جراتسياني في ليبيا.. كيف تأثر السفاح بفلسفة ميكيافيللي في سفك الدماء؟
تحل اليوم ذكرى وصول رودولفو جراتسياني، السفاح الإيطالي وأحد أبرز مرتكبي جرائم الحرب ضد الإنسانية إلى ليبيا، ليتولى الحكم العسكري هناك، ويقمع المقاومة الليبية بقيادة عمر المختار.
تحققت أحلام جراتسياني على قدر الدماء التي سفكها، حيث تدرج في المناصب بدءا من كونه ضابطا صغيرا ليصل إلى أعلى المناصب، وعندما وصل إلى ليبيا كان برتبة عقيد، وكانت ترقياته في صورة مكافآت له على المجازر التي يرتكبها، وأصبح أحد أهم الشخصيات في إيطاليا الفاشية.
فلسفة السفاح
وكما أن لكل إنسان فلسفته في الحياة، فإن لكل سفاح فلسفته أيضا، وانطلقت فلسفة السفاح جراتسياني، من اعتناقه لفلسفة ميكيافيللي الفيلسوف الإيطالي وأحد أهم المنظرين للمذهب النفعي، خصوصا في عالم السياسىة، لذلك كان جراتسياني يفتخر ويتباهى بأعماله الوحشية، ويبرر أعماله للوحشية مرددا ما قاله ميكافيللي، كي يحتفظ الأمير بهيبته عليه ألا يعبأ بعار القسوة.
ضمير ميت
لا ضمير يوخز جراتسياني على ما يرتكبه من فظائع، فقد أماتت مشاعره مشاهد الدماء فتحول إلى وحش يتلذذ بدماء الأبرياء، لذلك يعترف في كتابه برقة هادئة أن ضميره لم يؤنبه للحظة واحدة عن أعماله الدموية، ولم يحدث أن نام لليلة هانئة، مثل الليلة التي يكون قد راجع فيها ضميره، فيما يقولونه عن قسوته ووحشيته.
واستطاع جراتسياني، كسر المقاومة الليبية وساعدته الظروف وتفوق القوة العسكرية، على القضاء على شيخ المجاهدين عمر المختار وشنقه، لكن تظل ذاكرة التاريخ تلاحقه بالعار والخزي إلى الأبد.