لاعبون صنعوا نجومية مركز قلب الدفاع
في عالم كرة القدم دائمًا النجم الأول للفريق هو الهداف الذي يهز الشباك ويسكن الكرة في مرمى الفريق المنافس، فهو اللاعب السوبر الذي يخطف الأنظار بدايةً من تسجيله للهدف خلال المباراة عن طريق معلق المباراة الذي يتغنى في جمال وروعة الطريقة التي أتى بها الهدف، وذلك عندما يمتزج الهدف بلفتة فنية تستحق الغزل في وصفها، خاصةً أن هذا المركز يضم معظم أساطير هذه اللعبة الذين يمتلكون مواهب فنية وإمكانيات عالية المستوى يستطيعون بها العزف على الأوتار التي يستمتع معها عشاق الساحرة المستديرة، وبعد المباراة في الاستوديو التحليلي تكتمل عزف السيمفونية لهذا النجم الذي قاد الفريق للفوز وعن التحرك الذي سبق الهدف واستلامه للكرة الذي أتاح له الطريق للمرمى وعن فرحته الكبيرة بالهدف الذي أحرزه، وقد يكون المدافع أوقف هذا المهاجم طوال المباراة ونجح في تحجيمه وفي الوقت بدل الضائع نجح في استغلال عرضية مباغتة أو اسيست في العمق وأحرز هذا الهدف، ويصبح المهاجم هو صانع الفرحة والسعادة، والمدافع هو المتسبب في الهزيمة والخسارة.
حقًا كم هي قاسية كرة القدم، وبالفعل ياما في كرة القدم مظاليم
والهداف هو أيضًا معشوق الجماهير الذي يتربع على عرش قلوبهم، فمع تسجيل الأهداف تخرج آهات وصيحات الجماهير تهليلا لهذا اللاعب الذي أحرز الهدف وترديدًا لشعارات رثاء في حب هذا اللاعب الذي ربما وجد الكرة على خط المرمى ولم يجتهد إلا في لمسها بأطراف أصابع قدميه لإسكانها داخل الشباك.
لا خلاف في أن متعة كرة القدم الأولى هي الأهداف
وكما قال شيخ المعلقين الكابتن لطيف رحمه الله منذ عقود عديدة إن الكرة جوان حتى التاريخ في لعبة كرة القدم لا يذكر إلا الفائز والفوز لا يأتي إلا بالأهداف
معلوم لدي الجميع إن كرة القدم هي لعبة جماعية في الأساس والهدف الذي يأتي للفريق هو نتاج جهد الفريق بالكامل بداية من حارس المرمي مرورا بقلب الدفاع وخط الوسط ثم الهجوم الذي غالبا ما يكون هو صاحب اللمسة الأخيرة لهذا الجهد الجماعي
ومع التطور الذي تشهده لعبة كرة القدم من ناحية الأداء والتكتيك يتضح جليًا ثقل وأهمية الناحية الدفاعية للفريق
مثالا فريق أتلتيكو مدريد الإسباني بقيادة المدير الفني القدير دييجو سيميوني الذي يلعب بتكتل دفاعي صلب وعتيد طوال المباراة مع الاعتماد على سرعة ارتداد فائقة خلال الهجمات المرتدة مصحوبة بحسن استغلال جيد من قبل المهاجمين تكون كفيلة لنهاية المباراة لصالحها والفوز بها
لكن قديما قالوا أن الهجوم خير وسيلة من الدفاع وهي حقيقة
لذلك أرى إجحاف كبير في حق لاعبي الدفاع الذين يكون لهم دور كبير في انتصار الفريق لكن جل الأنظار تتجه مع صاحب الهدف وعريس الليلة في الفريق كما يطلقون عليه مع أن دفاع الفريق لو لم يجتهد في التصدي لمحاولات هجوم الفريق المنافس ومراقبتهم الجدية لهجومه لما جاء الفوز الذي يخطف فرحته صاحب الهدف لذي ربما ناله عقاب جماهيري وإداري في حالة الهزيمة مع إحراز الهدف
وما يؤكد على أهمية هذا المركز الذي يتعرض لتقليل وتهميش غير مبرر، ما يقوله محللون كرة القدم أن الهجوم يجعلك تفوز بالمباريات لكن الدفاع يجعلك تحقق البطولات
