ميرفت التلاوي: دور المجلس القومي للمرأة أفضل من العدم.. وسوزان مبارك كانت دائما تقدم مساعدات │ حوار
هناك آراء مُرتبكة داخل البرلمان قد تهدر حقوق المرأة
المجلس القومي للمرأة جهة مطلوبة من الأمم المتحدة
قانون الأحوال الشخصية ليس في صالح المرأة
وجود محمد مرسي في السلطة كان عيب على مصر
العنف ضد المرأة نتاج غياب التربية عن الجيل الجديد
الدين الإسلامي أعطى المرأة حقوقها بعكس الأديان الإلهية الأخرى
تحدثت السفيرة ميرفت التلاوي، رئيس المجلس القومي للمرأة سابقا، عن تكريم الرئيس عبد الفتاح السيسي، لعدد من نماذج السيدات في مصر، خلال الاحتفالية السنوية التي ينظمها الرئيس، من أجل الاحتفال بالمرأة المصرية، حيث يعتبر تقليدا مستمرا من الرئيس السيسي، كما روت عن التنازع بين المجلس والوزارات والجهات الأخرى.
القاهرة 24 أجرى حوارا مع رئيس المجلس القومي للمرأة سابقا، بشأن حقوق المرأة والمساواة في العمل التنفيذي بالدولة؛ التي ظهرت في عهد الرئيس السيسي، ودور المرأة وأهميتها في العمل والإنتاج.
وإلى نص الحوار:
كيف ترين تكريم الرئيس لعدد من نماذج السيدات المصريات؟ وما رأيك في قيادة مايا مرسي للمجلس القومي للمرأة؟
تكريم مُوفق، والرئيس دائما يُكرم المرأة، ولكن الجديد هذه المرة، أن الرئيس أضاف تكريمًا لبعض الشخصيات والنماذج، ولم يقتصر فقط على الأمهات المثاليات، وهو تقليد مُعتاد على الرئيس، بتكريم أيقونات المرأة المصرية.
الرئيس كرّم فريدة فهمي، وهذه الأمر أسعدني على المستوى الشخصي، فوالدها كان يعمل مهندسا، وسمح لها بدخول مجموعة رقص شرقي شعبي، والحقيقة كانت فرقة رضا - فرقة جميلة جدًا، وأثناء عملي كسفيرة؛ كنت استدعيهم لحضور مناسبات، وكان أداءهم مبهر للغاية.
كما أسعدني تكريم إحد الزميلات؛ التي كان لها نشاطا واسعا وفعالا أثناء عملها بالمجلس القومي للمرأة، وهي سهير حبيبب، فهي سيدة فاضلة تستحق التكريم، لأنها كانت تعمل في الخفاء، ودائما كان بيننا اجتماعات من أجل صنع تقارير عن التنمية في مصر.
أما بالنسبة لـ لميس جابر، فهي قادرة من خلال كتابتها على توضيح الصورة عن الحقبة الملكية في مصر، وهذا جزء في غاية الأهمية، من أجل تصحيح التاريخ لدى الأجيال الحديثة.
وحول كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال احتفالية يوم المرأة؛ لم يفوت فرصة إلا وأكد اهتمامه بالمرأة، ودعوة الشعب أن يتعامل معها بشكل أفضل، وكذلك الحث على الابتعاد عن فكرة العنف ضد المرأة.
وكذلك تكرار الإشارة إلى حقوق المرأة والمساواة للقاعدة التنفيذية؛ التي ظهرت في عهد الرئيس السيسي في كل مناسبة، ما يؤكد دور المرأة وأهميتها في العمل والإنتاج؛ ليس على صعيد الأسرة فقط.
توليتِ رئاسة المجلس القومي للمرأة أثناء تواجد الرئيس المعزول محمد مرسي.. ماهي خفايا تلك المهمة؟
لا أستطيع الحديث عن تفاصيل هذه الأمور، ومهما تحدثت؛ لن أُوفي الفترة التي توليت فيها المجلس حقها، خاصة أثناء تولي الرئيس المعزول محمد مرسي منصب رئيس الجمهورية، فهي كانت الأصعب بالنسبة لي، لا سيما أنه لا يمكن أن يتخذ قرارا بنفسه، وأنا رأيته 3 مرات، لكن لم يوفي لي بوعوده في المرات الثلاث، إلى أن اكتشفت أنه ليس صاحب قرار، ومكتب الإرشاد هو المُتحكم.
ومع عدم الوفاء بتعهداته؛ التي كان يقطعها؛ اتخذت قرارا بعدم المشاركة معه في أي فعالية، ما دام أن القرار ليس بيده، وأستطيع القول إني أخفيت حجم معاناة المرأة في هذه السنة السوداء.
كما كان يصل للمجلس؛ شكاوى يومية من سيدات، ومثال على ذلك؛ كان هناك 3 سيدات بدرجة وكيل وزارة في وزارة الأوقاف؛ تمت الإطاحة بهم من مناصبهم، ووضعهم في مناصب إدارية - أقل من درجاتهم، وبالفعل خاطبت رئيس الجمهورية؛ أكثر من مرة، ويصعب عليا أن أقول: إنه رئيس الجمهورية، لأن محمد مرسي كان عيب على مصر.. والحمد لله أنها ليست فترة طويلة في تاريخ، وأنها اقتصرت على عام؛ عانت خلالها مصر العديد من الأزمات.
