امتهنت مهن صعبة للإنفاق على أولادها.. قصة أم مكافحة تحدت صعاب الحياة من أجل أبنائها
عاشت رحلة كفاح استمرت لسنوات طويلة، وأفنت حياتها لتربية أبنائها، فصبرت على الابتلاءات، وبعد وفاة زوجها حتى امتهنت مهن صعبة، من بداية استثمارها في ميكروباصات إلى الورش لتنفق على أولادها، حتى أصبحت تدير العديد من الأعمال من خلال مشاريعها التي ساعدتها في تربية أبنائها، وأحفادها الذين وصلوا إلى 24 حفيد.
قالت الأم التي تدعى سعاد أحمد خلف، البالغة من العمر 67 عام، إنها الصغرى من بين 12 ابن وابنة، ونظرًا لظروف المعيشة وقتها، تزوجت الحاجة سعاد في سن الـ14 عاما، وربت أول طفلة لها في هذا السن.
وقالت الحاجة سعاد في تصريحات خاصة للقاهرة 24: أول مشاكل في الحياة بعد الجواز لما خلفت بنتي الكبيرة فاطمة، لأن حماتي كانت لا تفضل خلفة البنات، فكان سلو بلدهم الولد أحسن من البنت، ولكن عندي كلهم واحد.
معاناة الزوجة مع أم زوجها
وأضافت، أنها عانت كثير منذ البداية نظرًا لصغر سنها فوجدت نفسها مسؤولة عن بيت وطفلة وأم زوج، ولكنها تعلمت من زوجها الحاج خلف كيفية الطبخ والغسيل، كما علمها الوضوء والصلاة وغيرها، حتى قدوم الحمل الثاني في سن الـ15 عام والذي اكتشف أنه فتاة، مما زاد الضغط النفسي.
وواصلت سعاد، أنه لم يكن هناك آلية الاتصال مع الأهل فكانت متغربة في بلد بعيد عن أهلها، فلم تجد شخص تشتكي له أو تأخذ بيده سوى زوجها، والتي لم ترد أن تحمله عبء، ولكنها صابرة، بجانب زوجها الذي نشأ من فقر شديد، لم يكن سوى موظف بسيط بمرتب قليل، ولكنهم سعوا لزيادة الدخل وتحسين المعيشة، وكان يعمل بأكثر من وظيفة في نفس الوقت.
وأكملت الحاجة، أنها كانت تساعد زوجها في عمله الثاني وهو عبارة عن بيع بعض المنتجات والحبوب الغذائية في المنزل، حتى رزقت بالمولود الثالث في سن الـ 16 سنة، رغم زيادة الأعباء عليها إلا أنه يعتبر الفرحة التي عمت على البيت، ثم أنجبت الابن الرابع تزامنًا مع انتقال زوجها إلى المملكة العربية السعودية بعدما رزق بعقد عمل، ومن هنا بدأ مشهد جديد من المعاناة لغياب الأب.
وأفادت الحاجة سعاد، أنه من إحدى مشاهد الصبر الشديد التي لازمت الأم، وبعد عودة الزوج من السفر، قدر الله بمرض الابن الخامس الذي يدعى محمود بحمى شديدة، ولكن لم يقدروا على معالجته حتى توفى وهو ابن السنة ونصف، وكان الزوج وقتها في العمل، وعندما عاد سأل على محمود، وقالت له أنه بخير حتى تناول الغداء، وأخذ قسط من الراحة، وبعد استيقاظه أخبرته بوفاته وبدفنه.
معاناة الزوجة بعد وفاة الأب
وأردفت: بعد فترة قُدم لزوجي عقد عمل جديد في السعودية وسافرنا كلنا معه، ورزقت هناك بـ أبنائي الثلاثة أحمد وعبد الرحمن وعبدالعزيز، فكان مجموع أولادي سبعة في مراحل تعليمية مختلفة، عانى زوجي وقتها من أمراض كثيرة وفضل في غيبوبة لأربعة سنين، ماكنتش عارفه أعمل إيه غير الصبر، لحد ما توفى زوجي في سنة 1995 بعد ما نزلنا مصر بـ21 يوم.
وأوضحت أنها كانت تعيش على معاش الزوج الذي يبلغ 300 جنيه، ورغم أُميتها فكرت خارج الصندوق لتضع مشروعًا في ميكروباص، ثم ورشة حتى تستطيع لمراعاة أبنائها وتدخلهم تعليم عالي، فحصلت الابنة الأولى فاطمة على ليسانس حقوق، والثانية رقية بكالوريوس زراعة، ومحمد وعبدالله بكالوريوس تجارة، والابن الرابع أحمد أداب لغة عربية، وعبد الرحمن بكالوريوس سياحة وفنادق، والابن الأخير عبدالعزيز ليسانس أداب لغات شرقية، وجميعهم يعملون بمهن رفيعة.
واستطاعت الأم أن تعبر بأبنائها لبر الأمان، وأن تجمع بين أبنائها في بيت واحد بعدما اشترت قطعة أرض بحلوان وقامت ببناء عقار 7 أدوار، ثم أعطت لكلًا من أبنائها شقة، وزوجتهم دون إجبار حتى أصبح لها الآن 24 حفيد، وأكبرهم عبد الله والذي يبلغ 27 عام ويعمل بالنيابة العامة حتى أصغر حفيدة جميلة، البالغة من العمر ثلاثة أشهر.