مشروعية الاحتفال بليلة النصف من شعبان.. تعرف على آراء الأئمة الأربعة
أثارت مشروعية الاحتفال بليلة النصف من شعبان الكثير من الجدل، ففي الوقت الذي يجيز فيه بعض أهل العلم الاحتفال ليلة النصف من شعبان، ينكر آخرون إحياء هذه الليلة، ويعتبرونها بدعة محدثة لم ترد في السنة النبوية، ولذلك سنوضح لكم عبر القاهرة 24، جواز الاحتفال بليلة النصف من شعبان، ورأي الأئمة الأربعة.
مشروعية الاحتفال بليلة النصف من شعبان
يبحث كثير من المسلمين، عن مشروعية الاحتفال بليلة النصف من شعبان، فهي ليلة مباركة يطلع فيها الله على عباده ليغفر لهم الذنوب، وقد وردت الكثير من الأحاديث النبوية عن رسول الله صل الله عليه وسلم في فضل ليلة النصف من شعبان، بعضها أحاديث ضعيفة والأخرى صحيحة ومسندة.
جواز الاحتفال بليلة النصف من شعبان
واستكمالا بالحديث عن مشروعية الاحتفال بليلة النصف من شعبان، فقد أجازت دار الإفتاء المصرية الاحتفال بهذه الليلة المباركة، مع ضرورة الحرص على قيام ليلها وصيام نهارها كما يفعل الصالحون، واستدلت دار الإفتاء بقولها على الحديث النبوي الشريف المروي عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما قال: كان النبي صل الله عليه وسلم يأتي مسجد قباء كل سبت ماشيا وراكبا. رواه البخاري، قال في هذا الحديث على اختلاف طرقه دلالة على جواز تخصيص بعض الأيام ببعض الأعمال الصالحة والمداومة على ذلك.
وأكدت دار الإفتاء المصرية، جواز الاحتفال بليلة النصف من شعبان، فلا بدعة فيه ولا كراهة بشرط ألا يكون الاحتفال على جهة الإلزام والإيجاب وتأثيم تاركه، ونوضح لكم حديث ليلة النصف من شعبان: إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها؛ فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى السماء الدنيا، فيقول: ألا من مستغفر فأغفر له، ألا مسترزق فأرزقه، ألا مبتلى فأعافيه، ألا كذا، ألا كذا، حتى يطلع الفجر. رواه محمد بن ماجه والبيهقي في شعب الإيمان كلاهما عن علي بن أبي طالب.
الاحتفال ليلة النصف من شعبان
مشروعية الاحتفال بليلة النصف من شعبان ثابت عن كثير من السلف، ونوضح لكم أقوال الأئمة الأربعة في هذا الشأن:
رأي مذهب الحنفية
فمن أقوال الحنفية، أن يجوز إحياء ليالي العشر من رمضان، وليلتي العيدين وليالي عشر ذي الحجة وليلة النصف من شعبان، فرادى بالتعبد خلال الليل، مع كراهة الاجتماع في المساجد في هذه الليالي.
رأي المالكية
ومن أقوال المالكية، عن الاحتفال ليلة النصف من شعبان، استدل الشيخ جلال الدين السيوطي بالحديث الشريف: من أحيا ليلتي العيدين وليلة النصف من شعبان، لم يمت قلبه يوم تموت القلوب، وقال إن الإحياء يكون بالذكر والصلاة في الليل.
رأي الشافعية
ومن أقوال الشافعية، ما قاله قال الإمام الشافعي: وبلغنا أنه كان يقال: إن الدعاء يستجاب في خمس ليال في ليلة الجمعة، وليلة الأضحى، وليلة الفطر، وأول ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان، وتحصل فضيلة الإحياء بصلاة العشاء في جماعة وكذلك صلاة الصبح وبالدعاء المستجاب.