ماهي كواليس اللقاء الذي جمع بينك وبين وزير الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون؟
بعد ثورة يناير بأكثر من أسبوعين؛ وصلت هيلاري كلينتون إلى مصر، والتقت بعدد من المثقفين والقيادات، وكنت أنا أحدهم، وقلت لها: أنكم من خلقتم طالبان في أفعانستان، وفي النهاية تركتوا الوضع لهم، وتخليتم عن المرأة الأفغانية، وجعلتوها تحت رحمة حركة طالبان، كما طالبتها بعدم ارتكاب نفس الحماقة في مصر، وفي السيدات المصريات، وبالطبع ردت بكلمات ليس لها قيمة، وقالت لي: أني أضع عليها مسئوليات أكبر من الحقيقة.
ما رأيك في الجدل الدائر حول قانون الأحوال الشخصية؟
قانون الأحوال الشخصية، مُعقد جدا، والأجواء الثقافية والمجتمعية ليست مُستعدة، من أجل إعطاء المرأة حقوقها، مثلما يدعو الرئيس، ومن ناحية أخرى؛ هي فرصة أفضل حتى ننتهز فرصة وجود الرئيس عبد الفتاح السيسي، ودعمه ومساندته المستمرة للمرأة المصرية؛ في نفس الوقت الذي يتم فيه التناقش حول القانون القانون.
وفي الحقيقة؛ هناك بعض الآراء المُرتبكة داخل البرلمان؛ يمكن أن تجعل القانون ليس لصالح المرأة، أحيانا المرأة بتكون أسوأ من الرجل في اتخاذ القرارات في ما يخص حقوق المرأة؛ قمثلًا هناك الجدات والأمهات؛ يرفضون مسألة الرؤية.
شهدنا خلال تلك الفترة؛ أعمال عنف ضد المرأة.. ما السبب في ذلك؟ وهل القناعات الدينية لها دور في هذا الأمر؟
السبب الرئيسي وراء العنف ضد المرأة هو أن الجيل الجديد غابت عنه التربية، بجانب التفسير المغلوط للدين من أشباه المشايخ على مدى 20 أو 30 عاما؛ رسخّت في أذهان الشباب أساطير وآراء عن الدين؛ بعيدة تمامًا عن الدين.. مفيش دين إلهي؛ أعطى المرأة حقوقها غير الدين الإسلامي، ونحن لا نسير على القرآن ولا نحترم المرأة؛ مثل ما ذُكر في كتابه الكريم.
كيف ترين وضع المرأة آخر 10 سنوات؟
هناك تشريعات جيدة، والعقوبات أصبحت أشد من الأول في استراتجيات للعنف ضد المرأة، وهناك برامج وعي ليست كافية؛ لكن على الأقل يوجد تقدما عن الأيام السابقة.
ما تقييمك لأداء المجلس القومي للمرأة والدكتورة مايا مرسي؟
وجود المجلس القومي مهم، ولكن في بعضان الأحيان يحدث تنازعا بين المجلس والوزارات والجهات الأخرى، ووجود المجلس؛ أحسن من قلته؛ حتى ولو كان يعمل بكفاءة أقل من 100 %، وهو أفضل من عدم وجوده.
فالمجلس القومي للمرأة، هو جهة مطلوبة من الأمم المتحدة، ويقدم تقريرا كل 4 سنوات لصالح المرأة، وأداء مايا مرسي كويس أوي؛ فهي تعمل بكل جهد، وتُكمل مسيرة ما تم بنائه.
حديثنا عن ذكرياتك مع سوزان مبارك ؟
سوزان مبارك عملت كثيرا لمصر، ولكن للأسف؛ استغل البعض أنها زوجة الرئيس الراحل، من أجل الهجوم عليها، لكنها عملت الكثير للمرأة وللطفل، وكانت دائما المُساندة للمرأة، وودودة للغاية، وتقدم دائما المساعدات.
توليتِ العديد من المناصب.. ماذا استفدتِ من هذه التجارب؟
تعلمت أشياءً كثيرة جدا على سبيل المثال في النمسا، بجانب عملي في قاعات الأمم المتحدة، حيث أنشأت اتفاقية للمساعدة الفنية بين القارة الإفريقية والوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتعني استخدام النووي في استخراج المياه بعيدة المسافات.
كيف جاءت فرصة اختيارك لتولي منصب وزيرة التأمينات والشؤون الاجتماعية منذ 1997 وحتى 1999؟ ومن رشحك لهذا المنصب؟
لم أعرف من رشّحني لهذا المنصب، وأبلغني الدكتور كمال الجنزوري بهذا القرار، وفوجئت به، ولم أكن أعرف لماذا تم اختياري.
ما هو الملف الذي أخفقتِ به خلال رئاسة المجلس القومي للمرأة؟
لم يكن التمويل كافيًا لتغطية احتياجات فروع المجلس في 27 محافظة، ولم يكن لدينا موارد لتدبير هذه النفقات، وأخفقت في توفيرها.