يُعرف باسم دوات.. تعرف على أهمية العالم الآخر في مصر القديمة
صور قدماء المصريين العالم بصورة مؤكدة لا تشمل الموت وحده، وإنما العالم الذي يقضي فيه الأرباب وعلى وجه الخصوص رب الشمس الليل؛ أي عقب الموت اليومي للشمس.
وأشير إلى العالم التحتي منذ وقت مبكر في التاريخ المصري، كما يتضح من نصوص الأهرام التي تعود إلى عصر الدولة القديمة، حيث أشير إلى العالم التحتي باسم دوات، وتصوره بعض النصوص في سماء الليل، حيث يعيش سكان الدوات في شكل نجوم.
وتؤكد نصوص الأهرام، بشدة، على أن العالم الآخر هو في السماء، حيث يُستدعى المتوفى لكي يصعد إلى السماء على سلم؛ في سحابة من الأتربة أو دوامة، وهو في شكل جرادة أو طائر أو غير ذلك، ومع هذا فإن النصوص تتحدث أيضًا عن عالم آخر تحت سطح الأرض؛ ولم يجد المصريون القدماء في التصورين أي تناقض، وإنما وجدا فيهما تعبيرًا مختلفًا عن أوجه الواقع.
ماذا توضح الأمدوات؟
وبداية من عصر الدولة الوسطى أصبح العالم التحتي يصور على نحو أكثر بلورة، فتوجد مثلًا على قاع بعض التوابيت خرائط لذلك العالم، وتظهر تفاصيل أكثر عن العالم التحتي في عصر الدولة الحديثة؛ مثلًا من خلال نصوص الأمدوات وكتاب البوابات التي توجد في مقابر وادي الملوك.
وتوضح الأمدوات التي تعني ما يوجد في العالم التحتي، على وجه الخصوص، المناطق التي تمر بها الشمس خلال رحلتها الليلية، بما في ذلك وصف سكانها، وتذكر في بعض الأحيان أرقام بقياسات فعلية، وكذلك، مثلًا، وصف الضوضاء المنذرة في ذلك العالم وفي مقارنة مع العالم التحتي، يمكن أن يشار أيضًا للغرف المظلمة في المقابر بأنها دوات، كما يجسد الدوات في شكل ربة هي الأم التي تلد المتوفى من جديد.
