80 مليار جنيه تكلفة استهلاك المصريين للطعام في شهر رمضان.. مبادرات مجتمعية للحد من الهدر
يرتفع استهلاك المصريين من الطعام خلال شهر رمضان، ما يتبعه هدر لكميات كبيرة من الأطعمة بشكل شبه يومي، ويصل استهلاك المصريين من الطعام في شهر رمضان إلى 80 مليار جنيه مقابل 50 مليار جنيه في الشهور الأخرى، وفق تصريح إبراهيم عشماوي، مساعد أول وزير التموين ورئيس جهاز تنمية التجارة الداخلية.
وأشار تقرير صادر عن منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة إلى أن الطعام المهدر هو أكبر مكون لسلال النفايات، فنحو 45%: 55% من إنتاج الفواكه والخضراوات في جميع أنحاء مصر يتم إهداره، فضلًا عن إلقاء الطعام من المطاعم والأهالي في سلة المهملات بشكل منتظم.
وحاول عدد من الأفراد طرح مبادرات مجتمعية تهدف للتوعية ومحاولة إيجاد حلول عملية للتقليل من حجم الطعام المهدر، ونجحت تلك المبادرات في الوصول للجمهور، وتحقيق أهدافها بإيقاظ الوعي عند الأفراد بطرق الحد من هدر الطعام.
ونعرض فيما يلي مبادرات مجتمعية تهدف للحد من هدر الطعام.
تطبيق تكية
أطلقت منة شاهين مشروعها تكية، عام 2018، الذي يهدف للحد من ظاهرة هدر الطعام، حيث لاحظت الشابة في أثناء زيارتها لعدد من البلدان حول العالم إهدار مليارات الأطنان من الأطعمة في الفنادق والمطاعم، ما دفعها للبحث حول الأمر؛ حتى وصلت لإحصائية تقول إن ثلثي الغذاء في العالم ينتهي به الأمر إلى سلة المهملات.
وتكية هو تطبيق مجاني غير هادف للربح، يُجمع الطعام السليم المتبقي من المطاعم والفنادق ويتيح لمستخدميه شراءه بنصف ثمنه، فضلًا عن كونه حلقة وصل بين المطاعم والفنادق ومنظمات المجتمع المدني التي تتولى مهمة توزيع الطعام على الفقراء والمحتاجين.
تقول منة إن هدفها من التطبيق هو القضاء على الجوع والحفاظ على البيئة، فمصر تعد واحدة من أكبر البلاد المهدرة للطعام في العالم؛ ما يسبب ضغطا على البيئة نتيجة لانبعاثات أكسيد الكربون، فضلًا على أن هدر الطعام يؤدي لفقدان الدخل، فمقدم الخدمة الذي يمتلك فائضا كبيرا من الطعام لا يستطيع بيعه أو الاستفادة منه، إضافة لحصول عملاء الفنادق على وجبات مرتفعة عن مستوى دخلهم.
وحاز التطبيق على جائزة الشركات العالمية الناشئة في فئة المرأة والتكنولوجيا، وهي أكبر مسابقة للشركات الناشئة المستقلة، عام 2021، ونافس التطبيق مع 7500 مشارك من 55 دولة في فئات مختلفة.
بنك الطعام المصري
لم تكن مبادرة تكية هي الأولى في العمل الهادف للحد من هدر الطعام، فبنك الطعام المصري بدأ عمله على أرض مصر قبل 15 عامًا، مستهدفًا القضاء على الجوع، وفق تصريح للدكتور معز الشهدي، الرئيس التنفيذي والعضو المؤسس لشبكة بنوك الطعام الإقليمية.
وأضاف الشهدي أن فكرة البنك بدأت عن طريق مجموعة من رجال الأعمال الذين تجمعوا تحت هدف واحد وهو القضاء على الجوع، وليس توفير الطعام للجائعين فقط، فاتجهوا لعمل مؤسسة خدمية تدار بنفس أسلوب الشركات المحترفة.
وتحولت الفكرة لكيان خيري كبير هدفه القضاء على الجوع تحت اسم بنك الطعام المصري، ويوجه خدماته لجميع المحافظات المصرية، ثم يتحول بعد ذلك لبنك دولي له فروع في عدة دول عربية وأجنبية، ويهدف البنك لإقامة بنوك للطعام في دول جديدة خلال الفترة القادمة.
ويعد أهم المحاور التي يعمل عليها البنك، وفق ما هو منشور على موقعه الإلكتروني، هو التوعية بعدم إهدار الطعام، وذلك من خلال توقيع بروتوكول تعاون مع غرفة المنشآت الفندقية؛ لعدم هدر الطعام الفائض السليم من الحفلات، وتعبئته في أطباق فويل وتوزيعه على المحتاجين في المنطقة المحيطة بالفندق.