في الوثائقي إيفرجيفن.. خالد أبو بكر يكشف كواليس المفاوضات: كنا نخرج بلا عودة | فيديو
عرضت فضائية دي أم سي مساء اليوم، فيلم «إيفر جيفن.. ستة أيام هزت العالم» من أنتاج وحدة الأفلام الوثائقية في الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، والتي أنتهت من تصويره وأعداده خلال الأيام الماضية ويتناول أزمة جنوح السفينة أيفر جيفن في عام 2021 أثناء عبورها قناة السويس في رحلتها القادمة من الصين والمتجهة إلى روتردام في هولندا مما أدى إغلاق المجري الملاحي للقناة وتكدس مئات السفن في الاتجاهين في أنتظار عملية تعويم السفينة، والتي كانت جميع التوقعات تشير إلى أنها تستغرق مدة زمنية كبيرة.
الفيلم وثق عملية الأنقاذ التي بدأتها هيئة قناة السويس منذ اللحظة الأولى لجنوح السفينة بينما كانت كافة التوقعات على المستوى الدولي والمحلي إلى عدم توافر القدرات اللازمة مع الهيئة للتعامل مع هذه الأزمة بل أن شركات عالمية بدات في التخطيط لاستخدام الممرات والطرق البديلة للقناة ومن بينها طريق رأس الرجاء الصالح، ولكن الفيلم الوثائقي يعرض صورة مغايرة تمامًا لكل التوقعات حول كيفية نجاح هيئة القناة في تعويم السفينة في وقت قياسي.
الفيلم الوثائقي " إيفر جيفن..ستة أيام هزت العالم" يبدأ من تلقي البلاغ الأول حول جنوح السفينة فيقول محمد عبد الناصر رئيس وردية بمكتب الحركة بهيئة قناة السويس أنه في الساعة 7 و51 تلقى بلاغ من المرشدين الموجودين في مركب إيفر جيفن بأن المركب شاحطة بسبب سرعة الرياح وارتفاع السفينة ليقرر مراقب الملاحة المنوب ورئيس الحركة المنوب.
القبطان رضا شحاتة رئيس مراقبة الملاحة بهيئة قناة السويس قدم شهادة حول جنوح السفينة قائلًا "تلقيت بلاغ من ضابط في المينا بوقوع شحط وجنوح للسفينة ايفر جيفن في الكيلو متر 151".
" أول شئ فعلناه رفعنا حالة الاستعداد لوحدات الإنقاذ ونجهز الحركة لتجهيز المراكب لو العملية ستطول. الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس وجهنا 4 قاطرات وأنا بنفسى تحركت لكى أرى الموقف بنفسى لأنها جانحة فى الجزء الذى ليس لديه ازدواج وعندما وجد الأمر علمت أنه لن يكون سهلا " بتلك الكلمات قدم الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس شهادتة حول اللحظات الأولى لجنوح السفينة.
المؤسسات الدولية أيضًا كان لها هي الأخرى مساحة في الفيلم حيث قدمت إليزابيث براو زميلة بمعهد إنتربرايز الأمريكى للأبحاث رؤيتها للحادث مشددةً أن قناة السويس ضرورية جدا للتجارة العالمية، حيث يتم من خلالها نقل أكثر من عشر إجمالي البضائع التى يتم نقلها حول العالم كل عام "حجم ضخم من البضائع والمكونات والحمولات الأخرى التى يتم نقلها عبر هذا الممر المائى لقد رأينا منذ سبعينيات القرن الماضى الأحجام الضخمة من البضائع على متن السفن العابرة لقناة السويس".
بينما قال نيكولاس سلون نائب رئيس الاتحاد الدولى للإنقاذ البحرى "عندما سمعت لأول مرة عن جنوح السفينة إيفر جيفن في الجزء الجنوبى من قناة السويس في ذلك الأربعاء قلت لنفسى "ها قد بدأنا" لأنها سفينة كبيرة عندما علمنا أنها جنحت قلنا حسنا سيكون ذلك مثيرا وعندما عرفنا مكان الجنوح بالضبط أدركنا أن لدينا مشكلة ".
فيما قال المهندس أحمد فريد مدير الإدارة الهندسية بهيئة قناة السويس "لدينا ينا المختصون المتواجدون فى بور توفيق بدأوا وذهبوا وأبلغونى أن الوضع صعب للغاية وأن المركب معدية جوانب القناة وجوانب القناة تكون عبارة عن حائط من الستائر الحديدية الصلبة بجانب جانب من الدبش والأحجار كون أن تخترقها السفينة وتصل لمسافة بالداخل حيث تصل إلى 12 مترا أو أكثر حوالى 20 مترا إجمالي".
