بعد مطالبة السيسي بسرعة تحديد حافز توريد القمح.. كيف تشجع الحكومة الفلاحين على زراعة أكبر كمية؟
حققت مصر هذا العام محصولا من القمح هو الأكبر على الإطلاق في تاريخها، حيث تم زراعة 3.62 مليون فدان قمح للموسم الحالي 2022.
ومن المقرر أن تقوم الحكومة بجمع المحصول من المزارعين مع بداية شهر أبريل، ووفق عدد من الخبراء فإنه من المتوقع شراء 6 ملايين طن هذا الموسم في الوقت الذي تبلغ فيه السعة التخزينية الرسمية المعلنة 3.4 مليون طن فقط؛ وهو ما سيجعل الحكومة تقبل على إنشاء مزيد من الصوامع خلال الفترة المقبلة، حيث تبلغ عدد الصوامع التابعة للشركة القابضة للصوامع بوزارة التموين حتى الآن 44 صومعة حتى نهاية 2021.
وأنفقت الحكومة نحو 50 مليار جنيه ضمن المشروع القومي للصوامع لتخزين الأقماح بالتنسيق مع دولة الإمارات، وتم إنشاؤها في 17 محافظة بالتعاون مع الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة.
وتنتج مصر من 250 إلى 270 مليون رغيف خبز يوميًا، وفق إحصائيات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، وفي عام 2016 تشكلت لجنة لتقصى الحقائق لفحص كميات القمح وتوفير الهادر منه، حيث كان يسجل على الورق أرقامًا غير مطابقة للحقيقة.
وأعلنت الحكومة سعر 820 جنيها للأردب لشراء القمح من الفلاحين هذا الموسم، بينما يطالب المزارعون بزيادة سعر التوريد 22% عمّا تعرضه الحكومة، برفعه من 820 جنيها إلى 1000 جنيه للأردب 150 كيلوجراما، في ظل ارتفاع أسعار الأسمدة وتكلفة العمالة، بجانب نقص المعروض العالمي من السلعة الأولية الأساسية، وذلك وفق حسين أبو صدام نقيب الفلاحين.
ويبدأ موسم زراعة القمح في منتصف شهر نوفمبر حتى نهاية شهر يناير، في حين يبدأ موسم الحصاد من منتصف أبريل حتى منتصف يوليو.
دعم المزارعين
ويرى الدكتور يحيى متولى خليل، أستاذ الاقتصاد الزراعي بالمركز القومي للبحوث، أن السعر الذي عرضته الحكومة غير مناسب للمزارعين في ظل ارتفاع تكلفة الأسمدة، وأنه لا بد من زيادة سعر الشراء أو دعم وتخفيض أسعار الأسمدة، متوقعا أن تقوم الحكومة بشراء نحو 6 ملايين طن من المزارعين بسبب زيادة المساحة المنزرعة هذا العام، لافتا إلى ضرورة دعم المزارعين لتشجيعهم على زراعة المحاصيل الاستراتيجية مثل القمح الذي نستورد نسبة كبيرة منه تتجاوز 8 ملايين طن.
وأوضح خليل، في تصريحات لـ القاهرة 24، أنه لكي يتم المحافظة على السعات التخزينية للقمح لا بد أن يكون هناك تكنولوجيا حديثة للحفاظ عليه طوال العام، حيث تستهدف الصوامع عدم الهدر الذي يحدث للقمح، والبالغ نسبته من 10 لـ15%.
ووجّه الرئيس عبد الفتاح السيسي بمنح حافز توريد إضافي لسعر أردب القمح المحلي للموسم الزراعي الحالي، لتشجيع المزارعين على توريد أكبر كمية ممكنة.
تقديم موعد توريد القمح المحلي
وأعلنت وزارة التموين بدء موسم توريد القمح المحلي لعام 2022 في الأول من أبريل بدلا من يوم 15 في الشهر نفسه، مؤكدة أن هذا التحرك يهدف لشراء نحو 6 ملايين طن من القمح المحلي بحلول نهاية موسم التوريد في أغسطس 2022، حيث سيكون التوريد لصالح الهيئة العامة للسلع التموينية التابعة لوزارة التموين والتجارة الداخلية.
وارتفعت أسعار القمح عالميا بنحو 50%، بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا، إذ تشكل الدولتان نحو ثلث الصادرات العالمية من السلع الغذائية المهمة.
وتنتج مصر ما يصل إلى 10 ملايين طن قمح سنويا، فيما يبلغ حجم الاستهلاك 18 مليون طن، وهو ما يشكل فجوة بنحو 8 ملايين طن، يتم سدها عبر الاستيراد من الخارج ووفق وزير المالية، محمد معيط، فإن الحكومة رصدت 170 مليار جنيه لمواجهة الأزمة الناتجة عن الحرب الروسية الأوكرانية.