الجامعة العربية أمام مجلس الأمن: التسوية السياسية هي الحل الحقيقي للأزمة الإنسانية السورية
شاركت جامعة الدول العربية في جلسة عقدها مجلس الأمن حول الأزمة الإنسانية السورية برئاسة دولة الامارات العربية المتحدة العضو العربي بمجلس الأمن، اليوم الخميس، وبمشاركة المبعوث الأممي لسوريا جير بيدرسون، ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة للسؤال الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن جريفيث.
وألقى السفير حسام زكي الأمين العام المساعد كلمة في بداية الجلسة، أشار فيها إلى الاضطرابات العالمية الخطيرة التي تفرض تحديات إضافية على المجتمع الدولي وخطط استجابته للأزمات الإنسانية، موضحا أن الأزمة السورية لن تكون بمنأى عن هذا المشهد القاتم، الذي يلقي بظلاله على حالة السلم والأمن الدولي.
وأضاف زكي أن الأمل لا زال يحدونا في أن تتغلب لغة الدبلوماسية على لغة السلاح والاقتتال.. إلا أن مخاوفنا تتزايد كل يوم مع تزايد معدلات النزوح في الحرب الدائرة في أوكرانيا، على نحو يطرح أمام المجتمع الدولي مسؤوليات ضخمة، لا سيما فيما يتعلق بالتعامل مع التحديات والأزمات الإنسانية التي تزايدت وتيرتها مع تصاعد وتيرة الصراعات المسلحة في مناطق مختلفة من العالم".
معاناة الشعب السوري من نازحين ولاجئين
وألقى الأمين العام المساعد الضوء على المعاناة التي يمر بها أبناء الشعب السوري من نازحين ولاجئين، وما تتحمله الدول العربية المستضيفة للسوريين وفِي مقدمتها لبنان والأردن من أعباء ضخمة في سبيل توفير الإغاثة والخدمات الأساسية للنازحين السوريين، داعيا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته وتقديم الدعم اللازم لهؤلاء النازحين وللدول المستضيفة لهم إلى حين توفر ظروف العودة الآمنة والكريمة والطوعية لهم.
وأشار زكي إلى القرار الذي اعتمده مجلس جامعة الدول العربية علي مستوي وزراء الخارجية في 9 مارس حول الأزمة السورية، فيما يتعلق بالعناصر التي تشكل أساس الموقف العربي من الشق الإنساني للأزمة.
وأعرب عن وجود مخاوف حقيقية من انعكاسات وتداعيات الحرب في أوكرانيا علي الأزمة السورية.. مؤكدا على أهمية ألا يتضاءل الاهتمام الدولي بالأزمة الإنسانية السورية الملحة. وأكد تطلع الجامعة العربية لاستمرار آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سوريا، وتجديدها في يوليو القادم، وبحيث يبتعد بهذا الموضوع الإنساني عن التسييس بسبب الأوضاع الحالية، مشددا على أن تجديد قرار مجلس الأمن 2585 يعد أمرًا حيويًا بالنسبة لمصير ملايين المحتاجين من الشعب السوري.
واختتم الأمين العام المساعد مؤكدا أن الأزمة الإنسانية في سوريا لن تجد طريقها إلى الحل سوى عبر تسوية سياسية شاملة استنادًا لقرار مجلس الأمن 2254 (2015)، فالحل السياسي وحده يظل السبيل الأكثر نجاعة لإنهاء الصراع وفتح الطريق أمام العودة الآمنة والكريمة والطوعية لملايين المشردين والنازحين واللاجئين، وتلبية تطلعات جميع أبناء الشعب السوري في مستقبل آمن ومستقر، مجددا في هذا الاطار دعم الجامعة العربية لجهود المبعوث الأممي السيد جير بيدرسون ومواصلة التعاون معه.