كاتبة المهجر سونيا بوماد فى ضيافة نادي أدب قصر ثقافة بورسعيد
أقام نادي أدب قصر ثقافة بورسعيد، برئاسة الشاعر أسامة عبد العزيز، ندوة أدبية ذات طابع خاص، استضاف خلالها سونيا بوماد، الصحفية والكاتبة البنانية، والتى تعمل مدرسة بيانو في النمسا، وناشطة في مجال حقوق الإنسان.
كاتبة المهجر سونيا بوماد فى ضيافة نادى أدب قصر ثقافة بورسعيد
وتسعى سونيا بوماد، من خلال أنشطتها في مجال حقوق الإنسان، إلى خلق مجتمعات أفضل وعالم أجمل، بالإضاقة إلى أنها مؤسِسة لمنظمة شرق غرب لدمج الحضارات بالنمسا، والتي تصنف كاتبة مهجر أي إنه ا عاشت حضارتين، الحضارة التي ترعرعت بها والحضارة التي استضافتها.
رواية ثقب الذاكرة الأسود
دارت الندوة حول مناقشة رواية ثقب الذاكرة الأسود، وأشهر كتابات سونيا بوماد هم التفاحة الأخيرة وسبايا، والرصاصة الصديقة، وأنا الآخر، وتناول اللقاء روايتها الجديدة، والتى تخوض فيها الكاتبة والروائية اللبنانية سونيا بوماد، عالمًا جديدًا من الفنتازيا، مُبتعدة عن أجزاء حملت بعضًا من سيرة ذاتية وحنين إلى الوطن، سواء في روايتها الرصاصة الصديقة أو مجموعتها البحث عن الوطن، لتلاحق أجواء تمزج التاريخ بالخيال، كما فعلت في مسرحيتها الأخيرة محاكمة زيوس، التي عُرضت في مسرح الهناجر بدار الأوبرا المصرية قبل عام تقريبًا، وتطرقت إلى أنه، في هذا الفضاء المهجور، تستفيق المشاعر كأننا نعيش حالة ما قبل الموت، فعندما يعلق الجسد بين السماء والأرض، ويصبح موطنك كحبة رمل كونية تحت قدميك، يتغير منظورك للأمور كأنك دخلت مرحلة وضوح الرؤية التي تحجبها عنك زحمة الحياة وصخب المشاعر، وتلك الأنا التي تحاول جاهدة طوال الوقت أن تقصر اهتمامك عليها دون سواها، وحتى الثقب الأسود كان يوما كوكبا جميلا وأجبرته الطبيعة على التحول، وانتقاما لفتنته راحت هالته تدور وتدور وتبتلع كل ما حوله وتأخذه إلى العدم، لقد أصبح هذا دوره في هذه المرحلة، ربما سيعود ليتشكل كوكبا من جديد، فلولا هذه الثقوب السوداء، لما خلق الثقب الأبيض، وهذا ما علينا أن نفعله لكي نخرج الحياة من الموت.
وأشار الحضور من الأدباء والنقاد ببورسعيد، إلى أن سونيا ترى هذه الأسطورة بعين مهندس صواريخ، انتقل إلى الولايات المتحدة بعد انهيار ألمانيا، وبعدها تقفز بالزمن إلى حفيده الذي يواصل مسيرة جده، فيعمل مهندسًا لصواريخ الدفع الفضائية، وينتهي به الحال إلى محطة الفضاء، عالقًا بين زميلين آخرين، هما رجل وامرأة، كل منهما له قصة أخرى بدوره، هؤلاء الثلاثة يواجهون خطرًا مجهولًا أصّلته حكايات أمريكية، بلغت ذروتها بين الحرب العالمية الثانية ومنتصف الستينات من القرن العشرين، حيث الحديث عن الأطباق الطائرة والكائنات الفضائية، واحتمالية وجود حياة خارج الأرض لا نعرفها، ويأتي اسم الرواية من أكبر أسرار الكون، الثقب الأسود الذي يبتلع كل ما في مجله دون رجعة، حتى الضوء نفسه، وتعتبر الروائية اللبنانية أن ثقبها الأسود هو المكان الذي تدخل فيه المعلومات والأسرار التي يراد التخلص منها واخفاءها دون رجعة.
وأشارت سونيا فى حديثها مع رواد النادي، إلى أن الرواية تحمل الكثير من القضايا بين طيات صفحاتها، تتحدث عن العنصرية، وتقبل الآخر، والحديث عن الماضي والمستقبل والكثير من الذكريات، حاملة همّها المُهاجر الذي اعتادت عليه، لكن هذه المرة بشكل آخر، وتُشير سونيا إلى أن فكرة الرواية انبثقت من متابعتها للكثير من الأخبار والبيانات، حول ظهور أجسام غريبة مجهولة المصدر، وغيرها من الظواهر الغامضة التي أغرقت سُكان الأرض بالخوف من المجهول القادم، اعتدنا القراءة ومشاهدة الأفلام حول الكائنات الفضائية والمركبات الغامضة، والمنطقة 51 في صحراء نيفادا، هكذا قررت خوض هذا المجهول في ربط بين الحال الواقع والخيال، عبر تناثر التفاصيل بين وكالة الفضاء ناسا ومحطة الفضاء الدولية، وأحد البلدان العربية عبر سرد يحكي قصص أبطال الرواية بين تلك المجتمعات التي يشغلها العلم والمعرفة والجهل والخرافة في أحيان أخرى، وتحكي سونيا بوماد عن قصة حب معقدة تدور بين أبطالها الثلاثة القابعين في المحطة الدولية، هؤلاء تشعبت جذورهم ليمثّلوا حضارات العالم، خاصة الفتاة يالندا التي غزت جذورها العربية الفضاء، وبقيا تحمل معها أطنان من المشاعر والتناحر والصراعات بين الواقع والمفاهيم المكتسبة.