الأم المثالية الثالثة بقنا: رفضت الزواج في عز شبابي.. وربيت بناتي بمعاش 44 جنيهًا
منذ نحو 25 عامًا، بدأت إقبال فايز لبيب درياس - صاحبة الـ 53 عامًا، والفائزة بجائزة الأم المثالية الثالثة على مستوى الجمهورية، المقيمة بمركز نجع حمادي شمالي محافظة قنا، رحلةً طويلةً ووحيدة من الكفاح في تربية طفلتيها، بمعاش شهري 44 جنيها و40 قرشا؛ استطاعت خلالهم أن تصل بهما إلى بر الأمان.
السيدة الخمسينية؛ عبّرت عن سعادتها لـ القاهرة 24، بفوزها وتكريمها من وزيرة التضامن الاجتماعي، كما أنها لا تعلم ماذا ستقول للرئيس عبد الفتاح السيسي حين تلتقيه في حفل التكريم.
وروت الأم المثالية بقنا: تزوجت في عمر الـ 13 سنة من سائق يعمل على سيارة ملك لأحد الأشخاص، ورزقت منه بابنتنا الأولى عام 1990، والثانية عام 1991، وأثناء ذلك أصيب زوجي في حادث؛ أقعده 3 سنوات دون عمل، بسبب الإصابة؛ صرف خلالها كل ما يملك على العلاج، قبل أن يتوفى بعد 6 سنوات من الزواج؛ تاركها في ريعان شبابها وطفلتين؛ الأول بعمر سنة ونصف، والثانية 7 أشهر فقط، ومعاش تأميني ضئيل قدرة 44 جنيها و40 قرشا، لتصبح لهما الأم والأب، وتبدأ رحلتها.
رحلة كفاح شاقة
كعادة الصعيد - أم البنات ملهاش نصيب في أي ميراث، فاضطرت الأم المثالية إلى ترك منزل الزوجية، وذهبت للعيش مع والدتها، ولأن المعاش الضماني؛ كان غير كافٍ؛ لجأت للعمل في مدرسة الراهبات لمساعدتهم في أعمال المطبخ، ومعاونتهم في المعسكرات، وكانت محبوبة لديهم، لإخلاصها وتفانيها في العمل.
وأشارت الأم المثالية إلى أن والدتها حاولت أن تزوجها، لكنها دائما ما كانت ترفض رغم ثقل حمل مصاريف البنات، مضيفة: كلما كبروا يزيد الإلحاح عليا؛ حتى ضجرت ولجأت للعيش في شقة سقيقي بنفس المنزل إلى أن وصلت البنت الكبرى للصف الـ 3 ثانوي والصغرى 2 ثانوي.
عانت الأم المثالية في توفير نفقات البنات في هذه المرحلة من دروس خصوصية وملابس واحتياجات أخرى، خاصة بعد التحاقهما بالكليات وتغربهما عن بلدتهما، حتى كلل الله جهادها وتعبها وحرمانها من الراحة إلى ثمرات طيبة الذكر، ومُفرحة للقلب، وحصلت الابنة الكبرى «كرستين» على بكالوريوس تجارة، لتلتحق بالعمل بشركة مقاولات بالقاهرة، والثانية كاترين؛ حصلت على بكالوريوس صيدلة، وبعدها حصلت على الماجستير في الصيدلة الإكلينيكية، ثم عملت في مستشفى فرشوط، وبسبب ظروف كورونا لجأت إلى التقدم لمنحة تابعة للجامعة الأمريكية، وحصلت على الماجستير 2020، وتمت خطبتها على زميل لها.
