عالم بالأوقاف: الاحتكار والتجارة بأقوات الناس تعدٍ على الله
لا تزال أزمة الحرب الروسية الأوكرانية؛ تلقي بظلالها على الصعيدين المحلي والدولي، وتسبب تراجعًا ملحوظًا للاقتصادات المحلية والدولية، لا سيما أن روسيا وأوكرانيا تحتلان المركز الثالث والسابع على الترتيب، كمنتجين لمحصول القمح.
ويشهد السوق المحلي المصري، أزمة تلوح في الأفق؛ تتمثل في غلاء ملحوظ للأسعار، بالرغم من المحاولات القوية للدولة المصرية في السيطرة على الأسواق، ونفيها في عديد المرات تطبيقهاأي زيادة في الأسعار، إلى أن جشع التجار ومحتكري السلع؛ بات يمثل تهديدًا خطيرًا للمجتمع.
وقال الدكتور محمود الأبيدي، أحد علماء وزارة الأوقاف، وإمام وخطيب المسجد الجامع بمدينتي، إن المحتكر أو من يتاجر بأقوات أو أحوال الناس، فإنه يعتدي على الله سبحانه وتعالى، مستدلًا بقول النبي، صلى الله عليه وسلم: الجالب مرزوق والمحتكر ملعون.
الأبيدي: بعض التجار يستغلون هذه الأزمات في تزويد بضاعتهم
وأضاف الأبيدي في تصريحاته لـ القاهرة 24، أنه يجب على التجار أن يساعدوا وييسروا على الناس، مشيرًا إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: يسِّروا ولا تعسِّروا، وبشِّروا ولا تنفِّروا، وقوله صلى الله عليه وسلم: المسلمُ أَخو المسلم، لا يَظلِمُه، ولا يُسْلِمُهُ، ومَنْ كَانَ فِي حاجةِ أَخِيهِ كانَ اللَّهُ فِي حاجتِهِ، ومَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسلمٍ كُرْبةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ بها كُرْبةً مِنْ كُرَبِ يوم القيامةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَومَ الْقِيامَةِ.
وأوضح أن بعض التجار يستغلون هذه الأزمات، ويعكفون على تزويد بضاعتهم، رغم وجود مخزون كبير في مخازنهم، ظنًا من في تحقيق كسب أكبر، إلا أن هذا الكسب غير مشروع، وحرام شرعًا في الإسلام، مشيرًا إلى أنه يتوجب على الإنسان أن يدرك هذه الأمور جيدًا، وألا يتاجر بأقوات الناس.
ولفت الأبيدي إلى أن هجوم المواطنين على الأسواق لتخزين السعل أمر خطير وغير ذكي، فهو لن يساعد في حل المشكلة، بل سيؤدي إلى تفاقمها، فيجب على الإنسان المسلم أن يتعامل بعقلية فارقة في مثل هذه الأمور، موضحًا قول النبي صلى الله عليه وسلم: المؤمن كَيِّس، فـَطـِن.
واختتم الأبيدي بقول النبي صلى الله عليه وسلم: مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا، فملكية اليوم تكفي، وأمس من المضي، وغدًا لا ندري ماذا يفعل الله به.