لماذا تستثمر مصر في إنتاج الهيدروجين الأخضر بديلا للوقود الأحفوري؟
تتبنى مصر مؤخرا سياسة إنتاج الطاقة المتجددة وتحديدا المستمدة من الهيدروجين الأخضر، إذ أبرمت في الفترة الأخيرة عدة اتفاقيات مع نيجيريا وأنجولا؛ لإنتاج الطاقة من الهيدروجين الأخضر، بدلا من إنتاجها من الوقود الأحفوري، إذ تمتلك مصر أكبر القدرات الكهربائية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تؤهلها لتكون أكبر منتجي الطاقة المتجددة، حيث أنه وفقا لهيئة الطاقة الجديدة والمتجددة؛ فإن مصر بإمكانها أن يصل إنتاجها إلى 90 جيجاوات من طاقتي الرياح والشمس.
وخطط الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، لأن يكون إجمالي الطاقة المنتجة في مصر من مصادر الطاقة المتجددة 42% بحلول عام 2035، كما تم تخصيص 7650 كليو متر مربع من الأراضي غير المستغلة، لمشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة، لكن ما هو الهيدروجين الأخضر؟، وما هي مميزاته التي تجعله بديلا لإنتاج الطاقة من الوقود الأحفوري؟، وما عائد ذلك على البيئة والمناخ؟.
إنتاج الهيدروجين الأخضر من الماء
يعد الهيدروجين الأخضر، أحد أنواع الطاقة الخفيفة والنظيفة، والتي تنج من خلال التحليل الكهربائي للماء، وذلك عن طريق استخدام تيار كهربائي؛ لاستخراج الهيدروجين من الماء، حيث يتحلل الماء إلى أكسجين وهيدروجين؛ لذلك يتطلب إنتاج الهيدروجين الأخضر وفرة من الماء، وإمدادات وفيرة من الكهرباء، بجانب محلل كهربي كبير.
وما يجعل الهيدروجين الأخضر صديقا للبيئة؛ استخدام الكهرباء في إنتاجه، من مصادر متجددة، مثل: طاقة الرياح والطاقة الشمسية، لكن على الرغم من ذلك؛ يجد العالم صعوبة في إنتاجه من الماء؛ لندرة المحلل الكهربائي، إلى جانب أن الإمدادات الوفيرة من الطاقة المتجددة، تأتي بسعر باهظ، مقارنة بتكلفة الإنتاج، وذلك وفقا لشركة مصر للنفط والغاز.
ويأتي أقل من 0.1% من إنتاج الهيدروجين العالمي المخصص حاليا، من التحليل الكهربائي للماء؛ لذا يتجه العالم إلى استخلاص الهيدروجين من الوقود الأحفوري، حيث يعد الغاز الطبيعي المصدر الأساسي لإنتاجه، إذ يمثل 3 أرباع الإنتاج العالمي السنوي المخصص للهيدروجين، ويبلغ نحو 70 إلى 75 مليون طن، وذلك من خلال 6% من الغاز الطبيعي العالمي، كما يستغل 2% من الفحم؛ لإنتاج الهيدروجين، ذلك وفقا لوكالة الطاقة الدولية.
الهيدروجين الأخضر مضاعف للكهرباء
عند احتراق الهيدروجين بالأكسجين لإنتاج الطاقة؛ فإنه لا تنبعث منه غازات ملوثة، وخاصة انبعاثات الكربون الصفراء التي تأتي من حرق المواد الأحفورية، حيث ارتفعت انبعاثات الكربون الناجمة عن حرق الفحم إلى 15.3 مليار طن عام 2021، كما يتسبب الوقود الأحفوري في 40% من إجمالي انبعاثات الكربون العالمية، وفقا لتقرير وكالة الطاقة الدولية؛ لذلك قلة استخدامه والاتجاه إلى إنتاج الهيدروجين من الماء والكهرباء يقلل من التلوث البيئي، خاصة في ظل مشكلة التغير المناخي، التي تتفاقم مع مرور الوقت.
ويعد أحد الأسباب الرئيسية لاتجاه مصر والعالم إلى الاستثمار من إنتاج الهيدروجين الأخضر؛ أنه يحتوى على ما يقرب من 3 أضعاف طاقة الوقود الأحفوري، مما يجعله أكثر كفاءة ونقاء، وذلك وفقا لمقال نشرته كلية كولومبيا المناخية، لذلك أعلنت وكالة الطاقة الدولية، أن الطلب على الهيدروجين النقي زاد عام 2018 إلى أكثر من 3 أضعاف الطلب منذ عام 1975، مما يزيد من فرص مصر لتصديره للخارج عقب إنتاجه.
استخدامات الهيدروجين الأخضر
ذكرت شركة مصر للنفط والغاز، في تقرير لها، أننا يمكننا الاستفادة من الهيدروجين الأخضر على نطاق واسع بعد إنتاجه، مثل عمل السيارات والشاحنات الكهربائية بوقود الهيدروجين، وسفن الحاويات بالأمونيا السائلة المصنوعة من الهيدروجين، كما يمكن استخدام الهيدروجين الأخضر الصلب كمصدر للحرارة وبديلا للفحم عن طريق حرقه، بجانب تشغيل التوربينات الكهربائية بالهيدرجين واستغلالها في أوقات ذروة الطلب للمساعدة على استقرار الطاقة، بالإضافة إلى أنه يمكن استخدامه كبديل للغاز الطبيعي للطبخ والتدفئة في المنازل.