ثواب صيام النصف من شعبان.. يجوز صيام الجمعة بهذا الشرط

ثواب صيام النصف من شعبان تلك الليلة المباركة التي رضي فيها رسول الله صل الله عليم وسلم بالقبلة التي كان يتمناها، سيكون له أجر عظيم على الرغم من عدم وجود ما يثبت ضرورة صيام النصف من شعبان في السنة النبوية، إلا أن صيام ذلك اليوم مستحب دون كراهة كما أوضحت دار الإفتاء المصرية.

ثواب صيام النصف من شعبان 

يتضاعف ثواب صيام النصف من شعبان لوقوعه ضمن الأيام البيض وهو اليوم الخامس عشر من شهر شعبان 2022 والذي يوافق يوم الجمعة 18 مارس، وفيما يتعلق بحكم صيام يوم الجمعة، فقد أجازت دار الإفتاء المصرية صيام الجمعة منفردا إذا ما وافق إحدى الليالي المباركة ومنها ليلة النصف من شعبان.

وبناء على ذلك يجوز صيام النصف من شعبان الذي يوافق يوم الجمعة، وإن كان من الأفضل صيام الأيام البيض مكتملة وهي الأيام القمرية من شهر شعبان،2022 حيث اليوم الثالث عشر والذي بدأ اليوم الأربعاء 16 مارس، ويوم غد الخميس الرابع عشر من شعبان، وبعد غد الجمعة الخامس عشر من شعبان.

ولا يقتصر فضل ليلة النصف من شعبان على ثواب صيام النصف من شعبان فقط، وإنما هناك الكثير من العبادات الأخرى التي يمكن اغتنام ثوابها لمن لا يستطيع الصيام في ذلك اليوم لعذر مرض أو سفر أو ما شابه ذلك من أعذار أخرى للنساء، فمن الممكن التصدق بالمال، وكثرة الاستغفار، والصلاة على النبي، والإكثار من دعاء ليلة النصف من شعبان، وقيام الليل.

وبالحديث عن ثواب صيام النصف من شعبان، روي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي، صلى الله عليه وسلم أنه قال:" يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن" رواه الطبراني وصححه ابن حبان، وهو ما يؤكد ضرورة تنقية القلب من البغضاء، فالصيام وحده لا يكفي لنيل فضل ليلة النصف من شعبان، وإنما سريرة القلب النقي تشفع وتنفع مصداقا لقول الله تعالى: "يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ" سورة الشعراء.

وقد جاء ضمن ثواب صيام النصف من شعبان ما روي عن علي بن أبي طالب عن الرسول صل الله عليه وسلم أنه قال: إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا يَوْمَهَا؛ فَإِنَّ اللهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ: أَلَا مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ؟ أَلَا مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ؟ أَلَا مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ؟ أَلَا كَذَا، أَلَا كَذَا..؟ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ» رواه ابن ماجه.

وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، عن فضل النصف من شعبان فقالت: فَقَدْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَخَرَجْتُ أَطْلُبُهُ فَإِذَا هُوَ بِالْبَقِيعِ رَافِعٌ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ: “يَا عَائِشَةُ، أَكُنْتِ تَخَافِينَ أَنْ يَحِيفَ اللهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ”، فقُلْتُ: وَمَا بِي ذَلِكَ، وَلَكِنِّي ظَنَنْتُ أَنَّكَ أَتَيْتَ بَعْضَ نِسَائِكَ، فَقَالَ: “إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَغْفِرُ لأَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعَرِ غَنَمِ كَلْبٍ -وهو اسم قبيلة” رواه الترمذي وابن ماجه وأحمد واللفظ لابن ماجة.

فضل ليلة النصف من شعبان

من النفحات الإيمانية التي ينبغي التعرض لها هي نفحات الليالي المباركة ومنها ليلة النصف من شعبان، ففيها ذكرى تحويل قبلة المسلمين نحو القبلة التي يرضاها رسول الله ودعا بها إلى الله تعالى، حيث المسجد الحرام بمكة المكرمة أحب البلاد إلى قلب رسول الله، وهو ما يؤكد أن هذه الليلة من الليالي التي فيها جبر لقلوب المسلمين أجمعين فما يُسعد رسول الله يسعد أمته.

وردت الكثير من الأحاديث النبوية الضعيفة عن فضل ليلة النصف من شعبان وثواب صيام النصف من شعبان، إلا أن هذه الأحاديث يعمل بها في فضائل الأعمال، وقد أوضحت دار الإفتاء المصرية جواز تخصيص بعض الأمكنة والأزمنة بالعبادات الصالحة التي يتقرب بها العبد من ربه ومنها ليلة النصف من شعبان التي يمكن تخصيصها للصيام والقيام والإكثار من الطاعات.

تقع ليلة النصف من شعبان ضمن الأيام البيض المستحب صيامها كما جاء في السنة النبوية بأن صيامها صيام الدهر كله، كما إنه ا ليلة ضمن ليالي شهر شعبان المبارك الشهر الذي يغفل عنه الناس بين شهر رجب وشهر رمضان، وبالتالي سيكون تعمير أوقات الغفلة شهر شعبان بالعبادة من أحب وأفضل الأعمال التي لها أجر عظيم.

موعد صيام النصف من شعبان

سيحل موعد ليلة النصف من شعبان بعد صلاة مغرب يوم غد الخميس الموافق 17 مارس 2022، وبالتاريخ الهجري 14 شعبان 1443، على أن تستمر الليلة حتى فجر اليوم التالي وهو يوم الجمعة 18 مارس، وفيما يتعلق بموعد صيام النصف من شعبان، فسيحين موعده يوم الجمعة وهو اليوم المنهي الصيام فيه كما جاء في الحديث النبوي الشريف.

نهى رسول الله صل الله عليه وسلم عن صيام يوم الجمعة إذا ما كان صيام تطوع قائلا: إلا أن تصوموا يومًا قبله، أو يومًا بعده ولما صامت إحدى زوجاته يوم الجمعة، قال: هل صمت أمس؟ قالت: لا، قال: هل تصومين غدًا؟ قالت: لا، قال: أفطري.

وعن صيام ليلة النصف من شعبان التي توافق يوم الجمعة، أعلنت دار الإفتاء المصرية أنه لا كراهة من صيام يوم الجمعة إذا ما وافق إحدى الليالي المباركة مثل ليلة النصف من شعبان، كما إنه لا حرج ولا كراهة إذا ما تم الصيام يوم الجمعة لقضاء ما فات من أيام رمضان.

وأكدت دار الإفتاء المصرية أن صيام يوم الجمعة صحيحا شرط عدم قصد الصائم بصومه الاعتراض على ما شرعه الله من الاحتفال في يوم الجمعة كونه عيدًا للمسلمين، وللابتعاد عن كراهة صيام الجمعة دون يوم قبله أو يوم بعده، يمكن للمسلمين صيام الأيام البيض الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من شعبان متواصلين من الأربعاء حتى الجمعة.