الأخيرة في شهر شعبان.. «كيف نستقبل الشهر الكريم» موضوعًا لخطبة الجمعة المقبلة| نَصّ
حدد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، موضوع خطبة الجمعة المقبلة، 1 أبريل 2022، الموافق 29 شعبان لعام 1443 هـ، بجميع المساجد والزوايا المنضمة إلى الوزارة، من جميع محافظات الجمهورية.
موضوع آخر خطبة جمعة في شهر شعبان
واختار وزير الأوقاف، موضوع: كيف نستقبل الشهر الكريم؛ موضوعًا لخطبة الجمعة المقبلة، 1 أبريل 2022، حيث توافق آخر خطب الجمعة لشهر شعبان المبارك لعام 1443 هجريًّا.
نص خطبة الجمعة المقبلة: كيف نستقبل الشهر الكريم
وينشر القاهرة 24، نص خطبة الجمعة المقبلة 1 أبريل 2022، حول: كيف نستقبل الشهر الكريم، بالتزامن مع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك؛ حتى يتمكن الأئمة من التحضر لإلقاءها بسلاسة.
وجاء نص خطبة الجمعة المقبلة: كيف نستقبل الشهر الكريم، كما بيَّنه وزير الأوقاف، كالتالي:
خطبة الجمعة الأولى في شهر رمضان
الجزء الأول من الخطبة
الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه الكريم: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}، وأَشهدُ أنْ لا إلهَ إِلاَّ اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وأََشهدُ أنَّ سيدَنا مُحَمَّدًا عَبدُه ورسوله، اللَّهُمَّ صَلِّ وسلِّمْ وبارِكْ علَيهِ، وعلَى آلِهِ وصحبِهِ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بإحسانٍ إلَى يومِ الدِّينِ.
وبعد:
فإن شهر رمضان المبارك حافل بالنفحات الربانية والمنح الإلهية، فهو خير الشهور، وفيه خير الليالي، ونزل فيه خير كتاب من رب العالمين، والمسلمون في شتى بقاع الدنيا في شرف استقبال ذلك الضيف الكريم باغتنام أيامه الفاضلة، ولياليه العامرة، وثوابه غير المحدود؛ حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ، قَالَ اللَّهُ (عَزَّ وَجَلَّ): إِلاَّ الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ، وَلَخُلُوفُ فِيهِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ)، ويقول (صلى الله عليه وسلم): (إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطينُ ومَرَدةُ الجنِّ، وَغُلِّقتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الجَنَّةِ فَلَمْ يُغلقْ مِنْهَا بَابٌ، ويُنادي مُنَادٍ كُلَّ لَيْلَةٍ: يَا بَاغِيَ الخَيْرِ أَقْبِلْ، ويا بَاغِيَ الشرِّ أقْصِرْ، وللهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ).
شهر رمضان هو موسم للمسارعة إلى الخيرات، والتسامح، والإصلاح بين الناس، وحري أن نستقبله بالتراحم والتكافل والتوادد، والتوسعة على الفقراء والمساكين، فقد كان نبينا (صلَّى الله عليه وسلَّم) أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في شهر رمضان، فمِن حسنِ استقبال شهر البر والجود والكرم استقباله بإكرام المحتاجين؛ لنيسِّر عليهم قدوم الشهر الكريم، والكريمُ لا يضام، وأجرُه جِدُّ عظيمٌ، حيث يقول الحق سبحانه: {آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ}، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (إنَّ في الجنَّةِ غرفًا يُرى ظَاهِرُها مِن بَاطِنِها، وباطنُها من ظاهرِها، أَعَدَّها اللهُ لمَنْ أطعم الطَّعامَ، وأفشى السَّلامَ، وصلَّى بالليلِ والنَّاسُ نيامٌ).
وينبغي أن يحرص المسلمُ فيه على أداء العبادات والإكثار من الطاعات، كقراءة القرآن وتدبر معانيه، وصلاة القيام، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم: (من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه)، ويقول (صلى الله عليه وسلم): (من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه).
كما ينبغي عليه - أيضًا – أن يحسن الاقتداء برسولنا ( صلى الله عليه وسلم ) فيما كان يفعله في هذا الشهر الكريم؛ كتعجيل الفطر، وتأخير السحور، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (لا تزالُ أمَّتي بخيرٍ ما عَجَّلوا الإفطارَ وأخَّروا السُّحورَ )، ويقول (صلى الله عليه وسلم): (تَسَحَّرُوا فإنَّ في السَّحُورِ بَرَكَةً)، كما ينبغي عدم الإسراف في الطعام والشراب، قال الله- تعالى-: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ، ويقول (صلى الله عليه وسلم): (مَا مَلَأ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ، بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ أُكُلَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ ؛ فَإِنْ كَانَ لَا مَحَالَةَ: فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ، وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ، وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ).
ولا شك أن رمضان فرصة عظيمة لصلة الأرحام وإيصال الخير لهم بكل صوره المادية والمعنوية، وقد أمر الله (عز وجل) بصلة الرحم، ووعد عليها الأجر العظيم في الدنيا والآخرة، حيث يقول الحق سبحانه: {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}، ويقول سبحانه: {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى}، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (إِنَّ الصَّدَقَةَ عَلَى الْمِسْكِينِ صَدَقَةٌ، وَإِنَّهَا عَلَى ذِي الرَّحِمِ اثْنَتَانِ: صَدَقَةٌ، وَصِلَةٌ)، ويقول (صلى الله عليه وسلم): (مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ).
الجزء الثاني من خطبة الجمعة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، وعلى آله وصحبه أجمعين.
إن رمضان شهر الجدّ والاجتهاد والعمل، وليس شهر الخمول والكسل، وتعطيل مصالح الناس، فلا تعارض بين الاجتهاد في العبادة في شهر رمضان، وبين الاجتهاد في العمل وعمارة الدنيا وإصلاحها، حيث يقول- سبحانه- في شأن صلاة الجمعة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}، وكان سفيانُ الثوريّ (رحمه الله) يمُرُّ ببعض الناس وهم جلوسٌ بالمسجدِ الحرام، فيقول: ما يُجلِسُكم؟ قالوا: فما نصنَع؟! قال: اطلُبوا من فضلِ الله، ولا تكونوا عيالًا على المسلمين.
فما أحوجنا إلى حسن استقبال شهر رمضان المبارك، واغتنام أوقاته بما يرضي الله- سبحانه- من الأعمال النافعة للبلاد والعباد.
اللهم احفظ بلادنا مصر وسائر بلاد العالمين.