ذاكرة الأمثال.. قصة الحرامي على راسه ريشة
ليست الأمثال مجرد أقوال يتم استدعاؤها للتنكيت والضحك، لأن الأمثال تعبر عن هوية الأمم وجذورها الضاربة في عمق التاريخ.
نستطيع القول إنه بقدر ما تكون الأمثال قديمة بقدر ما تكون حضارة وهوية الأمة التي تركت هذه الأمثال قديمة وضاربة في التاريخ.
الأمثال توقفنا الأمثال على تجارب أجدادنا السابقين فنتزود من خبراتهم الحياتية، ونأخذ منها الدروس والعبر، والأحوال التي يستحضر الإنسان فيها الأمثال كثيرة ومتنوعة.
من الأمثال السائدة: الحرامي الشاطر ما يسرقش من حارته، ومعنى المثل اللص الحاذق اليقظ لا يسرق من الحارة التي يعيش فيها حتى لا يفتضح بين سكانها، ويوضح أحمد تيمور باشا في كتابه الأمثال العامية أنه قيل في معنى المثل: يا واخد مغزل جارك راح تغزل به فين؟.
وفي مثل آخر الحرامي على راسه ريشة، أي الحرامي عليه شارة تدل عليه؛ أي: لا بد من أن يوقع نفسه بشيء يبدو منه، وفي معنى المثل قولهم، اِللِّي على راسه بطحة يحسس عليها، وقولهم: على راسه صوفة، وقولهم: صوفته منورة.
والمثل قائم على قصة تُرْوَى عن نبي الله سليمان عليه السلام نقلتها بعض كتب التراث منها ابن قتيبة في كتاب «عيون الأخبار، وفي كتاب أخبار الظُّراف والمتماجنين لابن الجوزي، خلاصتها: أن شيخًا سُرِقَت له إوزه فشكا ذلك إليه فخطب الناس فقال: ما بال أحدكم يسرق إوزة جاره وريشها على رأسه؟ فمدَّ رجل يده إلى رأسه كأنه يمسحه، فقال: خذوه فهو صاحبكم.
