الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

من أوكرانيا لروسيا.. محنة واحدة

الخميس 10/مارس/2022 - 11:50 م

فرحت عندما علمت باستقبال طلبة مصر بأوكرانيا بجامعات مصر، وشعرت بأن حلمي القديم، بأن تعود الطيور تغرد على أغصان أوطانها بدلًا من الغربة، وأن يعودوا الأبناء ويلتفون حول الوطن الأم لينعموا فيه بالأمان والحب تحت سيادة قوية وأمن حتى لو وجد في أعظم دول العالم، فهو لا يضاهي حضن البلد الأصلي، والعائلة الصغيرة.

ولكن فرحتي مازالت تنقصها فرحة تشمل أيضًا طلبة مصر في روسيا - ولا أتحدث عنهم كوني منهم- ولكن كوني أشتاق إلى مصر ليس بمجرد أن تحلق الطائرة بعيدًا عن أرض الوطن فحسب، بل بمجرد أن يختم الضابط بختم الخروج على أوراق جواز السفر، أشعر وكأن برد الغربة دخل إلى قلبي وبدأت أشعر بأنني صرت مغتربًا قبل حتى الصعود إلى الطائرة.

لا أنكر أن الأمان موجود من حولي في كل شبر، ولكن بعض العقوبات التي فُرضت من بعض الدول دون التفكير بأن هناك أيضًا بشر ليس لهم ناقة أو جمل فيما يحدث، يتضررون بشكل أو بآخر، فبداية الأزمة كانت في عدم القدرة على سحب بعض النقود من خلال حساباتنا الشخصية في مصر، لنقدر أن نساير متطلبات المعيشة، وبعدها بقليل أخبار عن توقف خدمات تحويل الأموال، وبعدها بعدة أيام، نتفاجأ بأن كل بطاقات السحب الصادرة من خارج روسيا، لن تعمل مجددًا داخل أراضيها، ويأتي هذا الخبر، بعدما توقف نظام التحويل "SWIFT"، ولم يعد هناك من يستطيع أن يستلم نقودًا على حسابه الشخصي في بعض البنوك.


ومازالت التداعيات تزيد، وهناك شركات طيران أصبحت توقف رحلاتها من وإلى روسيا، أو أوقفت بالفعل، فلم تعد لها رحلات تأتي أو تذهب، فأصبحت فكرة السفر إلى خارج روسيا في حد ذاتها مغامرة كبيرة وصعبة، سواء في أن الرحلة ستقام بالفعل أم ستلغى؟، ولو ستقام، ستقام في ميعادها أم ستؤجل؟!.


هناك أمور عديدة، حدثت وتحدث خلال كل ساعة، ربما لا أستطيع أن أتكلم عنها أو أحكيها ولكنها موجودة في كل الصحف والموقع الإخبارية، ولكن كل ما أعرفه وأتمناه بصدق، هو أن تنظر لنا السلطات المصرية، ممثلة في سيادة الرئيس العظيم السيد عبد الفتاح السيسي -قائد مصر وأب كل المصريين- وكل المسئولين في بلدنا الحبيب بعين المحبة والأبوة، بعين تخاف على أبناء هذا الوطن.


فنحن لم نعهد من سيادته إلا كل أبوة وكل محبة، أو كما يقول دائمًا: "مسافة السكة"، وأنا أعلم تمام العلم بأنه سيفعل كل ما فيه الخير لنا هنا ليس كطلاب مصريين فحسب، ولكن كأبناء لهذا الوطن يستحقون أيضًا أن يشعروا بالخوف عليهم.

تابع مواقعنا