إجراء أحادي جديد.. ماذا يعني تجفيف الممر الأوسط لسد النهضة؟ | خاص
رصدت صور أقمار صناعية بدء إثيوبيا في تجفيف الممر الأوسط لسد النهضة، نتيجة تشغيل ممر الاستخدامات وأول توربين منخفض لتتراجع تدفقات المياه من الممر الأوسط إلى مرحلة تؤكد بدء جفافه التام خلال ساعات.
وأكد خبراء أن جفاف الممر الأوسط يعني بدء مرحلة تعلية الممر الأوسط وتنفيذ الملء الثالث خلال موسم الفيضان المقبل بالمخالفة لاتفاق قانون المبادئ الذي وقعته مصر والسودان وإثيوبيا في مارس 2015.
وقال الباحث المتخصص في الشأن الإفريقي هاني إبراهيم إن تشغيل ممري الاستخدامات بالتوازي مع استمرار تشغيل أول توربين منخفض يهدف إلى تجفيف الممر الأوسط في أسرع وقت ممكن؛ لتبدأ خلال أسبوعين خطوة بدء تعلية الممر الأوسط والتجهيز للملء القادم.
وأوضح، لـ القاهرة 24، أن هذه الخطوة تعد إجراءً أحاديًا جديدًا يُضاف إلى ما تفعله إثيوبيا بعدم التنسيق مع السودان ومصر وتكرر الأمر في العام الماضي عندما اختبرت تشغيل الممرين وما تلاها من بدء تعلية الممر الأوسط وتنفيذ الملء الثاني.
تدفقات ضخمة غير معتادة من كل عام في اتجاه السودان ومصر
وأضاف أنه بالتبعية تؤثر الخطوة الإثيوبية من خلال إطلاق تدفقات ضخمة غير معتادة في نفس الفترة من كل عام في اتجاه السودان ومصر دون تنسيق، بما يؤكد أن إثيوبيا لا تهتم للأضرار المتوقعة على دولتي المصب وتغيير سياسات تشغيل الخزانات على النيل الأزرق والرئيسي في توقيت بدأ السودان فعليا في تفريغ خزان جبل الأولياء على النيل الأبيض.
وأشار الباحث في الشأن الإفريقي إلى التحذيرات التي أطلقتها مؤخرا وزارة الري السودانية بشأن تفريغ خزان جبل الأولياء واحتمالات ارتفاع منسوب النيل الرئيسي.
إثيوبيا فتحت بوابتي التصريف
وفي سياق متصل، قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، إن إثيوبيا فتحت بوابتي التصريف يوم السبت الماضي 12 مارس 2022 بعد فشل التوربين رقم 10 الذي أعلن تشغيله 20 فبراير الماضي عن إمرار المياه الزيادة التي تعبر الممر الأوسط التي يبغ مقدارها نحو 30 مليون متر مكعب يوميا خلال هذه الفترة، وكذلك عدم تشغيل التوربين الثاني حتى الآن.
وتُظهر صور الأقمار الصناعية اليوم 15 مارس 2022 توقف تدفق المياه من أعلى الممر الأوسط كما كان متوقعا، وذلك لأن تصريف هذه البوابات نحو 30 مليون متر مكعب عند مستوى البحيرة الحالي (576 متر فوق سطح البحر)، كما تظهر تدفقها من خلال بوابتي التصريف في الجانب الغربي، كما تظهر عمل التوربين رقم 10، وذلك من خلال دوامات المياه التي تخرج إلى حوض الاستقبال.
وتوقع شراقي بدء العمل فوق الممر الأوسط الأيام المقبلة بعد أن توقفت المياه، ومن المتوقع أن تكون التعلية أقل من خمسة أمتار هذا العام بتخزين نحو 2 مليار متر مكعب، وحال التعلية أكثر من ذلك لا بد من تعلية الجانبين بنفس القدر، وهو ما يصعب تنفيذه خلال المدة المتبقية أقل من 4 أشهر، موضحًا أن تعلية المتر الواحد شاملة الجانبين والممر الأوسط تتطلب 60 ألف متر مكعب خرسانة.