شيخ الأزهر وحفظ النفس وغياب المسئولية
سَمعنا غَير مرَّة، عن أحاديث شيخ الأزهر عن حفظ النفس والمسئولية الفردية، سواء تجاه النفس أو المجتمع أو الدين، أو غيرها من القضايا الدنيوية والحياتية المهمة، التي يُعوَّل عليها كثيرًا؛ لاستمرار الحياة بشكل آدمي، وللأمانة، لعلَّنا التمسنا صدق شيخ الأزهر الجَليّ، الذي ميَّزهُ كثيرون، سواء من، نَظرة عَيْن، أو جَرَّة قلم، أو صوتٍ صادقٍ في حديثٍ متلفز، أو بَثٍِّ مباشرٍ بعيدٍ عن كواليس الإعداد والمونتاج.
ولعلي مثل كثير من المصريين، أنتظر فيضًا من نِعم المولى على الشيخ الطيب؛ ليوجه ويحفز أهل مصر نحو كل نافع؛ مثلما جرت العادة في مثل تلك الليالي المباركات المنتظرة.
ولكن، على الرغم من هذا التوجه والتوجيه، والجهد المبذول في ذاك المنحى؛ إلا أن غياب المسئولية وعدم الاكتراث، ربما يكون نِتَاجُه ما لا يُحمد عُقُبَاه، والشاهد هنا؛ هو زيارة، قمت بها كأب عادي؛ للاطمئنان على ابنتي في مدرستها بـ9 ش العزبة البحرية، بمنطقة حلوان، وهو معهد أزهري قديم ومعروف بالمنطقة، آثرت دراسة ابنتي به عن غيره.
وصُدمت حقيقة من التنظيم والإدارة للمعهد- خاصة أنها ليست الزيارة الأولى- إذ زُرْتُهُ سابقا، وشاء المولى، أن يختار مديرة المعهد سابقا إلى جواره؛ بعدما شاهدتُ حقيقة بأمّ عيناي، إبان وجودها، إدارة وتنظيما، حَفّزاني على استكمال دراسة ابنتي بالمعهد ذاته.
بينما المشهد الذي رأيته أول هذا الشهر ينبئ بأن هناك من يجدف -قصدًا أو سهوًا- عكس التيار، أو ربما لا يقوم بدوره كما ينبغي، حيث لم أصادف أحدًا ليعترضني كالمعتاد ليسألني عن وجهتي؛ كون المعهد يحوي أطفالا في عمر السبع والثمان سنوات وما دونهما، مما يستوجب متابعة على الأقل في أثناء وجودهم داخل المعهد؛ حفاظا عليهم من الغرباء، خاصة بعدما سمعنا مرارًا وتكرارًا مؤخرًا عن حوادث، وبالفعل حدثت حادثة أمام المعهد- كونه يقع على طريق تسير فيه سيارات ودراجات بخارية ليل نهار- وصَدَمَت إحداها طفلا، وكانت عناية المولى هي الحارس على حياة الطفل وحفظ حياته.
ولعل- على الرغم من كون الزيارة هذا الشهر، والموضوع حساس؛ كونه يمسني مباشرة-؛ إلا أنني ترددت في الكتابة عنه، وذلك لعدة اعتبارات، أود الاحتفاظ بها لنفسي، وربما أوضحتها فيما بعد.
المقصد والغرض أنني وددت دق الباب نحو التزام المسئولين، كُلٌ في مكانه، بالتوجهات العامة وضوابط العمل، أو قُلْ: المهنية، أو الوازع، أو الضمير، أو كما يحلو لأي فرد تصنيفه، خاصة إن كانت في مجال التربية والتعليم؛ من أجل غد أفضل، ومن أجل أن نقي آباءً وأمهاتٍ، حسرات القلب بالمصاب في فلذات الأكباد، وكل عام وشيخنا الطيب، ومسئولي وطلاب التعليم الأزهري المصري بخير، وقراء القاهرة 24 بخير ويمن وسعادة وبركة.