فضل ليلة النصف من شعبان وموعدها والأحاديث النبوية الواردة فيها
فضل ليلة النصف من شعبان مذكور في بعض الأحاديث النبوية الشريفة منها ما هو صحيح ومنها ما هو ضعيف ويُعمل به في فضائل الأعمال، وقد أوضحت دار الإفتاء المصرية أن تخصيص بعض العبادات في بعض الأمكنة والأزمنة من الأمور الواردة دون كراهة بل ثبتت عن رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام، ولذلك سنوضح لكم فضل ليلة النصف من شعبان وما يستحب فعله في ذلك اليوم.
فضل ليلة النصف من شعبان
يتضح فضل ليلة النصف من شعبان في المقام الأول في الحدث الأعظم الذي أرضى به الله عز وجل خاتم المرسلين سيدنا محمد صل الله عليه وسلم، بتحويل قبلة المسلمين من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام في العام الثاني للهجرة على أرجح أقوال العلماء.
يبدأ فضل ليلة النصف من شعبان بعد مغرب يوم 14 شعبان حتى فجر يوم 15 شعبان، وهي ساعات مباركة لا بد فيها من اغتنام الثواب والأجر العظيم بالدعاء والصيام والقيام والتصدق وقراءة القرآن، والإكثار من الطاعات، وصلة الأرحام، ونزع المشاحنات.
يطلق على ليلة النصف من شعبان الكثير من المسميات التي يتضح فيها فضلها وبركاتها حيث ليلة البراءة، ليلة الدعاء، ليلة القسمة، ليلة الإجابة، ليلة الشفاعة، ليلة الغفران، وقد قيل إن للملائكة في السماء ليلتي عيد وهما ليلة القدر وليلة النصف من شعبان.
لا يقتصر فضل ليلة النصف من شعبان على هذا اليوم فقط، وإنما هناك الكثير من الفضائل العظيمة طوال ليالي شهر شعبان وهو شهر ترفع فيه الأعمال، ولذلك يستحب فيه الصيام، كما أنه شهر مليء بالحسنات لمن يغتنم أوقات الغفلة فيه بالعبادات.
فضل ليلة النصف من شعبان في السنة النبوية
سيوافق موعد ليلة النصف من شعبان 2022 يوم الجمعة المقبل بالتاريخ الميلادي 18 مارس 2022 وبالتقويم الهجري 15 شعبان 1443، على أن يبدأ إحياء هذه الليلة المباركة بعد مغرب يوم الخميس 17 مارس، و14 شعبان حتى فجر اليوم التالي.
يمكن اغتنام فضل ليلة النصف من شعبان 2022 لهذا العام حيث يوافق موعدها ليلة الجمعة وهي من الليالي المباركة التي تعد خير أيام الأسبوع وفيها ساعة استجابة، لذلك لا بد من الإكثار من الدعاء والصلاة على النبي، بالإضافة إلى صيام ليلة النصف من شعبان باعتبارها ضمن الأيام البيض، وهي الليالي التي يكتمل فيها القمر ليكون بدرا وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من وسط كل شهر عربي.
ولتوضيح فضل ليلة النصف من شعبان نذكر لكم الأحاديث النبوية الواردة فيها كالتالي:
إن الله يطلع على عباده في ليلة النصف من شعبان، فيغفر للمؤمنين، ويملي للكافرين، ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه» رواه الإمام أحمد في مسنده، وابن حبان في صحيحه، وابن أبي شيبة في المصنف، والطبراني في المعجم الكبير والمعجم الأوسط، والبيهقي في شعب الإيمان.
ومن فضل ليلة النصف من شعبان "إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن» رواه البيهقي في شعب الإيمان والطبراني في المعجم الكبير وفي المعجم الأوسط، وفي مسند الشاميين، والهيثمي في موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان. وقال المنذري في الترغيب والترهيب بعد ذكره: رواه الطبراني في الأوسط وابن حبان في صحيحه والبيهقي، ورواه محمد بن ماجه بلفظه من حديث أبي موسى الأشعري والبزار والبيهقي من حديث أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- بنحوه بإسناد لا بأس به، انتهى كلام المنذري. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: "ورجاله ثقات".
"إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها؛ فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى السماء الدنيا، فيقول: ألا من مستغفر فأغفر له، ألا مسترزق فأرزقه، ألا مبتلى فأعافيه، ألا كذا، ألا كذا، حتى يطلع الفجر" رواه محمد بن ماجه والبيهقي في شعب الإيمان كلاهما عن علي بن أبي طالب.
ومن فضل ليلة النصف من شعبان "إن الله تعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب» رواه الترمذي ومحمد بن ماجه، وصححه الألباني في تعليقه على السنة لابن أبي عاصم، قال أحمد عمر هاشم: ومعني النزول هو نزول أمره ورحمته فالله منزه عن الجسمية والحلول، فالمعني على ما ذكره أهل الحق نور رحمته، ومزيد لطفه على العباد وإجابة دعوتهم وقبول معذرتهم: فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب (هو اسم قبيلة) وخص شعر غنم كلب لأنه لم يكن في العرب أكثر غنما منهم.
"من أحيا الليالي الخمس وجبت له الجنة ليلة التروية وليلة عرفة وليلة النحر وليلة الفطر وليلة النصف من شعبان" رواه إسماعيل الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" من حديث معاذ بن جبل.
"من قام ليلة النصف من شعبان وليلتي العيدين لم يمت قلبه يوم تموت القلوب" ومعنى القيام أن يكون مشتغلًا معظم الليل بطاعة وقيل بساعة منه يقرأ أو يسمع القرآن أو الحديث أو يسبح أو يصلي على النبي.
ماذا حدث في ليلة النصف من شعبان
وبالحديث عن فضل ليلة النصف من شعبان، يتساءل الكثيرون ماذا حدث في ليلة النصف من شعبان؟ وهي أسرار ليلة النصف من شعبان التي نوضحها لكم كالتالي:
فضل ليلة النصف من شعبان في تغيير القبلة
تغيرت قبلة المسلمين للمرة الثانية في ليلة النصف من شعبان حيث تحولت من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام بمكة وهي أحب البلاد لقلب رسول الله، ولذلك أراد الله أن تكون هجرة نبيه إلى المدينة المنورة بينما قبلته إلى أحب الأوطان إليه.
تحويل قبلة المسلمين في ليلة النصف من شعبان جاءت لإرضاء رسول الله صل الله عليه وسلم ولتقوية إيمان المؤمنين وتنقية نفوسهم واختبار يقينهم بالله ورسوله، مصداقا لقول الله تعالى «وَمَا جَعَلْنَا القِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ».
فضل ليلة النصف من شعبان بتحويل قبلة المسلمين جاء للتأكيد على أن التوجه إلى الله لا يحتاج لقطع مسافات زمنية، فلا مسافة بين الخالق والمخلوق، مصداقا لقول الله تعالى: «وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ».
فضل ليلة النصف من شعبان في رفع الأعمال
وبخلاف ذكرى تحويل قبلة المسلمين في هذه الليلة المباركة، يتضح فضل ليلة النصف من شعبان وفقا لما ورد في بعض الأحاديث النبوية في نزول الله عز وجل إلى السماء الدنيا أي نزول رحمته لقضاء حوائج السائلين والمستغفرين والمسترحمين.
وفيما يتعلق بـ فضل ليلة النصف من شعبان في رفع أعمال العباد، فقد أوضحت دار الإفتاء المصرية إنه لم يرد نص بالسُنة النبوية يخص ليلة النصف من شعبان برفع الأعمال، وغنما جاءت جميع النصوص بأن الشهر بجميعه تُرفع فيه أعمال العباد إلى الله.
وقد ورد عن النبي صل الله عليه وسلم أنه كان يُكثر الصوم في شهر شعبان، فلما سُئل عن ذلك قال: "ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب وبين رمضان، وأنه شهر تُرفع فيه أعمال العباد إلى الله، وأحب أن يُرفع عملي وأنا صائم".