ننشر كلمة الرئيس السيسي خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره الرواندي
رحب الرئيس عبد الفتاح السيسي، بنظيرة الرئيس بول كاجامي، رئيس جمهورية رواندا، قائلا إن زيارته إلى القاهرة، تحمل الكثير من معاني الإخاء والترابط، بين مصر ورواندا، وتعكس مدى قوة العلاقات الثنائية التي تربطهما، كما تأتي استمرارًا للتواصل والتنسيق المستمر بيننا، حول مختلف القضايا الثنائية والإقليمية، وإننا نعتز كثيرًا، بما تتسم به لقاءاتنا، من قدر كبير من التفاهم والود، واتفاق وجهات النظر حيال العديد من القضايا ونحرص على تبادل الرؤى، تقديرًا لدور فخامته الإقليمي والقاري ولما تتسم به رؤيته، من عمق وسداد، تجاه القضايا محل الاهتمام المشترك.
وأعرب السيسي عن تقدير مصر، وفخرها بتجربة رواندا الرائدة في التنمية، تحت قيادته والتي انطلقت بالبلاد من مرحلة التحديات والصعاب، إلى مرحلة تحقيق الرؤية التنموية الطموحة، على كافة الأصعدة كقصة نجاح أفريقية ملهمة والتي ظهرت ثمارها على أرض الواقع، خلال الفترة الماضية.
وقال السيسي: لقد ناقشنا اليوم، التقدم المحرز في مختلف أوجه العلاقات الثنائية، خلال الفترة الماضية وما شهدته من خطوات جادة، لدفع وتطوير العلاقات على الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية، وتوافقنا على أنه بالرغم من العديد من الإنجازات، التي حققناها في تنمية تلك العلاقات إلا أنه ما زالت هناك فرص عديدة، للارتقاء والنهوض بها.
وتابع السيسي: لقد اتفقنا اليوم، على مواصلة التشاور والتنسيق السياسي القائم بالفعل بيننا وذلك لدفع التعاون الثنائي، وتنسيق مواقف البلدين حيال القضايا الإقليمية، ذات الاهتمام المشترك.
وأكمل الرئيس: كما توافقنا على ضرورة الارتقاء بمعدلات التبادل التجاري، والذي نما بشكل ملحوظ خلال العامين الماضيين على الرغم من جائحة كورونا، واتفقنا على ضرورة استغلال ما يمتلكه البلدان، من إمكانات وفرص هائلة للتعاون، ودفع الشراكات الاقتصادية سواء الرسمية، أو من خلال القطاع الخاص بين البلدين وضرورة تيسير الاستثمارات المصرية في رواندا وذلك إيمانًا بدور القطاع الخاص، في دعم التعاون الاقتصادي، بين بلدينا الشقيقين.
وتابع: وبحثنا كذلك، التعاون القائم في المجال الطبي، ومجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والتحول الرقمي وأود أن أشيد في هذا الإطار، بما تبذله رواندا من جهود إقليمية مقدرة، في هذا المجال، وفيما يتصل بعملية بناء الكوادر، الهادفة إلى دعم التنمية فقد أعدت التأكيد على التزام مصر، بالاستمرار في تسخير إمكانياتها والعمل على توفير التدريب، وبناء قدرات الكوادر الرواندية في مختلف المجالات، بالتنسيق بين مختلف الجهات المصرية.
السيسي: مصر ترفض أي إجراءات أحادية بشأن ملء وتشغيل سد النهضة
وأشارالرئيس، إلى التطرق خلال الحديث عن تطورات ملف سد النهضة، وأكد على أهمية التعاون المشترك، بين كافة دول حوض النيل من منطلق الحرص على المصالح المشتركة، وعدم الإضرار بأي دولة من دول الحوض، ورفض مصر لأي إجراءات أحادية، من شأنها المساس بمقدرات الشعوب لا سيما تلك التي تعتمد على هذا النهر كرافد أوحد للحياة والتنمية.
وأكد السيسي: كذلك على ضرورة التوصل لاتفاق قانوني ملزم، حول ملء وتشغيل سد النهضة، في إطار زمني مناسب بما يعزز من الأمن والاستقرار الإقليمي استنادًا إلى قواعد القانون الدولي، ومقررات مجلس الأمن.
ولفت الرئيس، إلى أن المباحثات تناولت، قضايا الأمن والتنمية في القارة الإفريقية، بما في ذلك قضية تفشي الإرهاب والتي تشكل تحديًا حقيقيًا لعملية التنمية في إفريقيا، واستعرض في هذا الصدد، الجهود المصرية الناجحة في مجال مكافحة الإرهاب كما نوه بقيام مصر، بإنشاء مركز الساحل والصحراء لمكافحة الإرهاب مشيدًا في المقابل، بالجهود الرواندية في عمليات حفظ السلام، التابعة للأمم المتحدة في إفريقيا.
وقال الرئيس إن المباحاثات مع الرئيس كاجامي، تناولت تعاوننا وتنسيقنا المشترك، في إطار الاتحاد الأفريقي، وكذلك تجمع الكوميسا، الذي ترأسه مصر حاليًا وتوافقنا على أهمية الإسراع، بإنهاء مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية، وتفعيلها.
وأكد السيسي في هذا الإطار، دعم ومساندة مصر لعملية الإصلاح المؤسسي للاتحاد الإفريقي، وتقديرنا لجهود فخامته على هذا الصعيد، باعتباره رائدًا لهذا الملف المهم.
وأخيرًا، وفيما يتصل باستضافة ورئاسة مصر، للدورة 27 لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ، في نوفمبر 2022 أكد الرئيس حرص مصر، على التعبير خلال تلك الرئاسة، عن تطلعات دول قارتنا الأفريقية في هذا المجال وعزمنا أن يسفر المؤتمر، عن نتائج تنفيذية ملموسة تحقق نقلة مهمة، في مجال العمل الدولي المشترك، حيال المناخ.