في ذكرى الملحمة.. أبطال تعويم إيفر جيفن: تعاملنا مع جنوح السفينة كجنود بالجبهة يحمَون سمعة مصر
تحتفل مصر اليوم بذكرى تعويم السفينة إيفر جيفن، التي جنحت في ممر قناة السويس لمدة أسبوع، عام 2021، وأوقفت حركة السفن في الممر الملاحي الأهم في العالم، وتوقع العالم أن مصر لن تستطيع حل الأزمة وتوقعوا أن يستمر سد السفينة ممر القناة أشهر ووقتا أطول.
لكن العاملين والمسؤولين في هيئة قناة السويس، من أصغر عامل إلى أكبر مسئول رفضوا استمرار الأزمة طويلا وكانوا على قدر المسؤولية وعملوا على حلها بمساعدة جهات أجنبية، وواصلوا الليل بالنهار حتى تمكنوا من تعويم السفينة في 6 أيام فقط.
ونعرض فيما يلي قصص الأبطال العاملين في هيئة قناة السويس ودورهم في حل الأزمة.
17 ساعة عمل متواصلة يوميا
قال أحمد عزت، مسؤول الورشة الفنية بتحركات الإسماعيلية بهيئة قناة السويس، إن جنوح السفينة إيفر جيفن هو الأول من نوعه بالنسبة له، فحجم السفينة وحمولتها تشكل فعليا مدينة عائمة، لكن رغم ذلك لم ييأس عزت وزملائه وقرروا العمل حتى النجاح.
أضاف عزت، وهو صاحب أشهر صورة تداولت على مواقع التواصل الاجتماعي، أنه كان يعمل لمدة 17 ساعة متواصلة واقفا على قدميه دون راحة، مؤكدا أن روح الوطنية كانت دافعهم للعمل فالجميع رفض الحصول على إجازة حتى إنجاز مهمتهم بإعادة تعويم السفينة وخاضوا التحدي كجنود على الجبهة يدافعون عن سمعة مصر.
تعويم السفينة.. الدافع والحافز
اتفق محمد عبده، أحد مهندسي عملية السحب والتكريك مع عزت على أن الوطنية بجانب الإصرار والعزيمة على النجاح كانت هي الدوافع الأساسية لهم، مؤكدا أنهم تعاملوا مع الأزمة كأنهم جنود في حرب تدافع عن مصر.
وأوضح عبده أنهم لم يتوقفوا عن العمل لحظة، بل أنهم كانوا يعملون فوق طاقتهم حتى تعود القناة إلى العمل، مضيفا أنهم مع كل تحرك للمركب كانوا يرددون الله أكبر، مما أسهم في رفع الروح المعنوية لدى العاملين.
رغم ضآلة حجمها.. الكراكة مشهور البطل المجهول
القاهرة 24 تقصت بدورها الأوراق الرئيسية في إنجاح مهمة التعويم، والتقت وليد قناوي، كهربائي بالكراكة مشهور، والتي انتشرت صورتها بالكوميكس نظرا لضآلة حجمها أمام السفينة العملاقة، وأوضح أن دور هذا الحفار كان إزالة التكيسات الموجودة عند مقدمة السفينة على ضفة القناة، حتى تستطيع الكراكة إنجاز مهمتها.
وأوضح قناوي أن عدم إزالة تلك التكيسات وإتاحة مساحة كافية من الأرض أمام السفينة خلال دقائق قليلة من وقوع الحادث، من الممكن أن يسبب انهيارا رمليا كاملا ويسبب ميلا في أحد جوانب السفينة وانقلابها، ما يؤدي لإغلاق ممر القناة لأشهر.
عمليات السحب تمت بضوابط وآليات صارمة
إبراهيم علي، فني على القاطرة بركة 1، أوضح -بعد أن التقط أطراف الحديث- أن مشهد جنوح السفينة كان ضخما لأن مقدمتها تغوص في الرمال والمنطقة الصخرية، ورغم القيام بالعديد من عمليات، لكن التعامل مع إيفر جيفن كان صعبا جدا.
أوضح إبراهيم أن حمولة السفينة الكبيرة وصخرية الأرض وجنوحها بانحناء في وسط ممر القناة هي أهم أسباب صعوبة الأمر، فالتعامل مع السفينة في كل عملية شد كان يتم برفق شديد للغايةن ووفق ضوابط وآليات صارمة حفاظا على العاملين على إنجاز التعويم.
السفينة إيفر جيفن إمكانيات مذهلة
جنحت السفينة إيفر جيفن في ممر قناة السويس، في 23 مارس 2021، وأدى جنوح السفينة في الممر الجنوبي لقناة السويس؛ لتعطل حركة مرور السفن لمدة 6 أيام، وصلت خسائر القناة في اليوم الواحد في تلك المدة 15مليار دولار.
ويبلغ طول السفينة 400 متر وعرضها 59 مترًا، وتصل حمولتها الإجمالية حوالي 224 ألف طن، وجنحت السفينة في ممر قناة السويس أثناء رحلتها من الصين إلى ميناء روتردام في هولندا، وشارك في عملية التعويم عشرات من القاطرات والجرافات.
