استحداث طفرات جديدة من القمح.. تعزيز الإنتاج للوصول إلى الكتفاء الذاتي
تركز الحكومة اهتمامها على تأمين احتياجات الدولة من القمح المحلي، وتحقيق الاكتفاء الذاتي، في ظل تصاعد أزمة روسيا وأوكرانيا المورد الرئيسي لمحصول القمح إلى العالم، وتهدف الخطة القومية إلى زيادة الرقعة الزراعية لرفع الإنتاج، بجانب الحد من فاتورة التصدير.
تعددت مقترحات باستحداث طفرات جديدة من القمح للوصول إلى أصناف جديدة، ولتحقق عائدًا أكبر وإنتاجية جيدة، تُسهم في خفض العجز في محصول القمح.
ونستعرض فيما يلي أهمية استحداث طفرات جديدة من القمح لرفع الكفاءة الإنتاجية.
التوسع في إنتاج أصناف قمح جديدة من استحداث الطفرات
وقال الدكتور عبد السلام المنشاوي، أستاذ سلالات القمح بمعهد بحوث المحاصيل الزراعية، إن التوسع الرأسي لتقليل فجوة القمح في مصر، يتم عن طريق استحداث طفرات جديدة من القمح، فهو اتجاه متميز يهدف لاستنباط أصناف جديدة متفوقة تدعم إنتاجية محاصيل القمح، عن طريق استحداث بعض الأصناف التي تتفوق في صفات التزهير والنضج، وأخرى تتميز في صفة زيادة عدد السنابل، وغيرها في عدد الحبوب.
وأضاف المنشاوي، لـ لقاهرة 24، أن الهيئة المختصة باستحداث الطفرات هي هيئة الطاقة الذرية نظرًا لاستخدام بعض المواد المطهرة المستخدمة في تهجين النبات، بالإضافة لاستخدام التقنيات النووية في البحث والتطبيق العلمي لزراعة الأراضي وتطوير سلالات النباتات، وذلك عبر استخدام التشعيع الجامي لإنتاج محاصيل ذات صفات مرغوبة وعالية الإنتاجية مثل القمح والسمسم والأرز والبطاطس والقرطم وغيرها مما يساعد في دعم تحقيق الأمن الغذائي.
مطالبة باستحداث طفرات جديدة من القمح
وفي هذا السياق، تقدم الدكتور أيمن محسب، عضو مجلس النواب، إلى المستشار الدكتور حنفي جبالي رئيس المجلس بطلب إحاطة، موجه إلى رئيس مجلس الوزراء، ووزير الزراعة واستصلاح الأراضي، بشأن اعتماد طفرات جديدة من القمح، حيث إنها تحقق عائدًا أعلى بكثير من الموجودة حاليا، والتي يتم تداولها وزراعتها بين المزارعين.
وأشار محسب، إلى أن مصر تستورد نحو 55% من إجمالي احتياجات الشعب المصري من هذا المحصول الاستراتيجي، مطالبا باستحداث طفرات جديدة من القمح تتميز بإنتاجية أعلى لتخفيض هذا العجز.
اعتماد طفرتين للقمح خلال العام الجاري
ومن جهتها أعلنت هيئة الطاقة الذرية، التقدم لوزارة الزراعة لاعتماد طفرتين للقمح خلال العام الجاري، مشيرة إلى أن الطفرات الجديدة للقمح تحقق عائدًا أعلى من الأصناف الحالية الموجودة بنسبة نحو 25% في الإنتاج، كما أنها تتميز بمقاومة الأمراض والتغيرات المناخية المختلفة.
وأوضحت الهيئة، في بيان لها أن وزارة الزراعة هي الجهة المسؤولة عن اعتماد هذه الطفرات قبل استخدامها والسماح بتداولها لدى المزارعين، وتشمل اختبارات الوزارة اختبار تجانس المحصول وسيتم ذلك في موقع الهيئة بأنشاص، ويليه اختبارات حقلية على مستوى الجمهورية لاختبار مقاومة الأمراض والتصريح بالتداول.
وأشارت الهيئة إلى أنها استحدثت طفرات جديدة للقمح يصل عددها لـ 35 طفرة، وقد تم تجربتها في المزارع التجريبية بأرض الهيئة بأنشاص على مساحة نحو 2 فدان، بغرض تقييم المحصول الأولى.