قبره مليء بالزهور.. قصة جندي أوكراني قتل في الحرب الروسية.. وأرملته تعيش حالة من الذهول
قبل أن يغادر إلى الجبهة، عانق فيكتور دودار، جندي الاحتياط العسكري الأوكراني، زوجته أوكسانا، وطلب منها ألا تقلق عليه، إذ سيقدم واجب وطنه ويأتي إليها على الفور، وكان يحاول قدر الإمكان، رغم قتاله ضد القوات الروسية المتقدمة، مراسلتها أو الاتصال بها، حيث كتب لها ذات مرة: أنا على قيد الحياة.. كل شيء على ما يرام.
وفاة جندي أوكراني
وفي مارس الجاري، بعد أسبوع تقريبًا من شن روسيا عملية عسكرية على أوكرانيا، توقفت رسائل فيكتور، وبعد ثلاثة أيام من ذلك، تأكدت أسوأ مخاوف أوكسانا، حيث وصل كاهن وبعض الجنود إلى بابها، وفق ما ذكرت رويترز.
زوجك بطل.. تلك العبارة التي قالها الجنود فور دخولهم إلى منزل أوكسانا، وهنا لم تكن هناك حاجة إلى كلمات أخرى، لقد مات زوجها وسط الصواريخ الروسية.
هجوم روسيا على أوكرانيا
فيكتور، 44 عامًا، الذي كان صحفيًا وقت السلم، هو واحد من مئات الجنود الأوكرانيين الذين لقوا حتفهم منذ أن شنت روسيا هجومًا على أوكرانيا في 24 فبراير الماضي.
في رسائل فيكتور لأوكسانا، لم يكشف بالضبط موقعه، ولكنه أعطى لمحات عن معيشته على خط المواجهة، فقال لها ذات ليلة إنه نام على شجرة، ومرة أخرى، طهى السكان المحليون وجبات لوحدته بالكامل.
وبشأن المعركة قال لها: سمعنا على شاشة التليفزيون عن المكاسب العظيمة التي حققتها أوكرانيا وكيف نقضي على العدو.. لكن يبدو أنني سأبقى هنا لفترة طويلة.
بطل أوكرانيا
ومنح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لقب بطل أوكرانيا للجنود الذين لقوا حتفهم خلال القتال مع روسيا.
والتقى فيكتور دودار وزوجته أوكسانا في الجامعة، ويقيمان في جوفكفا، بالقرب من مدينة لفيف غرب أوكرانيا، ولديهما ابنة تبلغ من العمر 21 عاما، تُدعى صوفيا.
ولكن اليوم، لا تزال أوكسانا في حالة ذهول من الحزن، تجلس مع شارة فيكتور العسكرية والقبعة على حجرها.
ودفن فيكتور في مقبرة ليتشاكيف في لفيف، بعد أن تسلمت زوجته متعلقاته الشخصية، وقبره مكدس بالزهور، وبجانبه يرقد ستة جنود آخرين تحت أكوام مزينة بالورود، وخلفهم قطعة أرض فارغة جاهزة للمزيد.
ولقد زادت وفاة فيكتور من عزيمة أوكسانا، حيث قالت: بعد هذه الخسائر الكبيرة، وبعد الحزن الذي حل بأرضنا، ليس لدينا خيار سوى الفوز.. بالنسبة لأولئك الذين ماتوا بالفعل، يجب أن نفوز.
