عانى كثيرا لدخول الفن واتُّهِمَ بالبُخل.. لمحات من حياة محمد عبد الوهاب في ذكرى ميلاده
في مثل هذا اليوم، 13 مارس، ولد موسيقار الأجيال وعملاق الموسيقى والطرب الفنان محمد عبد الوهاب، الذي رحل عن عالمنا منذ عام 1991، وكان يتميز بالذكاء الشديد وعلاقاته مع مختلف الفئات وثقافته الواسعة، وهو ما ساعده دائما على التجديد والتواصل مع كل الأجيال، وترك خلفه إرثًا فنيًا خالدًا في أذهان محبيه ومتابعيه في العالم العربي.
يعد محمد عبد الوهاب، أحد عمالقة الموسيقى في مصر والعالم وأحد المجددين الذين استطاعوا مواكبة التغيرات الفنية التي حدثت في عدة أجيال، وأن يلحن ويكتشف ويساهم في نجومية وتألق العديد من الأجيال الفنية، ويبدع في تلحين كل ألوان الغناء، وأن يخلد اسمه في سجلات المبدعين.
وتعرض محمد عبد الوهاب للعديد من الإحباطات والمعاناة خلال مشواره الفني، وأيضًا للكثير من الشائعات التي أطلقها الكثيرون عليه، منها: موسوس وبخيل، وتحدث موسيقار الأجيال خلال حياته، عن العديد من الأسرار بشأن مشواره الفني، وأوضح حقيقتها، وذلك خلال لقائه مع الإعلامي مفيد فوزي.
كشف محمد عبد الوهاب بداية دخوله الفن، قائلًا: كنت بحب الفن جدًا وحابب أشتغل فيه، هربت من البيت لأني أنتمي لأسرة كلها مشايخ، فكانوا معارضين دخولي مجال الفن، وكان يوجد سيرك في حي الشعراني الذي كنت أسكن فيه، ذهبت إليه وعرضت على صاحبه أن أعمل معه وأغني، وهربت من البيت، وانتقلت مع السيرك إلى دمنهور، وغنيت أمام الجمهور، لكن كان الإقبال على السيرك ضعيفا؛ فحصلت على أجر ضئيل، عبارة عن بضعة قروش.
وتابع محمد عبد الوهاب: سألت صاحب السيرك، عن المكان الذي سأنام فيه؛ فقال لي: مش هتقدر تنام في الخلا.. نام هنا مع البغلة، مشيرا إلى الحصيرة التي ينام فيها حيوانات السيرك، ووقتها مكنش في مكان آخر متاح للنوم غير ده، ولكن كان عندي طموح إني هوصل وقد كان.
وعن اتهامة أنه بخيل، قال محمد عبد الوهاب: شائعة أني بخيل؛ هذه شائعة سخيفة، روجها عني بعض الناس، وأضاف أنه لا يحب مجالسة الأرتيستات في الكباريهات، وأن يعزم عليهم في الشرب كما يفعل البعض، ويعتبرون هذا نوع من أنواع الكرم، ولكن أنا موسوس، وبحب أبحث دائمًا عن الأفضل والأحسن، مشيرًا إلى أن هذا في نظره، يجعله يدقق أين يضع قدمه قبل أن يخطو؛ لذلك يسعده أن يكون موسوسًا.
ذكرى ميلاد محمد عبد الوهاب
وتحدث عبد الوهاب عن المرأة خلال لقائه، قائلًا: المرأة مش بتكشف عن سنها، يمكن أنها تعتبر سنها مرهون بالإنتاج، وحيث أن الناس ليهم سن معين للإنتاج؛ بيتصوروا إن بتبقي نهاية لهم، وأن النساء تحب إن الناس تفضل تنظر ليهم نظرة شبابية.
اكتشفه أمير الشعراء أحمد شوقي، عندما شاهده في إحدى الليالي يغني في فرقة عبد الرحمن رشدي المحامي، فأشفق عليه واستنكر أن يحترف العمل في هذه السن الصغيرة، واعترض لدى صاحب الفرقة، لكنه لم ينجح في تثبيط عزيمته، وانزعج عبد الوهاب لهذا الموقف كثيرًا وظل يخشى الظهور أمام شوقي، ولم يسمعه شوقي يغنى ثانيةً إلا بعد 10 سنوات.
أعمال محمد عبد الوهاب
شارك محمد عبد الوهاب في العديد من الأعمال الفنية التي حققت نجاحا جماهيرا كبيرا، منها: الوردة البيضاء، دموع الحب، يوم سعيد، ممنوع الحب، غزل البنات، لست ملاكًا، يحيا الحب.
يذكر أن آخر أعمال محمد عبد الوهاب الفنية: فيلم درب العوالم، حيث شارك في تلحين أغنية الكوتشينة، وشارك في بطولة العمل العديد من الفنانين، أبرزهم: محمود الجندي، حنان شوقي، نجوى فؤاد، ميمي جمال، عثمان الحمامصي، وكان من إخراج ناصر حسين.