رأي الحنابلة
وأخيرا قول الحنابلة قال بن رجب الحنبلي: وليلة النصف من شعبان كان التابعون من أهل الشام كخالد بن معدان ومكحول ولقمان بن عامر وغيرهم يعظمونها ويجتهدون فيها في العبادة وعنهم أخذ الناس فضلها وتعظيمها وقد قيل أنه بلغهم في ذلك آثار إسرائيلية فلما اشتهر ذلك عنهم في البلدان اختلف الناس في ذلك، واختلف علماء أهل الشام في صفة إحيائها على قولين: أحدهما: أنه يستحب إحياؤها جماعة في المساجد، والثاني: أنه يكره الاجتماع فيها في المساجد للصلاة والقصص والدعاء ولا يكره أن يصلي الرجل فيها لخاصة نفسه وهذا قول الأوزاعي.
احتفال ليلة النصف من شعبان 2022
من المقرر، أن يبدأ احتفال ليلة النصف من شعبان 2022 بعد مغرب شمس يوم الخميس الموافق 17 مارس 2022 بالتقويم الميلادي، و14 شعبان 1443 بالتقويم الهجري حتى فجر يوم 15 شعبان، وبعد أن تعرفنا على مشروعية الاحتفال بليلة النصف من شعبان سيفضل إحياء هذه الليلة بالصيام والقيام والإكثار من الدعاء، خاصة وأن هذه الليلة ضمن الأيام البيض المستحب صيامها في السنة النبوية.
وعن فضل صيام الأيام البيض، روي عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: وإن بحسبك أن تصوم كل شهر ثلاثة أيام؛ فإن لك بكل حسنة عشر أمثالها فإن ذلك صيام الدهر كله"، وعن أبي ذر قال: "قال لي رسول الله صل الله عليه وسلم: إذا صمت شيئا من الشهر فصم ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة".
سبب الاحتفال بليلة النصف من شعبان
بالتزامن مع الحديث عن مشروعية الاحتفال بليلة النصف من شعبان يتساءل بعض المسلمون ممن لا يعلمون ما هو سبب الاحتفال بليلة النصف من شعبان؟ والسبب هو أن ذلك اليوم يصادف ذكرى تحويل قبلة المسلمين نحو القبلة التي تمناها رسول الله صل الله عليه وسلم حتى أرضاه الله بها في السنة الثانية من الهجرة، وبالفعل تم تغيير القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام، وهو ليس تقليل من شأن المسجد الأقصى وإنما هو انتقال من الحسن إلى الأحسن كما قال أهل العلم.
حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان
يمكن لكل مسلم ومسلمة استفتاء قلبه بشأن الاحتفال ليلة النصف من شعبان، فمن الآراء الدينية ما تراه بدعة، ومن الآراء الأخرى وهي الأرجح ما تراه ليس ببدعة ولا مكروه، ولذلك يمكن إحياء هذه الليلة داخل المنزل بالصلاة والإكثار من الذكر تعظيما لشعائر الله وتذكيرا بأيامه عز وجل، ويمكنكم الاطلاع على دعاء ليلة النصف من شعبان بشكل تفصيلي من هنا.
كيفية الاحتفال بليلة النصف من شعبان
تتمثل كيفية الاحتفال بليلة النصف من شعبان كما وردت في الأحاديث النبوية الشريفة في قيام ليلها وصيام نهارها، والاستزادة في الطاعات في هذه الليلة سيكون لها عظيم الأجر، خاصة وأن ليلة النصف من شعبان ستوافق ليلة الجمعة لهذا العام وهي ليلة مباركة يفضل فيها الإكثار من الصلاة على النبي، وقراءة سورة الكهف.
وما رواه أحمد في مسنده عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَأَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ سَاعَةً لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فِيهَا خَيْرًا إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ وَهِيَ بَعْدَ الْعَصْرِ»، وما رواه أبو داود والنسائي عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَوْمُ الْجُمُعَةِ اثْنَتَا عَشْرَةَ سَاعَةً، لَا يُوجَدُ فِيهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللَّهَ شَيْئًا إِلَّا آتَاهُ إِيَّاهُ فَالْتَمِسُوهَا آخِرَ سَاعَةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ.