فريد الديب لـ القاهرة 24: سأتفرغ لكتابة مذكرات النقض.. وأجواء المهنة محبطة
في أروقة محكمة جنايات شمال القاهرة الابتدائية بالعباسية، اليوم السبت، وخلال جلسة محاكمة رجل الأعمال حسن راتب، والنائب السابق علاء حسانين، و21 متهما آخرين، في القضية المعروفة إعلاميًا بالآثار الكبرى، فجّر المحامي الأشهر في مصر، وأحد أبرز من ارتدوا "الروب الأسود" في تاريخ مهنة المحاماة في مصر فريد الديب مفاجأة حول استمراره، ليثير حالة من الجدل والتكهنات حول اعتزاله ليكتب نهاية تاريخ طول وحافل بين جدران محاكم مصر.
وخلال جلسة المحاكمة قال المحامي فريد الديب في سياق دفاعه عن رجل الأعمال حسن راتب: لعل هذه المرافعة تكون الأخيرة لي، فقد تجاوزت الثمانين عاما، وأعاني من السرطان، وقد أدّيت واجبي تجاه موكلي، وقد اجتهدت ولكل مجتهد نصيب حتى لو أخطأ.
فريد الديب بقضية الآثار الكبرى: أنا مريض سرطان وعايز أحس أني أديت واجبي
المحامي فريد الديب قال في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24، إن البعض فسّر تصريحاته خلال المحاكمة بشكل خاطئ فهو لن يعتزل مهنة المحاماة، ولكن لن يترافع مجددًا أمام المحاكم في أي قضية، وسيتفرغ لإعداد مذكرات النقض، وإدارة القضايا التي ستوكل إليه من داخل مكتبه، خاصة مع وجود فريق مكتبه الذي حظي بخبرة واسعة خلال السنوات الماضية.
وأوضح الديب أن أجواء مهنة المحاماة لم تعد ملائمة خلال الفترة الحالية وتصيب بالإحباط.
وأوضح الديب أنه يمر بحالة نفسية سيئة للغاية منذ العام الماضي، بعد وفاة ابنته إيمان التي توفيت في مايو 2021 متأثرة بإصابتها بفيروس كورونا، خاصة أنه كان بينهما علاقة خاصة بين أب وابنته، ومثلت وفاتها صدمة غير متوقعة له وللأسرة.
إصابة فريد الديب بمرض السرطان
وأشار الديب إلى أنه يعاني من مرض السرطان في الدم منذ فترة طويلة، وتأثرت حالته الصحية بشكل كبير جراء الإصابة بالمرض، ويخشى من تفاقم أو تدهور حالته الصحية عن الوقت الحالي، بسبب ما تتطلبه مهنة المحاماة خلال المرافعات داخل المحاكم من مرونة.
وذكر الديب أن ظروفه الصحية، تمنعه من الاختلاط خوفًا من الإصابة بفيروس كورونا المستجد كوفيد 19 بما سيعرض حياته للخطر.
فريد الديب هو أحد المعادلات صعبة الحل في تاريخ المحاماة المصرية، والتي وضع اسمه على رأس أبرز من مروا عليها، الديب اقتحمها من باب النيابة العامة، وكيلًا للنائب العام في جنوب القاهرة، ثم وكيلًا للنيابة بالوايلي، ثم شرق القاهرة ونيابة سوهاج، حيث عرف بمحقق القضايا الصعبة.
فريد الديب ظل لسنوات نجمًا في النيابة العامة، قبل أن يغادرها في مذبحة القضاء 1969، والتي عزل فيها 200 قاضٍ بتهمة العداء لنظام ثورة 23 يوليو 1952، وما نشر وقتها يشير إلى أن القرار صدر بسبب رفض القضاة في ذلك الوقت الانضمام إلى الاتحاد الاشتراكي والانخراط في العمل السياسي.
من العزل إلى قمة مهنة المحاماة
قرارات الدولة نقلت الديب من منصبه في النيابة العامة إلى وظيفة في وزارة الشئون الاجتماعية قبل أن يعود مرة أخرى، بناء على قرار من الرئيس محمد أنور السادات، إلا أن الديب اكتفى برد الاعتبار إليه ليتقدم باستقالته، ويقرر التفرغ للعمل في المحاماة التي جعلته الخاتم الذهبي لها لسنوات طويلة والمحامي الأشهر في مصر.
انطلق الديب بسرعة كبيرة جدًا في عالم المحاماة، وأصبح المحامي الأبرز في قضايا الرأي العام، ومدافعًا عن العديد من نجوم المجتمع على رأسهم نجيب محفوظ ومحمود السعدني وإبراهيم سعدة ومصطفى أمين والدكتور سعد الدين إبراهيم مدير مركز ابن خلدون.
حتى نجوم الفن وجدوا في الديب المحامي الأقرب لهم فكان محاميًا للفنانة يسرا وسناء شافع ونجوى فؤاد وفيفي عبده ومدحت صالح، ورجال الأعمال حسام أبو الفتوح وعلية العيوطي.
كما كان محاميًا لعائلة الرئيس الراحل محمد أنور السادات في قضية التشهير التي أقامتها أسرته ضد صحيفة العربي الناصري، التي اتهمت الرئيس الراحل بالخيانة، فيما عرف وقتها بتحطيم إرث الرئيس محمد أنور السادات، وإعادة مبادئ الناصرية.
وترافع الديب في عدد من القضايا المهمة كان على رأسها قضية الجاسوس الإسرائيلي عزام عزام، ليثير حالة من الجدل حول أسباب قبوله قبل أن يكشف أن سبب قبوله الدفاع عن الجاسوس الإسرائيلي عزام عزام هو مقابلة تمت مع مستشار رئيس وزراء إسرائيل لشئون الدروز أسعد الأسعد، طلب خلالها دفاعه عن عزام، قائلًا: جاء لمكتبي، وقال لي: أنا جايلك من طرف الدكتور أسامة الباز، وكيل وزارة الخارجية المصرية والمستشار السياسي للرئيس مبارك حينها.
محامي مبارك
وكذلك قضية رجل الأعمال والسياسي المشهور هشام طلعت مصطفى، وبعد ثورة الخامس والعشرين من يناير كان المحامي الأول عن نظام الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، وعن مبارك نفسه في قضية قتل المتظاهرين والتي قاد الديب محطاتها المختلفة وصولًا إلى صدور الحكم ببراءة رموز النظام من هذه القضية.
الديب ظل مقربًا من مبارك خلال السنوات الماضية، وهي الفترة التي أكد أنه كان محظوظا باقترابه من مبارك وقتها ومنذ إبريل 2011 وطوال السنوات التي تلتها مضيفًا: عرفت منه أمورًا ليس من المناسب أن أتحدث فيها، لكن سيأتي اليوم الذي أتكلم فيها.