سحب وردية قصة قصيرة لميرفت البربري.. تعرف عليها
مرفت البربري عضو اتحاد كتاب مصر وعضو نادي القصة صدر لها عدد من الأعمال منها، رواية على لهيب شمعة الفائزة بجائزة إحسان عبد القدوس، رواية نقوش على جسد ناعم، السراب، والمجموعة القصصية، قصص تائهة، وهذه قصة قصيرة لها بعنوان: سحب وردية.
سحب وردية
على نفس الصاري ترفرف زميلاتها كل يوم، ينتقل بهن من مكان لمكان، يجوب الشوارع، ينفخ في بوقه، كأنه منادٍ من قصر السلطان، يخبر الفتيات بموعد احتفال الأمير، يعلن أنه سيختار أميرته من بينهن، تتجمع حوله الفتيات والصبيان الكل يلبي النداء، ربما الوِلدان أيضا يظنون أنهم في الاحتفال سيجد كل منهم سندريلا، يذهلهم عالمه السحري، يقفون مشدوهين، كيف يجمع السحب الوردية لترفرف فوق صاريه المتهالك؟!
تقف خلفهم بملابسها الرثة لا تجرؤ على مزاحمتهم، كل منهم يقايض المنادي بما لديه ويأخذ دعوته للحفل الأسطوري، تنظر لهذه الندف الثلجية المرفرفة تشتهي أن تحملها إلى هذا العالم السحري، تيأس فتولي وجهها شطر الرحيل عن حلبة هذا الساحر ذي البوق، لم أتحمل ان تخرج كسيرة من بينهم، أمارس عملي كسحابة وأنتهز الفرصة عندما ينقطع رابط الصاري دون قصد منه أثناء تمزيق وثاق إحدى جاراتي، أحلق فوق رأس فتاة الشارع ذات الرداء المهلهل التي ترتعد بردا، وكاسفنجة من جليد، أحلق فوق رأسها، تهلل وتلتقطني تندف بعضي فأذوب في فمها، أمنحها من ثلجي دفئا بطعم السكر.
