الإهانة والعنصرية وتفكيك قيم الأسرة المصرية.. 4 إعلانات لـ دايس أثارت الجدل
أثارت شركة دايس للملابس الداخلية؛ الجدل في أول أيام شهر رمضان الجدل؛ جراء إعلان قائم على توجيه الإهانة من قبل الطبيب والممرضة لأحد المرضى، بسبب ارتدائه ملابس ممزقة، وانتهى الإعلان بأمر الطبيب بطرده خارجًا.
لم تكن تلك السابقة الأولى لشركة دايس، إذ تتجه الشركة إلى استخدام الدعاية السوداء، من خلال إثارة حفيظة مُستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي لإعلان منتجها، وهو ما حدث خلال السنوات الأخيرة، من تقديم إعلانات؛ تحث على التنمر والتعامل بعنصرية تجاه مُرتدي الملابس الممزقة، ما يعكس صورة مُتدنية للمصريين، بجانب إعلانات أخرى تُشجع على الخيانة الزوجية، الأمر الذي قد ينتج عنه تفكيك قيم وتماسك الأسرة المصرية.
الحث على استحقار ذوي الملابس الممزقة
قدمت شركة دايس إعلانا عام 2020؛ يظهر فيه: كيف تُعامل المضيفة أحد الركاب في درجة Business class، بكل احترام مع ابتسامة لا تفارقها أثناء الحديث، حتى رأت تمزّق ملابسه الداخلية، فاختفت الابتسامة، وحلت مكانها نظرات استغراب واستحقار، مع تشكيك لانتماء هذا الشخص لدرجة رجال الأعمال.
وأصبحت هذه طبيعة الإعلانات لهذا العام، بأن ذوي الملابس الممزقة لا يستحقون أن يُعاملوا باحترام، حيث جاء إعلان آخر في ذات العام، يعرض لهفة السايس على أحد الأشخاص، لأخذ المال منه مقابل الانتظار، مع مناداته بعبارة مثل باشا مصر.. عم الناس.. عم مصر، لكن برؤية ملابسه الداخلية المهترئة؛ اختفت هذ الحفاوة.
الخيانة الزوجية بالأمر الطبيعي
وسبق ذلك الجدل بالعام المنصرم، وتحديدًا في شهر رمضان عام 2021، الحملة الإعلانية وقتذاك؛ تحمل نمطًا مختلفًا عن 2020، وتضمّن أحد إعلاناتها؛ ترويجًا لفكرة الخيانة الزوجية داخل المنزل وتقبل الزوجة للأمر، بجانب عدم مناسبة مضمون الإعلان للشهر الكريم، حيث احتوى الإعلان على رجل يجلس مع امرأة أخرى غير زوجته، وتدخل عليهما الزوجة لتسأله مين دي؟ مع ارتباك الزوج، لترد الأخرى بأنها زوجته الثانية، ثم ينتهي الإعلان بتبادل الضحكات والحديث من طرف السيدتان.
آراء مستخدمي التواصل عن إعلان دايس الأخير
وانتقد مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي؛ الإعلان الأخير لشركة دايس في أولى أيام رمضان، مُطالبين بحذفه، لتنمره على فئة معينة من الناس، بجانب إهانته لطاقم الأطباء والممرضين، إذ قالت إحدى الفتيات عبر حسابها: من وجهة نظري.. الإعلان مُهين لطبقة اجتماعية معينة من الناس، دي حالتهم ودي حاجة متعيبهمش إطلاقًا؛ ده عيب الظروف اللي حواليهم ومش بإيديهم، ومينفعش تكون مادة للسخرية منهم، والإعلان بيخبط في الأطباء بشكل غير مباشر، هل فريق العمل شايف إن الأطباء بالتفاهة والطبقية اللي تخليهم يعلقوا على لبس مريض إنه مقطوع أو مش في أحسن حالة!، وقال آخر: من اسوأ إعلانات التنمر والسخرية من الفقراء والناس البسيطة، ويعمل على الاستهانة بالناس البسطاء.
ضوابط وأكواد الإعلانات على الوسائل الإعلامية
حظرت المادة 4 من قانون تنظيم الصحافة والإعلام والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، على المؤسسة الصحفية والوسيلة الإعلامية والموقع الإلكتروني؛ نشر أو بث أي مادة أو إعلان يتعارض مُحتواه مع أحكام الدستور، أو تدعو إلى مُخالفة القانون، أو تُخالف الالتزامات الواردة في ميثاق الشرف المهني، أو تُخالف النظام العام والآداب العامة، أو يحض على التمييز أو العنف أو العنصرية أو الكراهية أو التعصب، وللمجلس الأعلى حق منع بثها.
كما فُرضت عِدة أكواد من قبل المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بلائحة الضوابط والمعايير الإعلامية؛ يجب توافرها في الإعلانات المقدمة على الوسائل الإعلامية، منها كود حماية القيم والأخلاق والالتزام بمبادئ وتقاليد المجتمع، وعدم الخوض في الأعراض، وعدم الإساءة إلى الآخرين واحترام الرأي الآخر، وعدم التحقير من الأشخاص أو المؤسسات، والحفاظ على النظام العام والآداب العامة، وتجنب ما يدعو إلى الإباحية أو يحض على الفسق أو الفجور، وإبراز أهمية القيم والأخلاق، ودورهما في حماية المجتمع.