هل تتحول لعسكرية؟.. حرب دبلوماسية على حدود أوكرانيا بين روسيا وبولندا
أزمة دبلوماسية تدور رحاها على الحدود الأوكرانية ما بين روسيا وبولندا، وسط مخاوف أوروبية وأمريكية من تحولها إلى أزمة عسكرية، قد تتسبب في جر حلف الناتو إلى صراع عسكري مع الدب الروسي، الذي لم ينتهي بعد من عمليته العسكرية في الأراضي الأوكرانية التي تفصل بين بولندا، ومخالب بوتين العسكرية المنترة بالقرب من كييف.
صراع بولندا الدبلوماسي في مواجهة وريثة الاتحاد السوفيتي، كانت مرحله الأخيرة اليوم، بقرار السلطات البولندية بطرد 45 دبلوماسيًا روسيا من أراضيها، لاتهامهم بالتجسس لصالح موسكو، مشيرة إلى أن بعضهم يعمل لدى جهاز الاستخبارات الروسية للتجسس على السلطات البولندية والأوروبية، لصالح قيصر روسيا الذي يرفض إنهاء ما وصفه بالعملية العسكرية في أوكرانيا، حتى تتمكن بلاده من الحصول على مطالبها الأمنية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وباقي دول حلف شمال الأطلسي.
الصراع الروسي البولندي
المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية البولندية، قال وفقًا لوكالة الأنباء الروسية تاس، إن المخابرات البولندية سلمت لوزارة الخارجية قائمة بها أسماء 45 دبلوماسي تابعين للبعثة الدبلوماسية الروسية ليتم طردهم من العاصمة وارسو، بعد اكتشاف قيامهم بأعمال تجسس على السلطات البولندية، وهو ما أكده السفير الروسي في بولندا سيرجي أندرييف، بقوله إنه تلقى مذكرة تطالب بمغادرة 45 دبلوماسي لبلاده من بولندا.
في حين أكد السفير الروسي إلى أن العلاقات الروسية البولندية، لا تزال قائمة في الوقت الحالي، فيما تم استدعائه من قبل وزارة الخارجية البولندية، في ذات الواقعة للاستفسار منه بشان الدبلوماسيين.
الحرب الروسية الأوكرانية
موسكو موطن الدبلوماسيين المطرودين من وارسو، أعلنت بدورها أنها لن تقف صامتة في صراعها الدبلوماسي مع بولندا، مؤكدة وفقًا لوكالة تاس الروسية، بأنها ستوجه ردًا انتقاميًا لبولندا، إذ أقدمت على طرد الدبلوماسيين الروس.
شجار وارسو وموسكو البدلوماسي لم يكن وليد اللحظة، فقد أعلنت بولندا أبريل الماضي، طرد 3 دبلوماسيين روس، قالت إنهم تورطوا في أنشطة تضرها، ليأتي الرد الروسي بعدها بساعات قليلة بإعلانها هي الأخرى طرد 5 دبلوماسيين بولنديين، ردًا على وارسو.
فيما أن اللكمات الروسية البولندية، كادت أن تتخطى السلك الدبلوماسي في الآونة الأخيرة في ظل الحرب الروسية الأوكرانية، بعدما أعلنت بولندا إمكانية تقديم طائرات ميج البولندية لأوكرانيا لاستخدمها في حربها ضد روسيا، مشترطة موافقة الولايات المتحدة الأمريكية في ذلك.
ليأتي عقب ذلك الرد الروسي بتهديد بأن موسكو ستوجه ضربة عسكرية في حال أقدمت بولندا- عضو حلف شمال الأطلسي- على تلك الخطوة، الأمر الذي من شأنه أن يتسبب في نشوب حرب مباشرة بين حلف شمال الأطلسي الناتو- الذي تمثل أمريكا أكبر أعضائه، وبين روسيا صاحبة أكبر ترسانة نووية في العالم، وثاني أكبر جيش تقليدي عقب أمريكا، للتزايد المخاوف الدولية من استمرار التصعيد الدبلوماسي ما بين موسكو ووارسو، حد الوصول إلى التوتر العسكري بين جاري أوكرانيا.