حكم القراءة من المصحف في صلاة التراويح.. جائز مع أفضلية القراءة عن ظهر قلب
يتساءل المسلمون عن حكم القراءة من المصحف في صلاة التراويح حتى يتسنى لهم ختم القرآن طوال أيام شهر رمضان المبارك، فصلاة التراويح من السنن المستحبة باتفاق العلماء ولها الكثير من الفضائل في مغفرة الذنوب كما قال رسولنا الكريم "من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه" ولذلك أوضحنا لكم سابقا صلاة التراويح كم ركعة؟ وكيفية أداء صلاة التراويح للنساء في البيت، والآن سنوضح لكم حكم القراءة من المصحف في صلاة التراويح.
حكم القراءة من المصحف في صلاة التراويح
يرغب المسلمون في معرفة حكم القراءة من المصحف في صلاة التراويح، وهي من الشعائر الإسلامية المرتبطة بشهر رمضان المبارك، كما أنها من السنن المؤكدة والواردة في الكثير من الأحاديث النبوية الصحيحة، وقد صلى النبي بالناس صلاة التراويح ثلاث مرات، وفي اليوم الرابع لم يخرج فسأله الصحابة عن سبب عدم حضوره صلاة التراويح فأجاب عليه أفضل الصلاة والسلام "خشيت أن تفترض عليكم، فتعجزوا عنها" وقد توفي رسول الله والأمر في صلاة التراويح على ذلك.
وقبل أن نوضح لكم حكم القراءة من المصحف في صلاة التراويح، لا بد من التنويه بأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه هو من أجمع الناس على إمام واحد في صلاة التراويح، وقد سميت هذه الصلاة بهذا الاسم لأن فيها يستريح المصلون بعد كل أربع ركعات، وحكم الاستراحة في المذهب الحنفي مندوب، بينما جائز تركها في المذهب الحنبلي، ولا يوجد دعاء مخصص لصلاة التراويح، وإنما يدعوا المسلم بما شاء من أمر الدنيا والآخرة، يدعوا بما يعينه على الصيام والقيام في شهر رمضان.
وقد بدأت أول صلاة تراويح لـ رمضان 2022 يوم الجمعة 1 أبريل، ومنذ ذلك اليوم يتساءل المصلون عن حكم القراءة من المصحف في صلاة التراويح، وقد قالت لجنة الفتاوى الالكترونية بمركز الأزهر العالمي للفتوى أن الأصل في قراءة القرآن أثناء الصلاة عن ظهر قلب وليس من المصحف، ولذلك جعل النبي صل الله عليه وسلم الإمامة في الصلاة لمن يحفظ القرآن ويتقنه.
وقد اختلف الفقهاء في حكم القراءة من المصحف في صلاة التراويح، فقد أجاز الشافعية والحنابلة القراءة من المصحف أثناء الصلاة سواء كانت فرضا أو نفلا، بينما كره المالكية القراءة من المصحف أثناء الصلاة الفرض، مع جوازها في النافلة لأن النافلة يغتفر فيها ما لا يغتفر في الفروض، وفي المقابل يرى الحنفية عدم جواز القراءة من المصحف أثناء الصلاة لأن النظر في المصحف وتقليب صفحاته يبطل الخشوع أثناء الصلاة سواء الفرض أو النفل.
حكم القراءة من المصحف في صلاة التراويح دار الإفتاء
وبخلاف رأي الأئمة الأربعة بشأن حكم القراءة من المصحف في صلاة التراويح، ترى لجنة الفتاوى أن الله قد امتدح المؤمنين بحفظهم لآيات الله فقال عز وجل في سورة العنكبوت {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ} ولذلك فمن الأفضل القراءة عن ظهر قلب أثناء الصلاة لأنها من السن النبوية، ولكن وإن عجز المصلى عن ذلك فيجوز له القراءة من المصحف دون حرج.
وتابعت دار الإفتاء المصرية توضيح حكم القراءة من المصحف في صلاة التراويح، حيث المصحف الإلكتروني في الموبايل والآيباد، مؤكدة أنه يجوز شرط ان يحقق المصلي التدبر والخشوع في الصلاة ومعاني الآيات، وهو الأمر الذي لا حرج فيه لمن يرغب في إطالة قيام الليل بقراءة سور القران الكريم، مع العلم أن القراءة من المصحف في صلاة التراويح هي الأولى في هذه الحالة من القراءة عن طريق الموبايل.
وبعد أن أوضحنا حكم القراءة من المصحف في صلاة التراويح، لا بد من التنويه بضرورة وضع المصحف في مكان عالي حتى يبتعد المصلى عن كثرة الحركة في الصلاة بأخذ المصحف ثم تقليب صفحاته ثم وضعه، وفي حال الإمساك بالمصحف أثناء الصلاة يستحب وضعه على مكان مرتفع أثناء الركوع والسجود.
حكم القراءة من المصحف في صلاة التراويح للمأموم
يمكن للإمام الحافظ لكتاب الله ان يصلي التراويح مع وضع المصحف أمامه لمساعدته في حال نسيان بعض الآيات، ولكن يكره للمأموم أن يحمل المصحف أثناء الصلاة لأن ذلك سيمنعه من وضع يده اليمنى فوق اليسرى، كما أنه لا حاجة له بفعل ذلك وإنما الأولى له تدبر معاني الآيات المقروءة من الإمام أثناء صلاة التراويح.