الخبير الربان منتصر السكرى الخبير الدولى في مجال النقل البحرى كشف الصعوبات التي واجهت الهيئة في تعويم السفينة موضحًا أن هذا الحادث استثنائى نظرا لحكم سفينة ايفر جيفن تعتبر من أكبر الوحدات البحرية العائمة في العالم من ناحية الطول والعرض والارتفاع ومن ناحية الحمولة العائمة على سطح المياه "ايفر جيفن أكبر من أكبر حاملة طائرات في العالم مرة ونصف والحمولة العائمة على المياه يتجاوز المليون طن ونصف".
وعن استطلاع موقف السفينة قال عصام ضبش مدير إدارة التحركات بهيئة قناة السويس سابقا "بلغ فريق الإنقاذ البحرى التابع لإدارة الترسانة بهيئة قناة السويس، وينزل فريق الغطاسين ويغطسون ويقولون لنا الموقف بشأن السفينة فريق الغطاسين يوضح لنا عمق وطول الشحط ووضعها تحت المياه، فمن يقول لنا ذلك الغطاسين".
حفار صغير ينقذ العالم
بدأت قناة السويس في أعمالها نحو تعويم السفينة والتي بدأتها بتحريك حفار صغير على أحدى الكاسحات والذي ووفقا المهندس أحمد فريد مدير الإدارة الهندسية كان له دور بارز في عملية التعويم قائلًا "بدأنا نخلى من أول يوم بأقرب معدات موجودة، وكان موجود الحفار الشهير اللى ظهر فى الإعلام، والحفار بين شكل مقدمة المركب والبروز الموجود تحت الأرض".
عبدالله طلعت سائق الحفار الشهير الذي ظهر في الإعلام قال "استدعونى بعد ما السفينة جنحت، وكان الحفار بيبعد السفينة بـ1.5 كم، وبعدها تم نقل الحفار إلى السفينة، وتم البدء فى إزالة الصخور والأتربة".
بينما قال المهندس أحمد فاروق وكيل إدارة الكراكات بهيئة قناة السويس إن أول التحديات كانت جغرافيا المكان وتغير طبيعة المكان سواء من اتجاه التيار أو سرعة التيار بينما قال المهندس محمد أدم مهندس بالإدارة الهندسية بقناة السويس: عمل الحفار وبدأ يظهر الوسط المائى حول مقدمة السفينة وجاءت الفكرة الخاصة بالتكريك وكانت التحديات صعبة.
واستعرض الوثائقي الحلول التي طرحت أمام خلية الأزمة التي تم تشكيلها للتعامل مع الأزمة والتي طرحت قطر السفينة مباشرة وكذلك عملية التكريك وعدم اللجوء إلى الخيار الأخير والأصعب وهو تفريغ حمولة السفينة لتقرر هيئة القناة اللجوء إلى الخيار الأول.
نجاح هيئة قناة السويس في تفريغ حمولة السفينة في هذا الوقت القياسي كان مثار تساؤلات واندهاش واضحًا فيقول الدكتور سال ميركوجليانو مدرس مساعد للتاريخ بجامعة كامبل، إن إنقاذ سفينة إيفر جيفن خلال 6 أيام كان متفردا فقرار تحريك السفينة بأسرع ما يمكنهم كان هو أهم الأولويات مضيفًا "في معظم عمليات الإنقاذ تكون الأولوية الأولى هي تأمين حياة من على متن السفينة وبعد ذلك يأتي التلوث والسيطرة على البيئة المحيطة".
وأضاف "الأولوية هي فتح قناة السويس ولذلك تم اتخاذ قرار ببدء الكراكات بخلخلة الرمال التي تراكمت في الجزء الأمامى الأيسر من السفينة وكذلك الجانب الأيمن من السفينة وتم اتخاذ القرار بإزالة الطمى حتى يتم العمل على استدارة السفينة في عكس اتجاه عقارب الساعة من أجل إدخالها إلى قناة السويس وتحريرها وكانت عملية إنقاذ غير تقليدية لأن السفينة كانت قابعة بشكل غير ثابت على أطرافها".
وعن عملية التفاوض قال المحامي خالد أبو بكر إن المفاوضات كانت تمتد أحيانا إلى 4 ساعات في أوقات متأخرة من الليل بشكل عنيف، وأحيانا يكون فيها صدام وشد وجذب: كنا نخرج من المفاوضات بلا عودة، ثم تعود بادرة أمل مرة أخرى لا سيما أن كل فريق كان يحافظ على حقوقه، والطرف الآخر يرغب في دفع أقل مبلغ ممكن..