وكيل الأزهر: ينبغي الحذر من الانجرار إلى تغيير الثوابت تحت دعاوى الحداثة
قال الدكتور محمد عبدالرحمن الضويني، إن ما يقوم به الأزهر الشريف تجاه تراث الأمة لا يقف عند حفظه، وإنما يؤمن الأزهر أن التراث يناسب الإنسان في حياته المتجددة، ويعالج مشكلاته الراهنة، ويساير وعيه المعاصر، ويدور مع فكره المتطور.
وأوضح الضويني خلال كلمة ألقاها في مؤتمر التراث والحداثة في اللغة والتاريخ، الذي تستضيفه كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، بالمشاركة مع مجمع البحوث الإسلامية: ومن ثم فإن الأزهر يتعامل مع التراث من خلال أمرين، أولهما: هضم التراث هضما جيدا، والتعرف على التراث حق المعرفة واستيعابه بالشكل الصحيح، حتى نستطيع التواصل البناء مع منابع ثقافتنا وروافدها، فالارتباط بالجذور مسألة مؤثرة في ثبات هوية الشباب أمام الغزو الثقافي الذي يتعرضون له في كل وقت، وثانيها: معاصرة الواقع الحالي ومواكبة التطور العلمي والمعرفي؛ لذا يجب علينا جميعا أن نهيئ الشباب ونوجهه للتعامل مع مكونات التراث بمنحى يمكنهم من التواصل الفعال مع منجزاته جنبا إلى جنب مع مواكبة العصر، فلا يتخلفوا عن ركبه الحضاري.
مؤتمر التراث والحداثة في اللغة والتاريخ
وأضاف: أنه مما ينبغي الحذر منه أن تجرنا الحداثة إلى تغيير الثوابت، أو التخلي عن أي مبدأ من مبادئ الإسلام، أو الأحكام الشرعية المقررة، أو هجر النصوص، أو النظر إليها على أنها نص تاريخي لا يتجاوز زمانه ولا مكانه.
تابع: أو حصر الخطاب الديني في العبادات والأحوال الشخصية، أو غير ذلك من نتائج تناقض فطرة الأمة، وتتعارض مع هويتها المميزة لها، وإذا كنا نقر بأهمية الارتباط والتعلق بالتراث؛ لما له من أثر في تكوين هوية الشباب الذين هم عماد المستقبل، ولما له من أثر واضح في صد أي عدوان فكري على الأمة وثوابتها؛ فإن علينا أن نوجه الشباب إلى التعامل مع التراث بطريقة متوازنة تستخرج منه كنوزه المخبوءة، لكن مع عدم إغفال الواقع، وبناء الشخصية الوطنية ذات المكونات الصلبة التي تستعصي على الذوبان أو الاختراق مهمة قومية وطنية بامتياز.