ذكرى يوم الشهيد

كانت نكسة 1967 نقطة سوداء فى التاريخ المصري وللعسكرية المصرية، بل وللأمة العربية التي عانت ومازالت تعانى من نتيجة تلك النكسة، ولكن استطاع الجيش المصري من لملمه شتات نفسة وأسرعت القيادة السياسية بإعادة بناء القوات المسلحة، والاستعداد للثأر لاستراد الأرض المسلوبة، والثأر لأرواح شهدائنا فكانت معركة الاستنزاف التي كبدت العدو خسائر فادحة، وسطرت للجندي المصري بطولات عظيمة، وشهداء نفتخر بتضحياتهم على مر الزمان،فكانت معركة رأس العش والتي أعادت الثقة فى نفوس الجنود سريعا، وتلاها معارك عظيمة وعمليات خلف خطوط العدو قادها إبراهيم الرفاعي مع مجموعته 39 قتال، وكان من حسن حظنا مقابلة اللواء صلاح الدين خيرى رحمه الله أحد أفراد مجموعة الشهيد إبراهيم الرفاعي وهو يحكى لنا قصص البطولة والفداء لأفراد المجموعة وما قاموا به من بطولات عظيمة تفتخر بها الأجيال.

كما كنا سعداء بمقابلة عدد من أبطالنا المحاربين القدماء بدعوة من اللواء طيار محمد ذكى عكاشة رحمة الله ولا أنسى الدموع المنهمرة من عيون الحاضرين أثناء كلمة العقيد أسامة الصادق وهو يحكى لنا عن بطولات الجنود والضباط من أبطال قواتنا المسلحة بعد نكسة 67 وحرب الاستنزاف خصوصا.

كذلك تم تدمير ميناء ايلات وتدمير الحفار الإسرائيلي فى المحيط الأطلنطي وغيرها من العمليات التي جعلت العدو يسرع إلى الولايات المتحدة لإنقاذه من صمود المصريين لوقف حرب الاستنزاف وقبول وقف اطلاق النار (معاهدة روجرز)

وكانت حرب الاستنزاف وإعادة بناء القوات المسلحة  قد أعادت الثقة في نفوس المصريين وتكاتف الشعب مع جيشة العظيم وتحمل أعباء تلك الفترة العصيبة استعداد للعبور العظيم واسترداد الأرض والكرامة.

لذلك تحتفل كل عام القوات المسلحة المصرية والشعب المصري يوم 9 مارس بيوم الشهيد،وهو ذكرى استشهاد الجنرال الذهبي الفريق عبدالمنعم رياض وسط جنوده. وتاريخ رياض مشرف وبطولي فقد شارك فى الحرب العالمية الثانية، وحرب فلسطين 1948، وحرب 1956، وحرب 1967، وحرب الاستنزاف وفى عام  1969 وكان يشغل رئيس اركان حرب القوات المسلحة وأثناء زيارته للجبهة في الخطوط الأمامية، أدرك العدو ان هناك شخصية مهمة على الجبهة زاد من حده ضرباته على الموقع ليصاب الفريق رياض بشظية قاتلة وسط جنوده وينال الشهادة.

وعقب الاستشهاد نعاه الرئيس جمال عبدالناصر وتم ترقيته إلى فريق أول لجهوده في إعادة بناء القوات المسلحة بعد نكسة 1967.

وكانت جنازة رياض كبيرة ومهيبة حيث تقدمها جمال ومعه الآلاف من الشعب المصري في تكاتف على ضرورة الثأر والمساندة للجيش الذى ثأر لجنراله الذهبي ودمر نفس النقطة التي اندلع منها النيران تماما وقضى على كل من فيها.

وفى معركة أكتوبر العظيمة تم استرداد شرف العسكرية المصرية والثأر لشهدائنا بالانتصار العظيم.

وواجب على كل مصر أن يفتخر ويشعر بالعزة والكرامة والامتنان لكل روح شهيد ضحى وقدم روحه ودمائه فى سبيل الوطن ولم يبخل بغالي أو نفيس من أجل وطنه.

فتلك الأرض الطيبة روها دماء شهدائنا الأبرار ومازالت تروى بدمائهم الذكية في معركة الإرهاب لحماية الوطن والمواطنين من جماعات الشر البغيضة الكارة للوطن ومواطنيه.

فتحية لشهداء القوات المسلحة وتحية إجلال وتقدير لكل شهداء الشرطة المصرية ولكل مصري قدم روحة ودمة فداء لوطنه وحماية لأهلة من جموع الشعب المصري.

وقال الله سبحانه وتعالى في كتابة الكريم ( وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُون ).

روى عن عمرو بن العاص رضي الله عنه: حدثني عمر رضي الله عنه أنَّه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «إذا فتح الله عليكم مصر بعدي فاتخذوا فيها جندًا كثيفًا فذلك الجند خير أجناد الأرض» فقال له أبو بكر: ولم ذلك يا رسول الله؟ قال: (لأنهم في رباط إلى يوم القيامة).

فتحية لكل الشهداء فى كل وقت وكل حين ونعاهد الله أننا على دربكم سائرون حماية للوطن ولشعبنا العظيم متقدمون، كلٌ في موقعة مخلص أمين للعمل على رفعة مصرنا الحبية ورفع رايتها دائما عالية.ورحمهم الله تعالى رحمة واسعة 

عاشت مصر أبية قوية ناهضة وتحيا تحيا مصر 

                                                                          نائب رئيس حزب العدل للاتصال السياسي 

                                                                                        عضو المكتب السياسي