مؤلف شال قطيفة عن الأم: الكتاب غير حياتي.. ووالدتي أثرت كثيرًا في شخصيتي |حوار
تحل اليوم 21 مارس، ذكرى يوم الأم العالمي، وهو اليوم الذي أقرته الأمم المتحدة للاحتفال بدور الأم، وما تقدمه من إنجازات في تنشئة وإعداد الأسرة.
وفي هذا الصدد، ألّف الكثير من الكُتَّاب عن الأم ودورها، وأصدرت العديد من دور النشر، المؤلفات حول هذه المخلوقة العظيمة، التي تؤدي دورًا مختلفًا في المجتمع باعتبارها عماد الأسرة وبنائها، ولكن يبقي كتاب شال قطيفة، من أبرز الكًتب التي تناولت دور الأم بشكل مختلف.
مصطفى فتحي، كاتب وصحافي مصري، عرف كيف يطوع القلم لصالح الكتابة عن والدته، تلك السيدة البسيطة التي جاءت من الصعيد إلى القاهرة، لتعيش حياة الكبد والمعاناة، في كتابٍ يحوي بين طياته سيرة ذاتية لأمٍ وفية، وبقلم ابن مخلص يريد أن يعرِّف العالم كله بأمه.
وكعادته في تسليط الضوء على مثل هذه النماذج المضيئة، أجرى القاهرة 24، حوارًا مع الكاتب مصطفى فتحي، بمناسبة يوم الأم، ليوضح تفاصيل أكثر عن كتابه، وكيف يرى الأم المثالية، وهل هناك شال قطيفة آخر أم لا.
وإلى نص الحوار…
• هل فكرت أن تكتب عن والدتك أثناء حياتها؟
لم أفكر أبدًا في هذه الخطوة أثناء حياة والدتي، وحتى بعد وفاتها لم تكن الفكرة حاضرة، فأمي سيدة بسيطة، ولم أكن أعرف أبدًا أن حياتها غنية بكل هذه المعلومات والقصص المدهشة، وبعد وفاتها، وخلال مرحلة التعافي من فقدانها، طلب مني طبيبي النفسي أن أعبر عن حبي لأمي بالكتابة، فوجدت بركانا لا يتوقف من الأفكار، أصبح في النهاية هو كتاب شال قطيفة.
• كيف كان شعورك وأنت تؤلف الكتاب؟
كنت وكأني في عالم آخر، وكأني وصلت إلى السماء السابعة، ابتعدت عن الواقع بدرجة كبيرة، شعرت أن أمي معي وهي من يمليني محتوى الكتاب، الأمر كان غريبًا ولا يمكنني وصفه ببساطة، تجربة روحانية جدًا، فهمت حينها مشاعر الصوفيين والبسطاء، الذين يرقصون على أغاني الذكر في الموالد.
• هل كانت هناك جوانب خفية في حياة والدتك لم تكن على دراية بها؟
نعم، وحين طلبت من والدي أن يقص لي عن علاقته بها، وجدته يخبرني بحكايات جميلة لم أكن أعرفها، منها مثلًا أنه أهداها شال قطيفة قبل الزواج، وأنه كان معجبا بشقيقتها أكثر منها، كما سمعت منه لأول مرة مشاعر الحب الكبيرة لأمي داخل قلبه.
• حدثنا عن اللحظات التي تأثرت بها أثناء الكتابة؟
أثناء حياة أمي، سجلت لها مقطع فيديو تدعو لي فيه، وأثناء العمل على الكتاب، شغلت هذا المقطع، وكنت أول مرة أشغله بعد رحيلها، فشعرت أنها معي، وتأثرت بصوتها وبكل كلمة وجهتها لي في رسالتها.
• هل للشال قطعة أخرى يمكن أن تكتبها عن امرأة أخرى أثرت في حياتك؟
لا يوجد أي امرأة أثرت في حياتي مثل أمي، ربما أحب زوجتي وشقيقاتي، لكن التأثير الوحيد في شخصيتي هو من صنع أمي.
• كيف يرى مصطفى فتحي الأم المثالية؟
أراها بسيطة، طيبة، حازمة، جادة، تحب الحياة، الحب لديها دون حساب، قادرة على احتواء كل المقربين منها.
• هل اكتفيت بهذا الكتاب ليعرف به العالم عن الحاجة رابحة أم أن هناك خططًا أخرى؟
نعم اكتفيت جدًا، هو أهم إنتاج لي، وحياتي بعده غير حياتي قبله.
• ما الشعور الذي راودك عند لمس الكتاب للوهلة الأولى؟
وكأنني ألمس جسد أمي الذي لمسته آخر مرة يوم وفاتها.