أخر نسخة لكأس الأمم الأفريقية خير داعم لصحة هذه المقولة، المنتخب المصري صعد للنهائي بأربعة أهداف ودخل مرماه هدفين فقط وكاد يحقق البطولة الذي خسرها بركلات الترجيح هذا المركز هو معقل قيادة الفريق وصمام أمانه وضمان الحفاظ على عرش القمة
بين الحين والآخر يأتي لاعبون يعيدون أمجاد النجومية لمركز قلب الدفاع المظلوم كرويا على المستوى الجماهيري والمادي والإداري بالتناسب مع مركز الهجوم أو صانعي اللعب الوسط الهجومي، سواء على الصعيد العالمي أو الإفريقي أو المحلي
من بيكنباور
القيصر الألماني الشهير وقائد مركز الليبرو حيث أضاف الكثير للمكان الدفاعي الذي قد يكون من اختراعه حقق كأس العالم 74 مع ألمانيا وحقق 3 ألقاب أوروبية مع بايرن ميونيخ
كاناڤارو
أحد أبرز مدافعي القرن الحالي وهو المدافع الذي حصل على الكرة الذهبية عام 2006 كأفضل لاعب في العالم بعد حصول منخب بلاده في هذا العام على بطولة كأس العالم ومن ضمن ثلاثة مدافعين فقط على مر التاريخ حصلوا عليها وتشتهر إيطاليا بالتفوق البارز في هذا المركز على مدار التاريخ ودائما كانت ولادة بأساطير عديدة في هذا المركز تفوقوا على أنفسهم وصنعوا أمجاد كروية لهم ولمنتخبهم ولأنديتهم
ولاننسى مالديني أسطورة الدفاع الذي رسم اسمه بأحرف من ذهب على الساحة العالمية في كرة القدم
كارلوس بيول
قلب الأسد لدفاع إسبانيا البارسا وهو احد أشهر المدافعين في العقد الأخير لقيادته فريق برشلونة الذي حقق معه جميع الألقاب المحلية والأوروبية وحقق مع منتخب بلاده كأس العالم 2010
وحاليا فان دايك قائد دفاع المنتخب الهولندي ونادي ليفربول يكمل مسيرة إعادة النجومية لهذا المركز بأداء ثابت وبتفوق غير عادي على المستوى الدفاعي والهجومي من خلال التقدم في الضربات الثابتة وخاصة الركنيات ويشكل خطورة بالغة على الخصم بالتميز في اللعب بضربات الرأس ويضع نفسه ضمن أساطير مركز قلب الدفاع على مدار التاريخ
وعلى المستوى الإفريقي كافور وهو اللاعب الغاني الذي حقق العديد من البطولات مع بايرن ميونيخ في مسيرة امتدت إلي 12 عاما
نور الدين نايبت النجم المغربي الكبير الذي حقق الدوري الإسباني من ديبورتيفو لاكرونيا
وسونج النجم الكاميروني الذي شارك مع بلاده ثلاث بطولات كأس عالم
وائل جمعة صخرة دفاع مصر إفريقيا.. أتذكر أني قرأت له تصريحا في أحد المجلات الرياضية منذ أكثر من عشر سنوات قال فيه أن لاعبين مركز الدفاع مظلومين لأن الناس بتهلل للي بيسجل الأهداف وهو المدافع صاحب التاريخ العريق وهو يعد عقدة المشاهير من أول مباراة شارك فيها مع النادي الأهلي وكانت أمام ريال مدريد وانتهت بفوز الأهلي واستطاع شل حركة المهاجمين في هذه المباراة وكان قائدا لدفاع المنتخب المصري في البطولات الإفريقية واستطاع إن يوقف خطورة أبرز المهاجمين في تاريخ القارة ديديه دروجبا وصامويل إيتو وكونيه
ومعه أساطير محلية عديدة في هذا المركز من وزير الدفاع الكابتن حسن حمدي إلى إبراهيم يوسف رحمه الله المدافع الهداف، مرورا بأشرف قاسم وهاني رمزي وهاني السعيد وعماد النحاس والقباني وفتح الله وصولا إلى حجازي والونش وعبد المنعم.