عمرو خالد: ضغوط الحياة تمنع المجتمع من تقبّل المعاني الروحية.. والإحسان يعالج الإحباط واليأس |حوار
قال الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي، إنه سيقدم برنامج حياة الإحسان خلال شهر رمضان، موضحا أن الإحسان هو المفتاح لكل شيء، في ظل الأزمات التي يعاني منها الناس، سواء من الإنهاك المادي أو المعنوي، مع الحاجة إلى وضع اختيارات في الحياة، يكون على رأسها أن يخرج الشخص أفضل ما عنده، بصرف النظر عن النتائج، وأن الله لا يضيع أجر من أحسن، عملا وكذلك لا يوجد ضمان في الحياة بنسبة 100%، إلا مع الإحسان، لأنه ذُكر في القران 4 مرات، ويجب علينا أن نعمل وفقا للمتاح، حتى يفتح غير المتاح.
وأضاف الداعية الإسلامي، خلال ندوة موقع القاهرة 24، أن الـ 30 حلقة في شهر رمضان، تتناول كل حلقة منها أزمة من أزمات الحياة، من التردد وعدم القدرة على اتخاذ القرار، ومعالجة هذا الأمر عن طريق الإحسان، وليس هذا فقط، ولكن من خلال ربطة بعلم النفس والواقع، وكيفية التعامل مع الشخصيات الصعبة وفن التعامل معها، موضحا أن البرنامج يتناول 30 فكرة للتعامل مع 30 أزمة، منها الهم والحزن والغم والكرب، كل فكرة على حدة، فالهم يتكلم عن المستقبل والحزن، وعن الماضي، أما الغم فيتحدث عن الحاضر والكرب والثلاثة مجتمعين.
وأوضح خالد، أن البرنامج ازداد صعوبة مع الأزمة العالمية جراء للحرب الروسية الأوكرانية، وكيفية الوصول للإحسان ليست كلمة سحرية، إنما حالة روحية من 7 خطوات، في 7 منازل روحية، فيها التقوى والتسليم والرضا، والتوكل والحب، وهو حديث القران الكريم، وربط الإحسان بالصفات السابقة، وفكرة الذكر ومعايشة حالة روحية يوميا، في مكان جميل، ليتفاعل الفكر مع اللسان والعقل، ليعيش الإنسان الحالة الروحية، التي يحدث معها السكون، وهو الذي سينعكس على إنتاج الفرد، فالأزمات الداخلية تمنع عن الإنتاج.
7 منازل روحية
وأشار الدكتور عمرو خالد، إلى أن البرنامج تركيبة تجمع بين 7 منازل روحية، وفكرة الذكر، وعلم النفس الإيجابي وصفه الله في أكتر من موضع في القرآن الكريم، ووضعه كطريقة حياة، حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم، جعلها أسماء لأحفاده، اختار الحسن والحسين والمحسن، فهمي سميت الحسنات لأن الإحسان يكون بأفضل ما لديك، مبينا أن أصل أزمتنا الحالية، هو أننا أمة لا تحسن، فهي كانت متفوقة، عندما كانت تخرج أفضل ما لديها إتقانا وعملا وإبداعا، وليس التدين بالقوة التي تنتج المتشددين، كما أن التدين ليس بالكم الكبير من العبادات.
وتابع خالد: الإحسان حلاوة وروح، وإحساس وتذوق، وبالتالي فأنت فقدت الدينامو اللي كان بيطلع أشخاص مبدعين، لأن الشخص يمنح أفضل ما عنده، ليس من أجل الماديات أو شيء آخر، ولكن لأنه يحصل على المقابل من طرف آخر، وهو أن تعبد الله كأنك تراه.
وتابع: جاءت عليا أزمة حرب وأزمة مادية وأزمة أبنائي، ولكن ينبغي للشخص أن يستكمل طريقه، ولا ينظر لأي شيء آخر، ومشكلة العلاقات الإنسانية أنك تنتظر ردة الفعل من الغير، اشتغلت أكثر فأين المقابل، لكن أنا أنتظر من طرف آخر هو سيعوضني، الإحسان خلطة تقدر تنجح بلادنا وتقوفنا على أرجلنا، وتعالج الخوف واليأس، تخيل 1% من المصريين، يطلعوا أفضل ما عندهم بعد سنة هنبقى في مكان تاني، الإحسان هو لب الدين الإسلامي.
عمرو خالد: الإحسان دينامو الحياة
وأضاف خالد: المسلمين خلال السنوات الماضية، كانوا مدركين إن الاحسان هو الدينامو، ولكنهم فقدوه آخر 200 سنة.. المسلمين كانوا يتعاملون بالإحسان.. كان الشخص يأتي للعمل، فيسألوه ماذا تحسن يا فتى؟ فيرد عليه: أرني؟.. ويراقب في حسن الخلق، ولكن نفتقد هذا الأمر في الوقت الحالي.. وجزء كبير في برنامجي يتعلق بإحياء الإحسان.
