هل تتسبب الترميمات الجديدة بمسجد الحسين في حذفه من سجل الآثار الإسلامية؟ | صور
بدأت مؤسسة «مساجد لتطوير مقامات آل البيت» في ترميم مسجد الحسين، بعد توقيع بروتوكول مع وزارة الأوقاف ونقابة الأشراف، بمبلغ 150 مليون جنيه مبدئيا، غير أن رواد السوشيال ميديا وجهوا لها انتقادات كثيرة، واتهموها بأنها ستتسبب في إخراج المئذنة الفاطمية وقبة مسجد الحسين من سجل الآثار الإسلامية.
ووجّه عدد من متابعي الآثار والمعمار المصري انتقادات للمؤسسة بسبب أعمال تطوير ودهانات المئذنة الفاطمية والقبة بمسجد الحسين، منها ألوان الدهانات المخالفة لدهانات المعمار الإسلامي القديم، بجانب وضع بعض مخارج التهوية والتكييفات على القبة، وذكر البعض أن أعمال الترميم ينبغي أن تعيد الأثر لوضعه الأثري القديم دون تغيير.
القاهرة 24 أجرى جولة ميدانية في محيط مسجد الحسين للوقوف على طبيعة وحجم هذه الترميمات.
تكييفات تخترق المئذنة
شملت أعمال التطوير القائمة حاليًا بالمسجد أعمال داخلية وأخرى خارجية، وركزت الأعمال الخارجية على تطوير المئذنة الفاطمية والباب الأخضر ودهان المئذنة والقبة باللون السكري.
وكشف مصدر مطلع على ملف الآثار لـ القاهرة 24، أنه لا بد أن تكون هناك أكواد معينة ومعايير للترميم وليس دهانات، وهذه الدهانات ربما تتسبب في خروج المسجد من عداد الآثار الإسلامية، والدهانات خطأ كبير للآثار المسجلة ضمن القطاع.
ضم الحديقة الأمامية لمحيط المسجد
ضمت المؤسسة الحديقة الأمامية أمام المسجد إلى المحيط الأمامي لمسجد الإمام الحسين؛ وضمت ساحة المسجد الخارجية القديمة الحديقة سالفة الذكر لتوسعة الساحة الخارجية، بالإضافة لإحاطة الساحة الجديدة بأسوار حديدية، كما يجري العمل على تجديد دورات المياه التابعة لمسجد الحسين، وبناء دورات مياه أخرى تحت الأرض لخدمة رواد المشهد الحسيني.
بجانب أعمال التطوير الخارجية شملت أعمال تجديد ساحة المسجد إزالة الأرضيات وتغيير الرخام ودهانات الحوائط، بالإضافة إلى تركيب نجف حديث ذهبي اللون، بجانب تطوير أعمدة المسجد الرخامية، واقتصر تطوير ضريح الحسين على دهان الشريط الكتابي على أبواب الضريح باللون الأسود بدلا من ترميم اللون الأزرق العثماني لأبيات الشِعر على الأبواب، بسبب أن مقام الإمام تم تجديده منذ فترة بسيطة، وتمت إضافة قبة من الذهب للمقام.
وقال علي أبو زيد، لـ القاهرة 24 أحد أتباع الطريقة الرفاعية إحدى الطرق الصوفية، إن الحديقة الأمامية للمسجد كانت تشغل المساحة الخارجية للمسجد دون فائدة، بجانب معاناة ضيوف السيد الحسين في أوقات المولد النبوي، ومولد الحسين من وجود أماكن للاستراحة، كذلك الحد من الازدحام في أوقات صلاة الجمعة وصلاة العيدين، مضيفًا أن تطوير الساحة وإزالة الحديقة يعطي مساحة أشمل وأكبر لاستيعاب الأعداد والوفود.
المئذنة الفاطمية والباب الأخضر
المئذنة الفاطمية والباب الأخضر الذي يوجد بجوار القبة إلى جانب القبة هي فقط الأجزاء المسجلة كأثر من المسجد، أما باقي المسجد فهو غير مسجل في عداد الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بوزارة السياحة، والسبب يرجع إلى تعدد التدخلات وأعمال الصيانة والتطوير والإضافات في عصور لاحقة وسابقة عن العصر الحالي.
وحسب المنشورات والأوراق الرسمية أكدت أن الأثر من المشهد الحسيني هو الأثر رقم 28، ويشمل باب المشهد الحسيني أو الباب الأخضر والمئذنة الفاطمية، حيث أنشئ عام 549 هجريًا الموافق 1154 ميلاديًا، في أيام الخليفة الظافر بأمر الله، وتجدد بناؤه في أيام عباس الأول وإسماعيل، ولم يبق به من آثار العهد الفاطمي إلا الباب الأخضر، وأما قاعدة مئذنته فهي من عمل ابن القاسم السكري سنة 633 هجريًا الموافق 1235 ميلاديًا، وتتميز المئذنة بالزخارف الأيوبية التي لم يبقَ منها من آثار عمارة عبد الرحمن كتخدا سنة 1185 هجريًا الموافق 1861 م، بالمشهد سوى القبة والجزء العلوي من مئذنة الباب الأخضر، كما جددت واجهته الشرقية والجنوبية في السنوات الأخيرة.
الأوقاف: متخصصون يجرون عمليات الصيانة
من جانبه قال الدكتور عبد الله حسن، المتحدث الرسمي باسم وزارة الأوقاف، إن عمليات الصيانة والترميم التي تتم داخل مسجد الحسين الآن، تجري على أعلى مستوى من الدقة والأفضلية، وتتم بأيدي أفضل المهندسين المتخصصين في مثل هذه الأعمال.
وطمأن المتحدث باسم وزارة الأوقاف، محبي آل البيت ورواد مسجد الإمام الحسين، مبينا أن أعمال الصيانة والترميم بالمسجد، تتم على أعلى مستوى وبأعلى درجات الدقة كذلك.