ريتشارد بيرتون.. أول من دخل الكعبة متنكرا في زي مسلم دون إعدامه
ريشتارد فرانسيس بيرتون، المستشرق، والباحث، والكاتب، والمترجم الإنجليزي الشهير، المولود في 19 مارس من العام 1821، عرف بـ استكشافاته عن الشرق والعالم الإسلامي، واشتهر بـ نقل ألف ليلة وليلة، للغرب، والتي صورت ليالي الشرق الساحرة للعقل الغربي في تلك الفترات.
تختلط أصول بيرتون، بين الإنجليزية والأيرلندية، وكان والده عسكريا، تنقل في عمر مبكر مع والديه بين فرنسا وإيطاليا، وكان ذلك سبب رئيسي في تطور اللغات لديه، حيث كان مميز في ذلك في صغره، واستطاع اتقان الفرنسية، والإيطالية، واللهجات البيرنية، والنابولية، واليونانية، واللاتينية.
درس ريتشارد بيرتون في أكسفورد، قبل أن يتم طرده عام 1842، بسبب مخالفة في الانضباط، ليلتحق بالجيش البريطاني في الهند كضابط ثانوي في الفوج الثامن عشر لمشاة بومباي، وخلال تلك الفترة استطاع اتقان العربية والهندوسية، وخلال الثمان سنوات اللاحقة، وصلت عدد اللغات التي يتقنها إلى 25 لغة، إلى جانب اللهجات، التي وصلت لـ 40.
في بدايات الثلاثينات من عمره، كان بيرتون قد أنهى أربعة كتب، تتحدث عن الهند، والسند، وفي عام 1853، وصل إلى السويس، متنكرا في زي مسلم أفغاني، ثم إلى القاهرة، قبل أن يقرر أن يذهب للمدينة المنورة، وبالفعل وصل إلى المكان الذي كان محظورا على غير المسلمين، وهو الكعبة، واستطاع رسم المسجد الحرام، بالكامل، وسجل عادات وحياة المسلمين، ومناسك العمرة، وكانت العقوبة التي تنتظره حال كشف أمره، هي الإعدام.
ألف ليلية وليلة وحواشيها المثيرة للجدل
ونشر ريتشارد بيرتون كتابه الأشهر، ألف ليلة وليلة، أو الليالي العربية، عام 1885، في عشر مجلدات، ثم تبع ذلك بـ 7 مجلدات، بعنوان الليالي الإضافية لألف ليلة وليلة، بين عامي 1886 و1888، وتميزت تلك النسخة بامتلائها بالحواشي، والشروح، وتناول تاريخ بعض القصص والعادات، وأكثر ما أثار الجدل، هو اهتمامه التوثيق والتأريخ للمشاهد الإباحية في القصص.
وتوفي ريتشارد بيرتون في 20 أكتوبر من العام 1890، وكان قد صمم مقبرته في لندن على هيئة خيمة مستوحاة من الشرق، مزودة بسلم يؤدي إلى نافذة صغيرة، منها يمكن للزائر رؤية التابوت الخاص به.
