الإثنين 25 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

مكافحة ومربية أجيال.. تتويج وحيدة الديداموني بـ الأم المثالية على مستوى الجمهورية

الأم المثالية أثناء
محافظات
الأم المثالية أثناء تكريمها في وقت سابق من محافظ الشرقية
الأحد 20/مارس/2022 - 04:38 م

منذ 29 عامًا حصلت على لقب أرملة، بعد رحيل زوجها تاركًا لها حملًا ينوء به الرجال، لكنها بعزيمة وجلدْ لم تئن، وبعون الله وحده رعت أطفالها الـ 3 وربتهم حتى باتت قصة كبيرة ورواية تؤكد معدنها الطيب وحُسن تربيتها أبنائها حتى باتوا أمثلة يُحتذى بها في العلم والتفوق، لتتوج بعد هذا العمر وسنوات المشقة بلقب الأم المثالية على مستوى الجمهورية، حسبما كشفت مصادر لـ القاهرة 24.

وبين هذا وذاك لم تقف بطلة الرواية والقصة عند حدٍ ما، بل تفوقت على نفسها لترفع من شأنها في درب العلم ونجحت في الحصول على مؤهل عالٍ، الذي ضمن لها مكانة رفيعة بين جنبات مديرية التربية والتعليم بمحافظة الشرقية.

تتويج وحيدة بـ الأم المثالية على مستوى الجمهورية

وحيدة الديداموني إبراهيم مصطفى، سيدة في الثامنة بعد الخمسين من العمر، كان في كفاحها قصة كبيرة ذات معانٍ ودلالات، بدأتها السيدة منذ نحو 3 عقود حين توفيَّ زوجها نهاية عام 1993، تاركا لها إرث ثقيل من الظروف التي ليست هينة على ربة منزل كانت بعمر 29 عامًا آنذاك، فأطفالها الت 3 عرفوا اليتم وأصغرهم بعمر عامين وأوسطهم خمسة أعوام وأكبرهم سبعة أعوام.

وما بين تلك الظروف كان المعاش الضئيل - 110 جنيهات - كل ما تتقاضاه الأم وأطفالها بعد رحيل زوجها، لتبدأ وحيدة في العمل بالأجر اليومي في الحقول الزراعية، وحين عرفت المنطقة التي تعمل فيها مشروع التشجير كانت حاضرة للعمل بأجر شهري بلغ آنذاك 40 جنيهًا فقط لا غير، لتسعى السيدة إلى زيادة دخلها مستعينة في ذلك بـ تحفيظ الأطفال القرآن الكريم، وكانت تتقاضى عن كل طفل جنيهان فقط.

ومرت أيام ومواقف عصيبة على الأم وأطفالها، لكنها لم تتخلى يومًا عن سعيها وكدّها لأجل أن يكون أبنائها في أحسن الظروف والأحوال، وفي سبيل ذلك حرصت على إدخالهم المدارس وضمان حصولهم على تعليم جيد كانت حصيلته في النهاية تخرج نجلها الأول في كلية التجارة وحصوله على درجة البكالوريوس، وابنتها الثانية تخرجت في كلية الطب قسم الجراحة، والثالثة حصلت على درجة البكالوريوس ودرجة الماجستير من كلية التربية، إلا أن فصول الملحمة لم تكتمل بعدْ؛ فالأم أقنعت فؤادها بضرورة السعي كذلك لأن تكون بين صاحبات الدرجة العليا في التعليم، وبالفعل حصلت على بكالوريوس التجارة عام 2011، وتصعدت درجتها في السلم الوظيفي لتستقر حتى الآن عن محاسبة ثالثة في مديرية التربية والتعليم بمحافظة الشرقية.

تحديات وصعوبات واجهت وحيدة، إلا أنها كانت ذات عزيمة كبيرة وفي النهاية تمكنت من تزويج أبنائها في منزل الأم، التي لا تزل ترعى أبنائها وأحفادها، وتكلل مجهودها الطيب وقصتها الملحمية في تتويجها أمًا مثالية على مستوى الجمهورية.

الأم المثالية أثناء تكريمها في وقت سابق من محافظ الشرقية
الأم المثالية أثناء تكريمها في وقت سابق من محافظ الشرقية
وحيدة الديداموني الأم المثالية على مستوى الجمهورية
وحيدة الديداموني الأم المثالية على مستوى الجمهورية
تابع مواقعنا