مقالب الفنانين في كذبة أبريل تتسبب في إنتاج أغنية وفيلم وحوار صحفي
جملة كذبة بيضة تترد كثيرًا على الألسنة مع بداية شهر أبريل، وللفنانين حكايات عديدة مع كذبة أبريل المُتحلية بروح الدعابة، ولكن منهم مَن يخرج عن النص، ومع نهاية كل كذبة نتعرف على شخصية كل فنان من خلال رد فعله أو طريقة حبكته للأكذوبة، ونكتشف أوجه جديدة لنجوم جيل الستينيات والسبعينيات خلال السطور الآتية:
كذبة أبريل تتحول لأغنية
استقرت المطربة اللبنانية الراحلة صباح في القاهرة بفترة الستينيات بشكل دائم لعدة سنوات وفقًا لما نشرته مجلة الشبكة اللبنانية عام 1980، وأراد الملحن عفيف رضوان أن يداعبها مع بداية شهر أبريل، فأرسل لها برقية من لبنان يؤكد خلالها أنه أعد لها لحنًا يكون مفاجأة الموسم وسيفوق كل ما تغنت به في مشوارها، فحزمت حقائبها وتوجهت لبيروت، وعندما قابلت الملحن عفيف وسألته عن اللحن، أشار لها بيديه على التقويم المعلق على الحائط فأدركت أنه بداية أبريل وأّذهلت من سجيتها.
فأخبرها الملحن عفيف رضوان ضاحكًا أنه اضطر لتدبير تلك الحيلة لأنها الطريقة الوحيدة التي يضمن بها حضور الشحرورة إلى لبنان بتلك السرعة، فهو يريدها حضور حفلة كبيرة يتولى تنظيمها، فابتسمت صباح واقترحت له أن يكون مطلعًا لأغنية، وقد كانت “أبو سمرة زعلان”، وتغنت بالآتي: أبو سمرة زعلان ليش.. أبو سمرة حردان ليش.. أبو سمرة والله زعلان.. رايح جايي ومش سألان.. بقوله بحبك بيقللي.. هاي كذبة أول نيسان.
وعد لم يتحقق
وصف الفنان فريد الأطرش صديقته الفنانة فاتن حمامة بـ الشخصية المرحة وكثيرًا ما تخلط المزاح بالكذب، وذات يوم وعدته بأن يجمعهما عملًا، وسرد تفاصيل القصة لمجلة الكواكب عام 1952، مشيرًا إلى أنهما عندما جاءت سيرة ذلك العمل بعد مرور عام على تلك الواقعة أوضحت له أنها كانت أكذوبة أبريل وانطلت عليه لأنه شخص طيب.
فرد عليها ضاحكًا، أنها ليست الوحيدة التي تكذب ولكنه غير متقن ولا تنطلي على غيره، وقال لها: ذات يوم كذبت في أوراق رسمية من أجل إنقاذ أحد أصدقائي ولكن طُلب مني أن أقسم على أنني أقول الحقيقة، فاضطررت بالاعتراف بأنني كذبت من أجل مصلحة صديقي.
رشدي أباظة يقع في الفخ
انطلت أكذوبة على الفنان رشدي أباظة، حيث قصت مجلة الشبكة اللبنانية عام 1967، أنه ذات يوم مع بداية شهر أبريل، أخذت تبحث معجبة تُدعى زينات كثيرًا على طريقة تصل بها للتعرف عن قرب على نجمها المفضل رشدي أباظة، فأحكمت خطة وتوجهت لمكتبه، وعرفته بنفسها على أنها صحفية لإحدى الصُحف اللبنانية، وسردت للمجلة تفاصيل الحوار، مشيرةً إلى أنها سألت عن كل ما يدور بذهنها بشأنه موضحةً أنه شعر بأن طريقتها ليست الطريقة المعهودة في طرح الصحفيين للأسئلة، وانتهت المقابلة دون أن يعلم بحقيقة هويتها، وفور عودتها للمنزل، تحدثت زينات مع صديق لها يعمل في صحيفة فرنسية تدعى “جورنال دي جيبت” وكتب به تفاصيل ذلك اللقاء تحت عنوان “كذبة أبريل”.
وقالت زينات للمجلة، إنه حتى بعد نشر ذلك النبأ بالجريدة أصر على مهاتفة صديقها الصحفي للتأكد من حقيقة الواقعة، وتبين له أنها أكذوبة في نهاية المطاف.
مَن حفر حفرة لأخيه وقع فيها
روت الراقصة هاجر حمدي خلال ندوتها في مقر مجلة الكواكب عام 1953، أنها تحب مداعبة أصدقائها كثيرًا، واختارت في تلك المناسبة صديقتها الفنانة مديحة يسري، فهاتفتها وأبلغتها أن صديقة لهما عزمتهما على قضاء يومًا مرحًا عزبة لها تبعد بضعة أميال عن محافظة الجيزة، وقالت هاجر: كنت مطمئنة إلى أنها لن تكشف الكذبة وذهبت في الموعد المحدد إلى الجيزة وانتظرت أراقب الطريق الذي يؤدي إلى طريقة العزبة التي وصفت طريقها لمديحة، ومرت ساعات على هذا الوضع، ولم تظهر سيارة مديحة، فاضطررت العودة إلى المنزل، واشتد غيظي عندما رن جرس التليفون واعتذرت لي سيدة وأبلغتني أنها تركتني أتحدث معها على أساس أنها مديحة يسري وذلك لأنها معجبة بي وأحبت سماع حديثي، واتضح أنني أخطأت في رقم الهاتف فطلبت، ووقعت في الفخ والكذبة التي نصبتها لمديحة يسري.
كذبة أدت لقطيعة
أفصح الفنان عماد حمدي عن تفاصيل أكذوبة له في شهر أبريل خلال عدد خاص عن الكذب لمجلة الكواكب عام 1953، وقال: تصادف في إحدى السنوات أن جاء أول أبريل وكان لدي موعد سهرة مع صديقي، فأخبرته أن شقيقه عزمني على سهرة في منزله، وأكد لي أنه لا يعرف شيئًا عن تلك العزومة، وتظاهرت بالأسف لهذا العقوق الأخوي والتجاهل، وسمعت فيما بعد أن كذبتي كانت سببًا في خصام وقطيعة الأخوين ولم ينته سوى بعدما تدخلت واعتذرت لحل الأزمة.