تأثير المحمول على الدماغ
أثار ظهور الهاتف المحمول مخاوف كثيرة بداية مرتبطة بالإصابة بسرطان الدماغ وتلف الأعصاب والأورام المختلفة.
ويكمن الخطر الأكبر حول مخاطر الصحة والسلامة من الإشعاع المنبعث منه، إذ تطلق الهواتف المحمولة طاقة الترددات الراديوية أو موجات الراديو التي يمكن أن تمتصها أنسجة الجسم، والتي ربطت بعض الدراسات بينها وبين الاستخدام الكثيف والأورام الدماغية إلا أنها لم تنته لنتائج يمكن تعميمها، خاصة أن بعض الباحثين أفادوا إن نوع الإشعاع المنبعث من الهاتف المحمول لا يدعو للقلق لإنه إشعاع تردد لاسلكي منخفض الطاقة للغاية كما في إشارات التلفزيون والراديو، وهو إشعاع غير مؤين، لا يمكن أن يحدث أي ضرر مباشر للحمض النووي.
ولكن هذا لا يعني أن إشعاع الهاتف المحمول ليس له أي تأثير على الدماغ على الإطلاق، فقد وجدت إحدى الدراسات صلة بين استخدام الهاتف المحمول والتأثيرات الضارة على الذاكرة، فقد تتبع باحثون سويسريون عادات استخدام 700 مراهق لهواتفهم تراوحت أعمارهم بين 12 و17 سنة.
ووجدت الدراسة، التي نُشرت في مجلة منظور الصحة البيئية، أن التعرض لمدة عام لإشعاع الهاتف المحمول يمكن أن يكون له تأثير سلبي على تطور أداء الذاكرة في مناطق معينة من الدماغ لدى المراهقين، والمقصود بالتعرض المكالمات الهاتفية، حوالي 80 بالمائة من الإشعاع الممتص يأتي من تثبيت الهاتف في الرأس، وقد اتضح أن وظيفة ذاكرة الدماغ كانت أكثر عرضة للتأثر السلبي للإشعاع عندما كان الهاتف مثبتًا على الجانب الأيمن من الرأس، حيث توجد مناطق الدماغ المتعلقة بالذاكرة.
وتوصلت الدراسة إلى أنه بالنسبة لاستخدامات الهواتف الأخرى مثل إرسال الرسائل النصية، والتقاط الصور، واستخدام التطبيقات فلا تعرض الدماغ للإشعاع تقريبًا. وأوصت الدراسة أنه يمكن التقليل من تأثير الإشعاع بسهولة عن طريق تلقي المكالمات على الجانب الأيسر، أو باستخدام مكبر الصوت أو سماعات الرأس خاصة عندما تكون جودة الشبكة منخفضة.
