مات بالسكتة القلبية.. حكم نهائي بفصل طالب ثانوي تعدى على أستاذه
أيدت محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة، برئاسة المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجي نائب رئيس مجلس الدولة، قرار مديرية التربية والتعليم بالبحيرة إدارة بندر كفر الدوار التعليمية بفصل الطالب "أحمد. أ" بالصف الثالث الثانوي بمدرسة البيضا التجارية المتقدمة فصلًا نهائيًا، وعدم التحاقه بأي من مدارس الجمهورية لقيامه بضرب أستاذه المرحوم عادل رزق خضر معلم اللغة الفرنسية بالمدرسة فسقط على الأرض ومات بالسكتة القلبية في الحال، وقد أصبح هذا الحكم نهائيًا وباتاَ.
وحملت المحكمة المسئولية على إدارة المدرسة وإدارة بندر كفر الدوار التعليمية لعدم إبلاغهما النيابة العامة بالجُرم الجنائي للطالب مما أفلته من العقاب من إزهاق روح إنسان.
بداية الواقعة
وذكرت المحكمة إلى أن الثابت بالأوراق أن الطالب أحمد أسامة محمد السيد محمد أبو سعدية بالفصل الثالث الثانوي بمدرسة البيضا التجارية المتقدمة قسم تأمينات قام بضرب أستاذه المرحوم الأستاذ عادل رزق خضر معلم اللغة الفرنسية بالمدرسة فسقط على الأرض ومات بالسكتة القلبية في الحال، حيث أنه بداخل الفصل 3/1 تعدى بالألفاظ البذيئة النابية التى تخدش الحياء والسباب والشتائم القبيحة على أستاذه المرحوم وسب له الدين وهمَ برفع المنضدة عليه إثر مشادة بينهما بسبب عدم امتثال الطالب لتعليمات أستاذه، ومن هول المفاجأة خرج المدرس من الفصل متجها لإدارة المدرسة فتابعه الطالب وهو مستمر في عدوانه الاَثم خارج الفصل أيضا، ولم يصدق الأستاذ نفسه بأن تلميذه يعتدى عليه بأبشع العدوان اللفظي فلم يتمالك نفسه من قسوة تصرف تلميذه فسقط على الأرض ومات بالسكتة القلبية في الحال بعد نقله إلى مستوصف التأمين الصحي بالبيضا، وهذا ما أكده التقرير الطبي المرفق وأكدته التحقيقات التي أجرتها جهة الإدارة وما اطمأنت إليه المحكمة لأقوال ممن شهدوا الواقعة.
وإذ أصدرت مديرية التربية والتعليم بالبحيرة قرارها بفصله نهائيا فإن هذا القرار يكون متفقا وحكم القانون ودونما الاعتداد بقرار وزير التربية والتعليم الذى جعل عقوبة اعتداء الطالب على أستاذه توقفه عن الدراسة لمدة أسبوعين وتطرحه المحكمة جنبا لأنه لا يحتاج ردًا ولا يستأهل في الحق ذكرًا، ويضحى والعدم سواء لمجافاته مبدأ تفريد العقاب وعدم تحقيق العدالة غاية كل تنظيم قانوني.
واختتمت المحكمة أنه لا عبرة بقول الطالب أن القرار المطعون فيه يحطم مستقبله العلمي، إذ تجد هذه المحكمة ان جزاء بتره من التعليم هو الجزاء الملائم لعدوانه على حياة أستاذه ولم يخالطه غلو، ذلك أن الطالب الذى يسب الدين لأستاذه ويعتدى عليه بالضرب ويحدث به إصابات وفى داخل حرم المدرسة أو يشترك في ذلك ولو بالتحريض هو شخص منحرف السلوك، انطوت نفسه على روح الاستهتار بالواجب والاستهانة بالعلم والمعلمين والاستخفاف الشديد بحرمة محراب العلم وهيبته، بما ينعكس أثره على زملائه من الطلاب وأساتذته من المدرسين انعكاسا سلبيا يعود بالضرر البالغ على دواعي الانضباط والحفاظ على كرامة المعلم الذى كاد أن يكون رسولًا.
وهى دواع أساسية لازمة لضمان حسن سير العملية التعليمية، ومن ثم فان هذا الشخص عضو فاسد في المجتمع المدرسي يجب بتره بمحو صفة الطالب عنه والتي لم يعد يستحقها بعد أن فقد أهم سماتها، وهى حسن السلوك والتحلي بمكارم الأخلاق التي هي عماد كل طالب لاستمراره في المجتمع الطلابي والمسيرة التعليمية.