لوقف الحركة التجارية مع الخارج.
مصر أكبر مشترٍ للقمح في العالم
يشير تقرير نشرته صحيفة الجاريان البريطانية، إلى أن معدل التضخم في مصر سيستمر في الارتفاع خلال الفترة المقبلة، نتيجة ارتفاع أسعار المواد الغذائية عالميًا وأسعار النفط، مما يتعين تعديل التوقعات بشأن التضخم السنوي للعام الحالي، حيث سجلت أسعار القمح أعلى مستوى لها منذ عام 2008، في ظل المخاوف المتصاعدة من حدوث نقص عالمي في الإمدادات.
وأوضحت بيانات وزارة الزراعة الأمريكية أن مصر هى أكبر مشترٍ للقمح في العالم، وكانت روسيا هي أكثر الدول توريدًا لها في الموسم الماضي.
ما يقرب من نصف واردات القمح التونسي من أوكرانيا
بالنسية لتونس، فما يقرب من نصف واردات القمح التونسي تأتي من أوكرانيا، وقد أدى الغزو الروسي إلى ارتفاع الأسعار إلى أعلى مستوى لها منذ 14 عامًا، وعلى الرغم من أن الدولة التونسية تتحكم في سعر الخبز، فإن الناس يخشون من أنهم سيشعرون حتما بالأزمة، حيث يعيش الكثير من الأشخاص في تونس في الحواري والبيوت القديمة، ومثل العديد من أبناء هذه المناطق فى الكثير من البلاد يقف هؤلاء الأشخاص في طابور للحصول على الخبز.
وفي هذا الصدد، قال خميس عماني، عامل في إحدى المخباز التونسية، إن ارتفاع تكاليف المعيشة جعله يعاني من ضغوط شديدة، وأضاف: لا يوجد أي مال على الإطلاق في نهاية الشهر حتى أنني اضطررت إلى استعارة بعض الأموال لتكملة ما تبقى من الشهر.
وتعبتر تونس من أكثر الدول المعرضة بشدة للتأثر من هذا الوضع، لأن مع اقتصادها الهش الذي تراجع في السنوات الأخيرة بسبب التضخم والبطالة المرتفعة، لكنها ليست الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي قد تواجه صعوبات في حالة استمرار اضطراب سلسلة التوريد وارتفاع الأسعار.
اليمن ولبنان يقعان في قبضة الأزمة الاقتصادية وارتفاع الأسعار
تعاني أيضا اليمن، الذي دمرتها الحرب منذ عام 2014، حيث تستورد ما يقرب من كل قمحها من الخارج، ويأتي أكثر من ثلث القمح من روسيا وأوكرانيا، واليمن بطيبعبة حال شعبها تعتمد بشكل كبير على الخبز، والذي يعتقد أنه يشكل أكثر من نصف السعرات الحرارية التي تتناولها الأسرة العادية.
تستورد لبنان أيضا أكثر من نصف قمحها من أوكرانيا، وفي سياق متصل قال أمين سلام، وزير الاقتصاد والتجارة في لبنان، الجمعة الماضية، إن بلاده لديها ما يكفي من القمح لشهر أو شهر ونصف فقط، وأضاف أن الحكومة اللبنانية كانت تتحدث مع موردين آخرين ومنهم الولايات المتحدث وأعربوا عن استعدادهم التام للمساعدة وتوريد كميات كبيرة من القمح في حين تدهور الأوضاع.
مخاطر الحرب بين روسيا وأوكرانيا على الشرق الأوسط
من جهتها قالت عبير عطيفة، المتحدثة باسم برنامج الغذاء العالمي فى القاهرة، إن العديد من السلع التي تأثرت بالفعل بالغزو الروسي كانت ذات أهمية خاصة للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وحذرت من أن حصول حبوب القمح من مصدرين آخرين هو أمر لم يكن سهلًا أبدا.
وأضافت أن هناك فائض في الإنتاج العالمي للقمح هذا العام، ولكن إذا نظرنا إلى البلاد الأخر الذي سيأتي منها القمح، فهذا يعني وقت أطول وتكاليف نقل أعلى من أوكرانيا.
وأوضحت عطيفة أن التوقعات العالمية مقلقة جدا، في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث أنها ذات تاريخ طويل من الاضطرابات السياسية والاجتماعية الناجمة عن تدهور الأوضاع الاقتصادية، خاصة أسعار المواد الغذائية التي لا يمكن تحملها.