وحول اختيار الشباب المشاركين في البرنامج، قال عمرو خالد: الشباب هم النقطة الأساسية، فمع نهاية كل عام، يتم تدشين مسابقة لاختيار الشباب المتطوعين للمشاركة في البرنامج، ليرسل الشباب فيديو مدته دقيقتين، من أجل تقييمه، وتقدم بالفعل 1000 شخص، وقع الاختيار على 100 منهم، وتمت تصفية العدد لـ50 ثم 20 وأخيرا 10، من مختلف دول العالم العربي، والشرط الأساسي في الشباب هو النجاح والكفاح، ولأول مرة يوجدة في البرنامج محجبات وغير محجبات، حتى أن غير المحجبات لديهم روح إيمانية غريبة، ويشارك أيضا فريق السيدات لمنتخب المغرب في التنس.
مشاركة الشباب في برنامج حياة الإحسان
وأردف الداعية الإسلامي: التقيت الشباب للمرة الأولى في التصوير، وكانت هناك لجنة مشكّلة لاختيار الشباب، وعندما ظهرت منذ 20 سنة، كانت المرة الأولى التي يظهر فيها شخص بهذا الشكل، ويشارك الشباب مشاركة حقيقية، وليس كومبارس.
واستطرد: كل حلقة لها بطل من الشباب.. وهناك مثال حي للشباب المشاركين: عبد الله من الأردن، شاب كفيف، يتحدث 4 لغات: فرنساوي وألماني وإسباني وعربي، وحاصل على شهادة الدكتوراه، ويعمل مترجما للغة الإسبانية، وهو بطل الحلقة الأولى في البرنامج، ويظهر أيضا شباب مشابهين لنا.. مش أنا البطل أنا بطرح فكرتي، بس هما يقولوا كمان، وهناك جزئية مهمة، أن أتحدث في الطبيعة، وليس داخل استوديو والتكلفة أقل من الاستوديوهات.
وتابع: صعوبات الحياة وكيف نواجهها تحتاج لإيمان بأن جهدي لن يضيع.. لا تنظر لتفاصيل الأحداث، انظر لنفسك وأحيانا ربنا يقلب الأحداث، حتى تقتنع بأنها ليست من شأنك.. وتحتاج لنفس طويل والصبر، وهناك إله لن يضيع جهدك، ووسط الأزمات هناك فرص، فلا توجد أزمة دون فرص، ولكن تختلف من إدراك الشخص للفرص وعدم إدراكه.. لا فاعل للكون إلا الله، الأحداث هي توليفة فيها جزء روحي، وجزء إصرار وعرق.. شباب كثير يستسهل الربح السريع، ولأن الدنيا خداعة، يجد نفسه يتربح بشكل سريع، فلا يلتفت أحد منكم، وامضوا حيث تأمرون، البرنامج يجيب على جميع الأسئلة في هذا الشأن.
عمرو خالد وضع آلية، خلال حديثه لـ القاهرة، للتعامل مع شهر رمضان، قائلا: إحنا في حالة عدم وعي وعدم شعور بالشيء، نأكل ومشغولين في شيء آخر، وكذلك في الأمور الدينية.. الصلاة تزيد الوعي، اخرج بره الزمان والمكان ليزيد الوعي، فكرة الوعي في رمضان خطيرة، نصيحتي في رمضان زود الوعي، لأنه كلما زاد الوعي يحدث التذوق للمعاني، التي توصلك للإحسان كأنك ترى الله.. والنبي قال ليس للرجل من صلاتة إلا ما عقل منها.. عيش اللحظة وما دام الشخص يعيش في الماضي والمستقبل يفقد الحاضر.
وأضاف خالد: من يرغب في إرضاء الله، في شهر رمضان، يفعل ما شرع من خلال الصيام، فالعبادات في الإسلام معللة، ومن بينها الصيام، والذي شرع من أجل التقوى.. 30 يوم تقوى.. والقرآن يقول اتقو الله قدر ما استطعتم، ومن يتخذ هذا القرار حياته ستتغير.. أنصح بأربعة أشياء في شهر رمضان، ورد في الاستغفار والحمد.. وغير التراويح ركعتين أو 4 في الليل بينك وبين الله.. دعاء.. إطعام الطعام.
وأردف الداعية الإسلامي: أن تعبد الله كأنك تراه فيها بعد صوفي.. والبعد الصوفي فيها هو البعد الروحي الجميل.. ازاي نصل بها لاحتياجاتنا في الحياة، وأحاول أن أؤكد أننا ممكن نعيش بالفعل بتلك المعاني.
عمرو خالد: ضغوط الحياة تمنع المجتمع من تقبل المعاني الروحية
وحول الأسباب التي تعيق المجتمع عن تقبل المعاني الروحية، اختتم الداعية الإسلامي الدكتور عمرو خالد، بأن ضغوط الحياة تفقد الانسان الوعي ومخاوف المستقبل وآلام الماضي تفقد الحاضر.. أنت مش موجود في دماغك العديد من الهموم، وتكون النتيجة إن مساحة الحاضر في حياتك تقلص دور العبادة، وأنها تمنح المساحة للحاضر، لأنك تعيش مع الله خارج الزمان والمكان، وهذا كلام علمي بضرورة أن يبحث الشخص عن شيء من أجل توسعة الحاضر.