حولت ألمها لقصة إلهام.. أم تكرس حياتها لبطولة نجلها المصاب بسرطان العظام: أجرى 50 عملية وأصبح بطل فروسية
للأمهات مناصب سماوية عليا مذكورة في جميع الأديان، حتى أن العالم قرر الاحتفال بـ عيد الأم، نظرًا لمجهوداتها وتضحياتها المستمرة من أجل أبناءهن، إلا أن هناك نماذج أمهات تحتوي على قصص إلهامية، لمن يعيشون حياة متشابهة، أو من يمرون بظروف مثلها، كاسرين الحواجز والعقبات لعيش أطفالهن حياة مثالية.
من السرطان إلى الفروسية
وقالت فتحية سيد، إنها أم لطفلين، أحدهما مصاب بأشرس أنواع السرطانات وهو سرطان العظام، وخاضت رحلة علاجية وبطولية لسنوات طويلة، حتى أصبح نجلها بطل للجمهورية في الفروسية، على الرغم من فقدانه أحد ساقيه.
وأضافت سيد في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24: محمود ابني عنده حاليًا 13 سنة، اكتشفنا مرضه وهو 5 سنين، لما رجله وجعته أوي، ورحنا كشفنا عليه، طلع عنده سرطان العظام.
وتابعت فتحية: توجهنا إلى أحد مستشفيات الأورام، وتبين إصابته بأشرس أنواع سرطان العظام، ومن هنا بدأت رحلة العلاج مع المرض اللعين.
أغمى عليّ أول ما شوفته
أول ما عرفت أن ابني الكبير، مريض سرطان، كنت في صدمة كبيرة جدًا، لكن رضيت بقضاء ربنا، وشكرته، هكذا تروي فتحية محاولة تقبلها لمريض نجلها.
وواصلت: خضنا رحلة علاج طويلة، لعدم بثر قدميه، إلا أن الأطباء أكدوا على لزوم بتر القدم، نظرًا لتدهور حالته، وبالفعل تم بتر القدم، وهو في الخامس من عمره، موضحة أنه أجرى أكثر من 50 عملية جراحية منذ بداية معرفتهم بإصابته بسرطان العظام حتى بلوغه الـ 13 عام.
أغمى عليّ أول ما دخلت عليه العناية المركزة، وملقتش رجله، لكن بعدها شكرت ربنا وحمدته، وقررت إن لازم أخلى ابني حاجة كبيرة، فتحية تصر على تحقيق حلم نجلها.
واستكملت الأم: كان نجلي يتعرض لوقائع تنمر عديدة، نظرًا لارتداء ساق صناعي، إلا أنني كنت دائمة التوجيه له بالردود الأخلاقية على زملاءه، مضيفة: على طول كانوا بيقولوا له، يا أبو رجل حديد.
تحدى نفسه بالفروسية
وأردفت: قررت العناية برياضة محمود، بجانب قرروا بممارسة رياضة تعتمد على القدم، حتى يتحدى ذاته، وبالفعل مارس رياضة الفروسية، وتألق فيها، إلى أن أصبح بطلًا للجمهورية، مما أهله لحضور منتدى شباب العالم في نسخته الرابعة بشرم الشيخ في يناير الماضي.
أنتِ مصدر قوة ابنك
وعن أحلامها المستقبلية، قالت فتحية: نفسي أحقق لمحمود حلمه أنه يقابل الرئيس عبد الفتاح السيسي، مشددة: بقول لأي أم بتمر بأزمة مرض مع ابنها، خليك دايمًا متفائلة، وراضية بقضاء ربنا، وحولي ألم ابنك لنجاح، لأنك أنتِ مصدر قوته.