القدس والشعر.. نزار قباني: مرسوم بعزل خالد بن الوليد
الشاعر لا يكون منفصلا عن قضايا وطنه والعصر الذي يعيش فيه والقضية الفلسطينة واحدة من أهم القضايا التي تشغل بال الأدباء المعاصرين، ومن بينهم الشاعر الكبير نزار قباني الذي كتب قصيدة بعنوان مرسوم بعزل خالد بن الوليد يبكي فيها على أمجد العرب التي ضاعت وجرأة العدو على سلب فلسطين.
قصيدة مرسوم بإقالة خالد بن الوليد
يقول نزار قباني:
سرقوا منا الزمان العربي
سرقوا فاطمة الزهراء من بيت النبي
يا صلاح الدين باعوا النسخة الأولى من القرآن
باعوا الحزن في عين علي
كشفوا ظهر رسول الله في بدر
وباعو الأنهر السبعة في بلاد الشام
وباعوا الياسمين الأموي
يا صلاح الدين باعوك وباعونا جميعًا في مزاد العلني
سرقوا منا الطموح العربي
عزلوا خالد في أعقاب فتح الشام
سموه سفيرا في جنيف
يلبس القبعه السوداء
يستمتع بالسيجار والكفيار
يرغي بالفرنسية
يمشي بين شقراوات اوربا كديك ورقي
اتراهم دجنوا هذا الأمير القرشي
هكذا تخصى البطولات لدينا يا بني
سرقوا من طارق معطفه الأندلسي
سرقوا منه النياشين اقالوه من الجيش
أحالوه إلى محكمة الأمن أدانوه بجرم النصر
هل جاء زمان صار فيه النصر محظورا يا بني
ثم هل جاء زمان يقف السيف به متهما عند ابواب القضاء العسكري
ثم هل جاء زمان فيه نستقبل اسرائيل بالورد والاف الحمائم والنشيد الوطني
لم اعد افهم شيئا يا بني لم اعد افهم بني لم اعد افهم يا بني
رهنوا الشمس لدى كل المرابين وباعوا بالملاليم القمر كسروا سيف عمر
شنقوا التاريخ من رجليه باعوا الخيل والكوفيه البيضاء
باعوا انجم الليل واوراق الشجر
سرقوا الكحل من العين وباعوا في عيون البدويات الحور
اجهضونا قبل ان نحبل اعطونا حبوبا تمنع التاريخ ان ينجب اولادًا
واعطونا لقاحًا يمنع الشام ان تصبح بغدادًا
واعطونا حبوبًا تمنع الجرح الفلسطيني أن يصبح بستان نخيل
وماريغوانا لقتل الخيل أو قتل الصهيل
وسقونا من شراب يجعل الانسان من غير المواقف
ثم اعطونا مفاتيح الولايات وسمونا ملوكا للطوائف
يا صلاح الدين
هل تسمع تعليق الاذاعات وهل تصغي إلى هذا الببغاء العلني
اكلوا الطعم وبالوا فوق وجه العنفوان العربي
ما الذي يجري على المسرح من يجذب الخيطان الستار المخملي
من هو الكاتب لا ندري من هو المخرج
لا ندري ولا الجمهور يدري يا بني
انهم خلف الكواليس وهم يغتصبون امرأة تدعى الوطن
يبيعون الخلاخيل برجليها يبيعون البساتين بعينيها
يبيعون العصافير التي تسكن في نافذة النهدين منذ بدء الزمن
ويبيعون بكأسين من الويسكي أملاك الوطن
سرقوا منا الزمان العربي
معلومات عن نزار قباني
الشاعر السوري الكبير نزار قباني سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة، انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966.
لنزار الكثير من الدواوين منها: قالت لي السمراء، طفولة نهد، الرسم بالكلمات،وتوفي نزار قباني في 30 إبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.