إصحى يا نايم وحد الدايم.. المسحراتي حكاية مصرية عمرها أكثر من 100 عام في المنيا
المسحراتي حكاية شعبية مصرية عمرها أكثر من 100 عام، ومستمرة حتي وقتنا الحالي في حواري وشوارع مصر عامة ومحافظة المنيا خاصة، تظهر تزامنًا مع بدء حلول شهر رمضان الكريم حتي يستيقظ الأهالي علي أنغام الطبول الراقية والمحببة لديهم التي ينتظرونها كل عام، هو الرجل الذي يمتلك صوت مميز ورنان يتألق في الساعات الأخيرة من الليل قبل أذان الفجر، الذي يعلن بدء صيام يوم رمضان.
حكاية مصرية عمرها أكثر من 100 عام
قال العم محمد جمعة المسحراتي، أن هذه العادة موروثة من الآباء والاجداد وموثقة مثل العادات والتقاليد خاصة في الصعيد، والمسحراتي حكاية مصرية عمرها اكثر من 100 عام ومرتبطة بشهر رمضان الكريم من كل عام، مشيرًا أن كافة المواطنين داخل محافظة المنيا ينتظرون سماع صوت المسحراتي للاستيقاظ لتحضير السحور، وسماع أسمائهم عندما ننادي بها بنغمات الطبول المختلفة.
وأضاف العم جمعة، أن عمرة 70 عاما، لدية 2 من الأبناء، وورث هذه العادة من الاب منذ أن كان يبلغ 10 أعوام، والذي كان معروف لدي كافة الأهالي بسبب تجواله بكافة الشوارع والحارات والازقة ليدق الطبول وسط فرحة عارمة من الأطفال، التي كانت تتجمع حولة وترقص علي أنغام الطبول، موضحًا أن أبنائه يخرجون معه كل ليلة من ليالي رمضان ليكونوا من بعده عندما تصعد روحة إلى المولي عز وجل.
واستكمل العم جمعة حديثة الممتع، أن من أهم مظاهر الاحتفال بشهر رمضان الكريم هو المسحراتي، الذي يستمر علي مدار الشهر كل يوم في نفس التوقيت يردد كلماته " اصحي ينايم وحد الدايم "، ويواصل بعد ذلك بصوت عالي أسماء الأهالي الكائنين بالحارة أو الشارع المتواجد فيها.
واختتم العم جمعة، بأن الزمن تغير عكس الماضي الذي كان فيه بهجة وفرح وترابط بين المواطنين، الاهتمام بالمسحراتي لم يعد مثل الماضي بسبب تطور الزمن وتواجد التكنولوجيا الحديثة، بالإضافة إلى زيادة عدد الأعمال الفنية من المسلسلات عكس أيام زمان، التي كانت تحتوي علي عدد محدود من الأعمال الفنية الهادفة، وفوازير رمضان التي تلاشت في الوقت الحالي بجانب الأعمال الدينية مثل قصص الأنبياء، ولكن يظل شهر رمضان الكريم محتفظ بتقوسه الدينية ولم شمل العائلة، وفرحة الأطفال والكبار في تزيين الشوارع والحارات بفوانيس وزينة رمضان المختلفة وتركيب العقود المضيئة بالأشكال المختلفة التي تتلاعب بألوانها المتنوعة والمبهجة.