الإثنين 18 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

أصوات شعرية | مصطفى صادق الرافعي.. الأديب الشاعر

مصطفى صادق الرافعي
ثقافة
مصطفى صادق الرافعي
الجمعة 01/أبريل/2022 - 10:41 ص

يعد مصطفى صادق الرافعي معجزة الأدب العربي، إذ إنه الشاعر الذي حث الأمم على استنهاض عزيمتها، وصاحب الإرادة القوية والعزيمة الصادقة، والأديب الذي فهم الحياة مبكرًا وكتب عنها.

كما يعد مصطفى صادق الرافعي من أبرز الشعراء المحافظين الذين لم يجددوا في الشعر العربي، غير أنه كتب في معظم فنون الأدب نثره وشعره، وتفوق بها، رغم أنه لم ينل إلا الشهادة الابتدائية ولم يكمل تعليمه بعدها.

وُلد الرافعي لأسرة بسيطة، حيث كان والده قاضيًا شرعيًا وأمه ربة منزل، ونشأ في مدينة طنطا لمحافظة الغربية نشأة جيدة، فحفظ القرآن الكريم منذ صغره وأتقن الكتابة والقراءة، ثم غدا يقرأ ويبحث في علوم اللغة بعدها حتى صار لنا الرافعي.

وانصرف مصطفى صادق الرافعي عن الشعر إلى النثر، حيث إنه اعترض على تقيد الشعر العربي بالوزن والقافية، فتركه واتجه الاتجاه النثري في الكتابة قائلًا: إن في الشعر العربي قيودًا لا تتيح له أن ينظم بالشعر كل ما يريد أن يعبر به عن نفسه، وهذه القيود هي الوزن والقافية.

وصدرت لـ الرافعي عدة مؤلفات منها: حديث القمر، المساكين، تاريخ آداب العرب، السحاب الأحمر، رسائل الأحزان، وحي القلم، أوراق الورد، تحت راية القرآن، كما أنه له ديوانًا يتكون ن ثلاثة أجزاء، بجانب ديوانه النظرات.

تمايل دهركِ حتى اضطرب.. الرافعي يخاطب مصر معبرًا عن حبه الشديد لها قائلًا:

تمايلَ دهرُكَ حتى اضطربْ
وقد ينثني العطفُ لا من طربْ
ومرَّ زمانٌ وجاءَ زمان
وبينَ الزمانينِ كلُّ العجبْ
فقومٌ تدلوا لتحتِ الثرى
وقومٌ تعالوا لفوق الشُّهبْ
لقد وعظتنا خطوبُ الزمان
وبعضُ الخطوبِ كبعضِ الخطبْ
ولو عرف الناسُ لم تهدهمْ
سبيلَ المنافعِ إلا النوبْ
فيا ربَّ داء قد يكونُ دواءً
إذا عجز الطبُّ والمستطب
ومن نكد الدهر أن الذي
أزاح الكروب غدا في كُرَبْ
وإن امرءًا كان في السالبين
فأصبحَ بينهُمُ يستَلبْ
ألست ترى العربَ الماجدين
وكيفَ تهدمَ مجد العربْ
فأينَ الذي رفعتهُ الرماح
وأين الذي شيدتهُ القضبْ
وأين شواهق عزٍ لنا
تكادُ تمسُّ ذراها السحبْ
لقد أشرقَ العلم لما شرقنا
وما زال يضؤل حتى غَرَبْ
وكنا صعِدنا مراقي المعالي
فأصبحَ صاعدنا في صببْ
وكم كان منا ذَوو همةٍ
سمتْ بهم لمعالي الرُّتبْ
وكم من هزبرٍ تهزُ البرايا
بوادرهُ إن ونى أو وثبْ
وأقسمُ لولا اغترارُ العقول
لما كفَّ أربابها عن أربْ
ولولا الذي دبَّ ما بينهم
لما استصعبوا في العلا ما صعب
ومن يطعم النفس ما تشتهي
كمن يطعمُ النار جزلَ الحطبْ
الا رحمَ اللهُ دهرًا مضى
وما كاد يبسمُ حتى انتحبْ
وحيى لياليَ كنا بها
رعاةً على من نأى واقترَب
فملكًا نقيل إذا ما كبا
وعرشًا تقيمُ إذا ما انقلب
سلوا ذلكَ الشرق ماذا دهاه
فأرسلهُ في طريق العطبْ
لو أن بنيه أجلوا بنيه
لأصبحَ خائبهم لم يخبْ
فقد كانَ منهمْ مقرُّ العلوم
كما كان فيهم مقرُّ الأدب
وهل تنبتُ الزهرُ أغصانهُ
إذا ماءُ كلِّ غديرٍ نضَب
وكم مرشدٍ بات ما بينهم
يُسامُ الهوانَ وسوء النصب
كأن لم يكن صدرهُ منبعًا
لما كانَ من صدرهِ ينسكبْ
ومن يستبقْ للعلا غايةً
فأولى به من سواه التعبْ
وليس بضائرِ ذي مطلبٍ
إذا كفهُ الناسُ عما طلبْ
فكم من مصابيحَ كانت تضيء
بين الرياحِ إذا لم تهبْ
وما عِيْبَ من صدفٍ لؤلؤٌ
ولا عابَ قدْرَ الترابِ الذهبْ
بني الشرقِ أينَ الذي بيننا
وبينَ رجالِ العلا من نسبْ
لقد غابتِ الشمسُ عن أرضكم
إلى حيثُ لو شئتُم لم تغبْ
إلى الغرب حيث أولاءِ الرجال
وتيكَ العلومِ وتلك الكتبْ
وإن كان مما أردتم فما
تنال العلا من وراءِ الحجبْ
فدوروا مع الناسِ كيف استداروا
فإن لحكم الزمان الغلبْ
ومن عاند الدهر فيما يحب
رأى من أذى الدهرِ ما لا يُحبْ

تابع مواقعنا